شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أخبار :.: رياضة :.: مقالات إسلامية :.: قصص :.: أصوات :.: أدعية وخطب :.: صور إسلامية :.: برامج وألعاب :.: جوال :.:  
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشهيد القسامي إسماعيل المعصوابي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو نبيل
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات عدد المساهمات : 19

نقاط نقاط : 14298

السٌّمعَة : 0

الشهيد القسامي إسماعيل المعصوابي Empty
مُساهمةموضوع: الشهيد القسامي إسماعيل المعصوابي   الشهيد القسامي إسماعيل المعصوابي Emptyالأربعاء 18 مايو - 12:31

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "
إهداء إلى كل محبي المجاهدين الاستشهاديين .


إلى كل من تعلق قلبه بمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض الرباط ، أرض فلسطين الحبيبة .
إلى كل من يتوق إلى الصلاة في المسجد الأقصى المبارك .
نهدي هذه السطور عن روح الشهيد الاستشهادي
المجاهد إسماعيل بشير المعصوابي
نسأل الله أن يتقبله مع النبيين والصديقين والشهداء وأن يجمعنا معهم في مستقر رحمته .




هذا هو الشهيد القسامي إسماعيل المعصوابي الذي ولد في حي الشجاعية بتاريخ 8/1/1979م حي المجاهدين القساميين حيث هناك استشهد الشهيد عماد عقل . وخرج من هذا الحي الشهداء الميامين القساميون : أسامة حلس ـ محمد فرحات ــ محمد حلس .


هاجر أهله من مدينة المجدل سنة 1948م حيث نشأ الشهيد إسماعيل في أسرة متواضعة وتربى منذ طفولته على التربية الإسلامية واعتاد المساجد وصيام رمضان من سن السادسة .
ومنذ بداية الانتفاضة الأولى كان عمره أحد عشر عاماً حيث انتقل إلى مخيم الشاطئ، مخيم التحدي ، مخيم الشهداء والاستشهاديين، حيث كان ذاهباً إلى المسجد لصلاة الظهر فألقى جنود الاحتلال القبض عليه وما إن سمعنا خبر اعتقاله حتى ذهبنا نسأل عنه في معتقل أنصار وفي السرايا وكانوا يقولون لنا إنه ليس موجوداً ثم ذهبنا إلى المجلس التشريعي وسألنا عنه فقالوا لنا غير موجود وبتقدير من الله عز وجل كان إسماعيل داخل غرفة المعتقل فسمعني ـ الله يرضى عليه ـ وأنا أسأل الجنود الصهاينة عنه فما كان من إسماعيل إلا أن نادى بحرارة وشجاعة وبصوت مرتفع ويقول " ما ترديش عليهم يا أمي أنا موجود هنا" وعند ذلك قررت ألا أغادر إلا ومعي فلذة كبدي إسماعيل وذلك بعد دفع كفالة مالية قيمتها ألف شيكل مقابل الإفراج عنه ومن هنا كانت بداية تفاعله في الانتفاضة حيث تضامن مع أبناء شعبه الذين تصدوا للمفسدين في الأرض بما يملكون من قذف بالحجارة وإشعال الإطارات ووضع المتاريس لدوريات العدو التي كانت تلاحق المجاهدين المنتفضين واستمرت الانتفاضة واشتد عود إسماعيل فأصبح فتىً في الرابعة عشرة من عمره وفي أثناء المواجهة مع اليهود ألقى الجنود قنابل صوت وقنابل غاز فأصيب إسماعيل بإحدى هذه القنابل في قدمه مما أدى إلى كسر في القدم اليمنى وتم علاجه بالجبس واستمر بجهوده حيث التحق باللجان التابعة للحركة الإسلامية "حماس" مع العلم أنه كان صغير الجسم ولكنه كبير العقل وكان يرتكن عليه في الكتابة على الجدران حيث كان خطه جميلاً
وانتهت الانتفاضة الأولى وبدأ عهد السلطة الفلسطينية فكان عُمر إسماعيل خمسة عشر عاماً فبدأ إسماعيل يحرص على التقرب إلى الله وحب الجهاد والعبادة حيث كان يصوم كل اثنين وخميس ويصوم ثلاثة أيام من كل شهر ( الثلاثة البيض ) وقيام الليل والحرص على الصف الأول في الصلاة والندوات والجلسات القرآنية وكان من أنشط شباب المسجد حيث كان يقوم بعمل جلسات في المسجد فكان يجلس يومياً بعد صلاة المغرب وخاصة في الإجازة الصيفية لأشبال وشباب المسجد ويتكلم فيها من الكتب الإسلامية وخاصة الكتب التي تتحدث عن مذابح الإخوان المسلمين في مصر ومجلد اسمه من يظلهم الله ( 2،1 ) ومجلد رهبان الليل (3،2،1) وأذكر أن له من كتاب رهبان الليل قصة مسجلة له على شريط كاسيت وهو لا يدري حيث تحكي قصة مجاهد اسمه سعيد بن الحارث على ما أظن وهذا الشريط موجود له بصوته حيث كان يباع عند مكتبة آفاق وللعلم أنه كان يقوم بهذه الجلسات الشبه يومية حرصاً على عدم تبعثر أشبال وشباب مسجد عبد الله بن عمر ( مسجد السوسي ) وجمعهم عنده حيث كان الأشبال والشباب يستمتعون بسماع كلامه والقصص والمواضيع التي كان يختارها لذلك كانت ناجحة جداً . وأيضا من كتاب ( الروض الفائق في المواعظ والرقائق ) وكتاب صغير اسمه ( قصة مسرور ومقرور) حيث كان يواجه مشاكل كثيرة ويحارب وذلك لأنه كان يقرأ القرآن ويطيل التسبيح بعد الصلاة وهذا لا يرضي الطواغيت ولا يرضي الظلمة وأذنابهم لأنهم لا يعلمون قول الله سبحانه وتعالى ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ) حيث كانوا يبعثون له التباليغ تارة ويسجن تارة أخرى حيث كان يعذب وكل هذه المهانة التي كان يلاقيها كانت له بمثابة ابتلاء ومحن ثم احتساب ثم أجر من عند الله عز وجل .
حيث اذكر بعد أن استدعوه إلى مقابلة من الصباح حتى المساء كان واقفاً على باب البيت وقابله أحد المحققين وقال له يا إسماعيل الأفضل ألا تجلس في جلسات المسجد ولا تسبح بعد الصلاة إلا في البيت فقال له إسماعيل والله لو قمت بعد الرمل حبة حبة ما تركت التسبيح في المسجد حيث كان ـ الله يرضى عليه ـ يعتقل ويعذب حتى تنتف لحيته وتداس رقبته وكل ذلك من أجل محاربة "لا إله إلا الله " حيث كان يصر على نصرة هذه الكلمة ولو كلفه ذلك اعتقاله وسمعت منه قبل استشهاده أنه سامح كل من قام بتعذيبه وضربه مع العلم أنه اعتقل عدة مرات وكنت اسمعه يقول " لئن أكون ذنباً في الحق خير لي من أن أكون رأساً في الباطل " . وكان يحب الرياضة فكان يجيد فن السباحة وركوب البحر وكان يمارس رياضة كمال الأجسام ورفع الأثقال وكان يهوى ركوب الدراجات النارية وطبعاً إسماعيل لم يحرم من أي شئ من متاع الدنيا فقد امتلك كل ما كان يرغبه من دراجة ناريـة ثم قـام ببيعها وبعد فترة اشترى سيـارة من موديـل g m c وقام أيضاَ ببيعها . وكان حريصاً جداً على إرضائي وإرضاء والده وكان لا يرفض لنا أي طلب وكان يقبل يديَ ثلاث مرات وكذلك كان يقبل يدي والده وكان يمسح لحيته الطاهرة بقدمي فأقول له ماذا تفعل يا بني فيقول لي هنا الجنة يا أمي وكان حنوناً على أخوته يحب الصغير ويحترم الكبير وكان مؤدباً مع أقاربه وجيرانه .


أنهى إسماعيل الدراسة الثانوية وانتسب إلى جامعة الأقصى حيث تخصص بفن الخط والرسم وأثناء دراسته في الجامعة في عام 1998م كنت أشجعه للسفر إلى الأردن لأنه كان يوجد هناك دورات فنية ورسومات تتعلق بدراسته وقد سافر بالفعل إلى الأردن وحصل على بعض المعلومات الفنية التي تتعلق بمجال عمله وفنه . وفي عام 2000م قام بتأدية مناسك العمرة ويشهد أصدقاؤه الذين كانوا يرافقونه في رحلته بأنه كان مجتهداً على نفسه بالطاعات وبقيام معظم ساعات الليل بالصلاة والدعاء والبكاء وعند عودته من بيت الله الحرام حجزه جيش الاحتلال في معبر رفح ما يقارب الخمس ساعات وتم استجوابه وسألوه عن سبب اعتقاله عند السلطة ثم تم الإفراج عنه وبعد أن عاد من الأراضي الحجازية ازداد إيمانه ونشاطه في العبادات فكان يصوم يوماً ويفطر يوماً على مدار السنة وكان لا ينام إلا متوضئاً ويصلي ما تيسر له في الليل وكنت كثيراً ما أصحو عليه فأجده يصلي ويدعو الله من أعماق قلبه وكان ينهج من كثرة البكاء في صلاته ودعائه وكنت أقول له أريد يا ولدي أن أصلي خلفك وكنت أخاطب نفسي وأقول أتمنى أن أصلي خلفه من كثرة ما أراه من خشوع وبكاء في الصلاة وكنت أدعو له دائماً في الصلاة أن يعطيه الله ما يتمنى وكنت دائمة الدعاء له بالرضا والثبات على دينه ، وفي يوم من الأيام كان إسماعيل يتوضأ لصلاة العصر فقال لي : تزعلين يا أمي إذا قمت بعملية استشهادية فقلت له لا يا حبيبي ولكن بشرط أن تكون العملية فيها قتل يهود وتكون عملية كبيرة وترفع الرأس حينئذٍ أفرح لك وأزغرد لأن الشهادة كرم عظيم من الله وقلت له يا إسماعيل ستشفع لي إذا نلت الشهادة فقال سأشفع لك إن شاء الله ونكون في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .


وكان رحمه الله حنوناً على إخوته وأخواته وكان كما أسلفنا لا ينقطع عن صلاة الفجر وكان دائماً يجلس حتى الشروق وأكثر الناس نيام وكان يذهب الله يرضى عليه إلى السوق ويقوم بشراء الخضار والفواكه للبيت وخاصة البرتقال والتفاح وكان يشتري أنظف وأغلى شئ في السوق ويأتيني مباشرة في الصباح ويطعمني قبل أن يطعم نفسه . فالحمد لله كان مرضياً مني ومن والده ومن الجميع وكان يحب جميع إخوته وخاصة أخته الأصغر فكان يحبها حباً كثيراً لأنها كانت لا ترفض له طلباً حيث كان يصوم يوماً بعد يوم وكانت تقوم بتحضير الإفطار له وكان يعطيها بين الحين والآخر مبلغاً وعندما تطلب منه نقود لشراء جلباب يقول مرحبا بك بشرط أن يكون مطابقاً للشريعة الإسلامية وكان يطلب منها أيام الامتحانات النهائية بإحضار الطعام وكي الملابس وكانت تتمنى بأن يطلب منها طلباً وكنت أقول له عليها امتحانات أتركها تدرس ولكنها كانت تطيعه وتقول مش مشكلة المهم إسماعيل لأنها كانت متفوقة في دراستها وكان يوصي إخوته وأخواته بتعليم أبنائهم وتحفيظهم القرآن الكريم وكان دائماً يقول لأولاد أخيه وأخواته احفظوا القرآن وكان يقول لهم سمعوا لي ما حفظتم ويعطيهم نقود لكي يشجعهم على الحفظ ودائماً كان مرحاً مع الجميع كانت ابتسامته لا تفارق وجهه المنير بالإيمان وكلما أقول له بأن يقوم بأي عمل يقول لي "حاضر بس إنتِ تؤمري" فكان ينظف لي كل سجاد المنزل ويساعد في تنظيف المنزل وكان يقوم بزيارة رحمه دائماً ويحمل له الهدايا ( تمر وشوكولاته وكتاب ديني وشريط ) وقبل استشهاده بفترة قام بزيارة رحمه وأهدى له كتباً وأشرطة دينية وفي إحدى المرات قام بزيارتنا بنات عمه وكنت أنا خارج المنزل ولم يكن في المنزل غير إسماعيل فقام بضيافتهما وجلس معهن وصار يسألهن عن الصلاة والعبادة وسألهن عن أزواجهن وهل هم يقومون بتأدية الفرائض وكان زوج لإحداهن لا يصلي فأهداها شريط لماذا لا تصلي وكتاب لا تحزن وأخبرها ما هي عقوبة تارك الصلاة وكن يدعون له بالخير وكان كلما يخرج من البيت يقول أنا هيني ماشي على الدين بدك إشي يا أمي فأقول له الله يسهل عليك ويحنن عليك ويجعل ملائكة ربنا ترضى عليك فترى الابتسامة على وجهه وفي أول أيام الانتفاضة وقبل أن يستشهد رحمه الله كان يذهب إلى المنطار ويرمي بالحجارة هو والمجاهدون ويقذف زجاج المولوتوف وعندما أذن المغرب قال إسماعيل للشباب هيا تعالوا نصلي فرفض الشباب خوفاً من الرصاص الكثيف هناك فقال لهم تعالوا لنصلي فإذا قتلنا نموت شهداء وصلى فيهم إماماً والرصاص الكثيف فوق رؤوسهم وكان يومياً يذهب إلى الجهاد هناك ويرمي الحجارة وكنت أقول له لماذا تذهب يا بني إلى المنطار أنا بدي إياك تستشهد بعملية تقتل بها جنود الاحتلال الصهاينة فكان يقول لي أذهب يا أمي إلى هناك حتى أجاهد فأطبق قول الله عز وجل ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) وحتى تكون عندي الشجاعة وأحب أن أكون بين زخات الرصاص في ساحة الوغى .


في عام 1999م سافرت مع والده إلى العراق في زيارة لعم إسماعيل الكبير أبو خليل وطبعاً يمتاز أهل العراق بالخطوط الجميلة مثل الخط العربي والكوفي والعثماني فطلب إسماعيل مني بإحضار كراسات لجميع الخطوط ليتعلم الخط منها وعندما علم عمه أبو خليل بأنه يمتاز بالخط والرسم وتخصص في الجامعة بهذا الفن لم يكتف بشراء كراسات الخط فقط بل زاد على ذلك بأن اشترى له أقلام للخط تمتاز بأسنان خاصة وريش خاصة بالرسم وحبر لا يعرف قيمته إلا أصحاب المهنة وأيضا اشترى له جهاز فاخر ( بروجكتر ) لتكبير الصور والخط واستعد عمه أيضاً بأن يعمل لإسماعيل فيزه سفر إلى العراق لكثرة حبه لإسماعيل وليكمل تعليمه هناك ولكن إسماعيل رحمه الله من شدة حبه لفلسطين وحبه للأقصى وعلمه بثواب المرابطين على هذه الأرض المباركة لم يوافق على طلب عمه بالذهاب إلى العراق بل أكمل دراسته في جامعات غزة وبالتحديد في جامعة الأقصى وعندما كان يؤدي امتحاناته النهائية واختاره الله شهيداً ، علم عمه في العراق عن خبر استشهاده فسر سروراً عظيماً وافتتح بيتاً هناك لاستقبال المهنئين وكما أخبرنا عمه عبر الهاتف بأنه جاءه مهنئين من مناطق مختلفة في العراق ولم ير في حياته أكثر من هذا العدد في مثل هذه المناسبات ومن شدة سروره قال لنا عبر الهاتف إنني يوم القيامة سأمسك إسماعيل من رقبته وأقول له يا إسماعيل لا تنسى أن تشفع لي فأنا عمك الأكبر ، وقال لنا هنيئاً لكم شهادته فالآن اصبح لنا ذخراً عند الله شهيداً ونسأل الله ألا يحرمنا من اللقاء به مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .


قبل استشهاده بأسبوع رأيته في المنام وهو يرتدي ملابس الإحرام ووجهه ممتلئ نوراً وأنا مرتدية ملابس بيضاء وكنا نطوف حول الكعبة ، وفي الصباح حدثته عن الرؤية فَسُرَ سروراً شديداً وقال لي : أحكي يا أمي إيش كمان رأيت وخلال أسبوعه الأخير كان يقول لي على الفجر حدثيني يا أمي ماذا رأيتِ فأقول له كل خير . وقبل استشهاده بيومين فقط كنت أقول له يا حبيبي يا أمي وقتيش أشوف شهادتك وأفرح فيك وأشوفك أستاذ ، فقال لي هاليومين ستفرحين بشهادتي إن شاء الله وقلت له إن شاء الله يا أمي ، وفعلاً بعد يومين قام بالعملية الاستشهادية ونال الشهادة العظمى عند الله .


وقبل استشهاده بيوم وهو يوم الخميس قال لي في صباح هذا اليوم إنني عازم يا أمي عشرة أشخاص للفطور فعرضت عليه بعض الطعام فقال لي اعملي مقلوبة وكان عندنا لحم خروف فقال لي أريد أن أشتري اللحمة بيدي فقلت له يا بني اللحمة موجودة عندنا ، فقال لي : لا يا أمي سأشتري بنفسي لكي أكسب الأجر إن شاء الله فاشترى ا للحمة واشترى بعض الفواكه وأفطر الشباب عنده وفي نهاية الفطور قالوا له في عرسك يا إسماعيل فقال لهم : في عرس الشهادة إن شاء الله .
وفي المساء كان جالساً مع أخواته فأخذن يتكلمن معه عن الزواج ، فقلن له اخترنا لك عروسه تحفظ أجزاءً من القرآن ومتدينة فما رأيك ؟ فابتسم ونظر إليَ وقال أمي تعرف من سأتزوج فقلت نعم إنه سيتزوج بحور العين إن شاء الله .
فقال لي أدعي لي يا أمي بأن أنال ما أتمناه .


ويوم استشهاده بالضبط وهو يوم الجمعة الأخير من حياة حبيبنا إسماعيل في هذه الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة ، هذا اليوم الذي ارتقى فيه إسماعيل شهيداً عند الرفيق الأعلى كان طبيعياً جداً ومارس حياته كعادته ، وقبيل صلاة الفجر صلى ما تيسر له من قيام الليل ، وقبل أن يخرج إلى المسجد أعطاني بعض تمرات ثم ذهب إلى صلاة الفجر في المسجد كعادته ولحسن حظه أن إمام المسجد كان متغيباً فكان شرفاً لإسماعيل بأن يؤم المصلين في هذه الصلاة المشهودة وقد فتح الله عليه بالدعاء الذي هز مشاعر المصلين من خلفه وهذا الدعاء كان مميزاً حسب شهادة من صلى خلفه ، وكان من ضمن دعائه أن كان يلح على الله أن يرزقه الشهادة ويقول : اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى وقد أطال بدعائه على غير العادة وقال له بعض المصلين لقد أطلت علينا بالدعاء ، فقال لهم المعذرة وطلب منهم المسامحة ثم عاد إلى البيت بعد الشروق ونام حتى الساعة العاشرة صباحاً ، وكنت جالسة في غرفته وكنا نتحدث مع بعض وقال لي أنت عارفة يا أمي أريد أن أتوضأ وأصلي وأقرأ القرآن فقلت له توكل على الله يا بني الله يقدرك ويتقبل منك وبعد ذلك جلس مع والده وكان أبوه يوصيه فيقول له يا حبيبي يا إسماعيل إنك تؤدي الامتحانات النهائية وهذه الامتحانات يتوقف عليها مستقبلك فحصيلة سنين العمر التي قضيتها متوقفة على هذه الأيام فأرجوك يا ولدي بأن تجعل كل وقتك في الدراسة ، فكان يقول لي يا والدي سترى غداً الشهادة العظمى التي تعتز وتفتخر بها وستكون إن شاء الله مسروراً منى وبعد ذلك ذهب إلى صلاة الجمعة مبكراً كعادته فكان يحب أن يكون في الصف الأول فصلى الجمعة ثم عاد إلى المنزل وتوضأ وصلى ركعتين ثم لبس ملابس جديدة وخرج وهو صائم وكانت الأمور طبيعية ولا يظهر عليه أي تغير ، وفي الطريق كان إسماعيل موعوداً مع أصحابه للذهاب إلى البحر وعند منتصف الطريق قال لهم أنا تعبان وأريد أن أعتذر لكم وأذهب إلى البيت فقال له أصحابه عذرك مقبول ويقول أحد أصدقائه في الطريق رأى إسماعيل على أحد الجدران وبجانب مجمع النفايات مرسوم على الحائط حمار أعزكم الله وعلى الحمار كلمة عبد الحي فقال أستغفر الله لفظ الجلالة بجانب النفايات وعلى الحمار فأمسك بحجر وقام بحك وشطب لفظ الجلالة واستمر إلى البيت وكان من عادته أنه عندما يرى ورقة غلاف لمنتجات شركة رام الله على الأرض يقوم بشطبها ويتمعر وجهه غضباً على انتهاك حرمة الله ورمي لفظ الجلالة على الأرض .


مواقف من حياة إسماعيل
1- هناك موقف في سجن السرايا وهو أن أحد أمهات من سجنوا معه كانت تسال الجنود عن ابنها فقالوا لها أنه ليس هنا فوقفت تبكي وتسأل مرة أخرى حتى تطمئن على ابنها وفي هذه الأثناء سمع إسماعيل صوتها وعرفها وهو في الزنازين مع العلم أنه يمنع الكلام بتاتاً فقال بأعلى صوته يا أم ...... ابنك بخير ولا تقلقي عليه وهو عندي في الزنازين واطمئني وسنروح قريباً إن شاء الله وعند ذلك سمعوا صوته فذهبوا إليه وعذبوه على ما قام به من كلام هذا سنة 1998م .
* كان يقوم بالكتابة على الجدران في أي مناسبة مثل مجيء الحجاج وذكرى الانطلاقة وخاصة مناسبات الشهداء وحتى هذه اللحظة هناك كتابة موجودة له في الشجاعية وفي مدينة غزة .
* نلفت النظر بأنه قام بتخطيط مسجد عبد الله بن عمر ( السوسي ) .
* هناك موقف وهو عندما اعتقل يوم حرق الخمارات فقالوا له في التحقيق يا إسماعيل أنت متهم بالخروج في المسيرة التي حرقت الخمارات في مدينة غزة قال لهم لا فقالوا له نحن متأكدون فقال لهم: ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبينوا ) قالوا له عندنا الأدلة والثبوتات فقال لهم : ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) فما كان منه إلا أن أخرسهم وأفحمهم بالإجابات النابعة من عقيدة سليمة ونابعة ممن لا يخشى في الله لومة لائم .
2-عندما كانت تخرج مسيرة من الشاطئ أو من أي منطقة لأي شهيد كنا نرى سيارات مياه معدنية تسير وتسقي الناس في شدة الحر والتعب وذلك في مسيرها إلى المقبرة الشرقية فكنت أسأل عن صاحبها وأدعو له ولكن بعد استشهاد إسماعيل تبن لنا أن إسماعيل كان يدفع سعر المياه من ماله الخاص حتى يحصل على الأجر من خلال سقيه الناس .
3-وهناك أكثر من عشرة مساجد لا توجد فيها مياه حلوة كان يوصي صاحب المياه المعدنية للقيام بتعبئة الزجاجات والبراميل وذلك حتى يسقي الناس من هذه المياه العذبة للحصول على الأجر .
4- وأيضاَ له مواقف كثيرة فعندما كان يقرأ عليه أحد قصص المجاهدين وكيفية تعذيبهم واعتقالهم فكان يتأثر لذلك تأثراً شديداً فمثلاً عندما قرئ عليه قصة عادل وعماد عوض الله ومحيي الدين الشريف وما فعله الطواغيت فيهم فما كان منه إلا أن انفلت بالبكاء وبصوت عالي وهو في المسجد ويقول حسبنا الله ونعم الوكيل .
* وهناك موقف في فترة اعتقاله وهو عندما اعترف عليه أحد الشباب جاءوا لإسماعيل وقالوا له إن فلان أعترف عليك فماذا تقول فقال إنه كاذب فقالوا له ستجلس وسنأتي به وتسمع بأذنيك دون أن تتنفس ونسمع صوتك فوافق إسماعيل وجلس وهو معصوب العينين وجاءوا بالشاب وكرروا عليه الأسئلة التي اعترف بها فأجاب عن السؤال الأول وإسماعيل يسمع وهو في الجواب الثاني قفز إسماعيل عن كرسيه فقال ما ترديش عليهم فما كان من الجنود إلا أن استنفروا وصرخوا في وجه إسماعيل وعذبوه لأنه أفشل عليهم التحقيق الذي استمر عشرين يوماً فما كان من الشاب إلا أن أصر على أن هذه الاعترافات أخذت منه بالقوة وليست بصحيحة .
5- ومن مواقفنا التي كنا نراها أنه عندما كان يركب معي في سيارة والسائق يسمع الغناء فكان يكون في جيبه أشرطة إسلامية فكان يخرج الأشرطة ويعطيها للسائق وذلك مع كلام لين ولطيف وذلك من باب الدعوة إلى الله فكنت أخاف عليه من أن يعمل مشاكل مع السائق ولكنهم كانوا يستجيبون له .
* كان أيضاَ كافلاً للأيتام وكان حريصاً على مساعدة الناس الصغير والكبير .
* سمعنا من أحد المشايخ ممن يصلون في مسجد السوسي انه حاول أن يأتي إلى المسجد لصلاة الفجر قبل إسماعيل ولكن فشل وفي مرة من المرات خرج الشيخ مبكراَ ويظن أنه أول الناس إلى صلاة الفجر فنظر فرأى إسماعيل قادم بالاتجاه عكس بيته فاستغرب وسأل فعلم أن إسماعيل كل يوم يخرج قبل آذان الفجر ليوقظ من لا يأتون على صلاة الفجر مع العلم أنه كان يومياً يذهب إلى بعض أصدقائه وهو كفيف يأتي به إلى المسجد وكان يأخذه إلى البحر ويقول لا أحد يسأل عني رضى الله عنك يا ولدي وتقبل أعمالك ونحسبك من الشهداء ولا نزكيك على الله .
* هناك موقف طريف حصل يوم مجيء الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إلى غزة وعندها قامت السلطة بإخراج جميع المدرسين والطلاب من المدارس إجبارياً ومعهم أعلام أمريكا للوقوف على الشوارع لاستقباله وعندئذ قام إسماعيل وهو على دراجة هوائية وأحد أصدقائه يركب معه فيقول لبس إسماعيل في قدمه علم أمريكا وسار به بين الطلاب ورجال الأمن وهو يقول " اتقوا الله " .


كرامات الشهيد :
1 -من كراماته وذلك ثاني يوم من استشهاده صليت الفجر وحمدت الله وشكرته على استشهاد ولدي ونمت على جنبي اليمين وقرأت ما تيسر من القرآن وطلبت من الله أن يكرمني برؤيته لكي يطمئن قلبي عليه فألححت في الدعاء إلى الله برؤيته ومن حمد الله أكرمني في ذلك فرأيته في الملابس البيضاء ووجه ممتلئ بالنور وقابلته وهو يبتسم لي فقلت له يا إسماعيل من أين لك هذه الجلابية البيضاء مع العلم أنه طلبها مني قبل استشهاده وبحثنا عليها فلم نجدها وقال لأخته إذا وجدتيها سأعطيك مكافأة وكنا في ذلك الوقت في بيت بالإيجار وملابسنا في شنطة ولم نتمكن من إيجادها ففوجئت عندما رأيته بها فقلت له أين وجدتها فقال ألبسنيها ربي وكان في المشهد في قصور من الذهب والفضة والنور حوله على بُعد ما ترى عيني فقلت له لمن هذا يا إسماعيل فقال لي ولكِ ولأبى، الحمد لله يا أمي لقد أصبت الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ، فحمدً لله على النعم التي أنعمها الله عليه فقلت له هنيئاً لك يا بني أنت كنت دائماً تتمنى الفردوس الأعلى في الدنيا والله أعطاك إياه في الآخرة ، وألبسني تاج الوقار وكان بيده تاجاَ آخر فقال هذا لأبى سألبسه إياه عندما أراه والحمد لله دائماً أراه في جانبي ولا يغيب عني.
* أتت إليَ فتاة في الثالثة عشر من عمرها من منطقة الشيخ عجلين وهي ترتجف خوفاً فقلت لها ما خطبك يا بنيه فقالت لي والدتها إنها رأت ولدك إسماعيل وهي خائفة لهول ما رأته فقلت لها ولماذا أنت خائفة فقالت : لقد أتاني إسماعيل وقال لي أنا الشهيد إسماعيل بشير المعصوابي ورددها عليَ ثلاث مرات قال لي اذهبي وبشري أمي بأن ابنها قد أصاب الفردوس الأعلى وقال لها أترين من معي هنا فالتفتُ وراءه فإذا بي أرى مجموعة من الاستشهاديين منهم حمدي انصيو وعوض سلمي .
* من كراماته في الدنيا وقبل استشهاده بأسبوعين رأى أحد أصدقائه نور الشهادة في وجهه فأخذه جانباً فسلم عليه وقال له أرى في وجهك نور الشهادة فهيا نتبايع على الشهادة على أن من يستشهد قبل الثاني يشفع للآخر فعانقا بعضهما البعض ومضت الأيام واستشهد رحمه الله
* من كراماته : في يوم السبت وذلك بعد استشهاده بيوم خرجت له مسيرة حاشدة من معسكر الشاطئ إلى المسجد العمري لصلاة الغائب عليه وذلك لان المعلومات التي وصلتنا تفيد بأنه لا يوجد له جثة وفي صباح يوم الأحد وصلت جثة إسماعيل وتزن ثلاثة كيلو فقط وعندئذ خرجت له مسيرة ثانية حاشدة بعد أن صلوا عليه في مسجد عبد الله بن عمر (السوسي)حيث دفن في مقبرة الشهداء .
1- هناك من رأى إسماعيل محشوراً مع النبي صلى الله عليه وسلم .
2- هناك من رآه أيضاَ من الجيران فقالت لي الفتاة رأيت في المنام شهداء كثيرين في الجنة ورفعت رأسي إلى أعلى فإذا بأحد الشهداء يجلس فوق على شجرة فقلت لأحد الشهداء الموجودين تحت من هذا فقال هنا فوق في الفردوس الأعلى هذا الشهيد إسماعيل المعصوابي .


ومن مواقفه التي يتعلم منها الكبير والصغير الاحتساب حيث كان لا يخطو خطوة إلا ويحتسب هذه الخطوة قائلاً : اللهم إني أحتسب هذه الخطوات عندك وخاصة في المسيرات التي تتغبر فيها الأقدام والوجوه والتي فيها تكثير سواد المسلمين حيث إنني علمت وذلك بعد خروجه من سجون السلطة سنة 1998م أن جاءه أحد أصدقائه الذين اعتقلوا معه وقال له : لك استبيان من حزب الخلاص ولكل الشباب مع العلم أن كل رفاقه قاموا بتعبئة هذا الاستبيان ، وهذا الاستبيان مفاده أن يكتب ماذا حصل معهم خلال فترة التحقيق وأساليب التعذيب حتى تعرض على حقوق الإنسان فما كان من إسماعيل رضى لله عنه إلا أن رفض هذا الاستبيان قائلاً لا أريد أن أتحدث في هذا الأمر لأني أحتسب هذا الأمر عند الله .


والحمد لله على هذه الكرامات العظيمة وإننا نأمل من الله سبحانه وتعالى أن يكرمنا بالشهادة في سبيله وإنني أنصح كل أم بأن تبذل جهدها بتربية أبنائها على حب الجهاد في سبيل الله وألا تمنع ولدها من نيل الشهادة والله قبل استشهاد حبيبي إسماعيل عندما كان يحدثنا عن الجهاد في سبيل الله وعن الشهادة كنت أقول له أنت وأخوتك الخمسة أهديكم في سبيل الله والله يتقبل مني هذا الدعاء ويرزقنا جميعاً الشهادة في سبيله وإنني أعاهد الله على مواصلة الجهاد والاستشهاد حتى يندحر الاحتلال ويعود الأقصى الشريف للمسلمين إن شاء الله .


كيفية استقبال النبأ ؟
كما أسلفت فقد خرج إسماعيل بعد صلاة الجمعة ولم أكن موجودة في البيت كي يودعني ويودع والده وعندما رجعت إلى المنزل وسألت عن إسماعيل وقد خفق قلبي وأحسست بشعور غريب وبعد صلاة المغرب وكنت لا أزال أسبح وأحمد الله وإذا بجرس التليفون يدق فقمت وأجبت على التليفون وإذا به زوج ابنتي يقول لي حمدت الله يا أم إسماعيل وسبحت فقلت له نعم ومن ثم قال لي عهدناك صابرة ومحتسبة فابنك إسماعيل قد نال الشهادة فقال لي زغردي فزغردت وقمت بعده وسجدت سجدة لله وحمدت الله على أن اختار ابني شهيداً وقلت الله يسامحك ويرضى عليك يا ولدي يا حبيبي الله يجعل مأواك الجنة يا رب .
وأخيراً أقول لك يا إسماعيل لقد صدقت الله فصدقك الله ولا أقول لك وداعاً يا إسماعيل ولكن أقول لك إلى اللقاء في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع النبيين والصديقين والشهداء فقد تركتنا يا إسماعيل بجسدك ولكن روحك ما زالت بيننا .


فتالله ما طلعت شمس وما غربت إلا ذكرك مقرون بأنفاســـي
ومـا شربت زلال الماء من ظمأ إلا ورأيت خيالاً منك في الكأس
وما جلست بين قومـي أحدثهم إلا وكنت حديثي بين جُلاســي


والله يا إسماعيل إن ذكراك طيبة ولقد رفعت رؤوسنا عالية شامخة إلى السماء فالحمد لله الذي قدر لك الشهادة مقبلاً غير مدبر ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبلك وأن يجمعنا معك في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع النبيين والصديقين ولشهداء وحسن أولئك رفيقا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





وصية الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. ناصر المجاهدين .. ومذل الطغاة المتكبرين ، ومخزي المنافقين والخائنين .. وشافي صدور قوم مؤمنين.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ورافع لواء الجهاد والمجاهدين محمد الصادق الأمين .. وعلى آله وصحبة الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ، فنصرهم الله ، ونصر بهم الدين ، وعلى من اهتدى بهديهم وسلك سبيلهم إلى يوم الدين ..
وبعد ...
فيا شباب الإسلام في كل مكان ..
أحييكم بتحية مباركة من عند الله .. تحية المتحابين في الله .. أرسلها إليكم أيها القابضون على جمرتي الدين والوطن .. أيها الأوفياء الصادقون ، الذين هم للجهاد والاستشهاد عاشقون .
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
يا شباب الإسلام ..
كان واجباً عليَ أن أبلغكم محبتي لكم فرداً فرداً .. وخاصة رواد صلاة الفجر منكم .. فوالله إني لأحبكم في الله ..
وأسأل الله أن يجعلنا من الذين يظلهم بظله يوم لا ظل إلا ظله بسبب هذه المحبة الخالصة لوجهه الكريم ..
الاخوة الكرام ..
لاشك أن واقع الأمة الإسلامية اليوم أصبح معلوماً للقاصي والداني، وللصغير والكبير . . ووالله إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، وإنا لما حل بالأمة لمحزونون ..
إن الأمة اليوم قد ذلت بعد عزة ، وضعفت بعد قوة ، وجهلت بعد علم وأصبحت في ذيل القافلة الإنسانية ، بعد أن كانت الأمة تقود القافلة كلها بالأمس القريب ..
وإن حب الجهاد والاستشهاد قد ملك عليَ حياتي ونفسي ومشاعري وقلبي وأحاسيسي ..
وإن آيات القرآن ليعتصر عند سماعها قلبي ألماً ، وتتمزق نفسي أسىً وأنا أرى تقصيري وتقصير المسلمين تجاه القتال في سبيل الله تعالى.
وإنه من الصعب بمكان على نفسي التي تذوقت حلاوة الجهاد واستعذبت المعاناة على طريقه، وسعدت بتجرع الغصص على جادته، أن تستريح إلا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر..
لقد أصبحت أمتنا غثاء كغثاء السيل ، وكالقصعة يتداعى الأكلة عليها وضرب علينا الذل وذلك لأننا تبعنا أذناب البقر ، وتركنا الجهاد في سبيل الله , فسلط الله على الأمة إخوان القردة والخنازير ..
ومع هذا الواقع المرير ، والحاضر المظلم ، أبت نفسي يعلم الله إلا أن تكون شعلة من ضياء لأهل الإسلام ، وشواظاً من نار على أعداء الله لأن ترك المسلمين في الأرض يذبحون ، ونقف نسترجع ونفرك أيدينا من بعيد دون أن يدفعنا هذا إلى خطوة واحدة لرفع الظلم عن المظلومين ، وتحكيم شرع الله في الأرض ، لهو لعب بدين الله ، واستهزاءً بالأمة كلها .
كيف القرار وكيف يهدأ مسلم والمسلمات مع العدو المعتدي
فمن أجل القدس ، من أجل الاقصى ، وفي سبيل رفع كلمة الله في الأرض آثرت لقاء الله على لقاء الناس ....
وقلت في نفسي :
غداً ألقى الأحبة محمداً وصحبه
أما الدنيا وما فيها لا شك ستفنى وتفنينا وحالي فيما قاله الشاعر :
لا تأسفن على الدنيا وما فيها فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
واعمل لدار البقاء رضوان خازنها والجار أحمد والجبار بانيها
ومن هنا فقد عزمت على الرحيل بإذن الله ، فامتشقت الإيمان ولبست التقوى ، واتخذت الشهادة لي سبيلاً إلى الجنة إن شاء الله ..


فيا أيها المسلمون :
حياتكم الجهاد ، عزكم الجهاد ، ووجودكم مرتبط ارتباطاً مصيرياً بالجهاد .. واعلموا أيها المسلمون ... أنه لا قيمة لكم تحت الشمس إلا إذا امتشقتم أسلحتكم وأبدتم خضراء الطواغيت .. والكفار والظالمين ..
إن الجهاد هو قوام دعوتكم ، وحصن دينكم ، وترس شريعتكم.. فلا عذر لكم عند الله إن رضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة لأنها متاع قليل " إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً "
لا عذر لكم عند الله إن رضيتم بما أنتم عليه من الذل والهوان ولم تقوموا لرفع راية الإسلام ..
أما أنا يا إخوتي ويا أهلي فإن شاء الله ..
أنا في جنة الله أحيا في ألـف دنيا ودنيا
ومـا سأتمنى شيئا إلا ويأتيني سعيــا
فلا تقولوا خسرنـا من غاب بالأمس عنا
إن كان في الخلد خسر فالخير أن تخسروني
وأما إلى من أحبني من الشباب أقول :
كفكف دموعك ليس في عبراتك الحرة ارتياحي
هذا سبيلي إن صدقت محبتي فاحمـــل سلاحي
وأخيراً أقول :
لا تحزنوا يا إخوتي إني شهيد الجنة
آجالنــا محدودة ولقائنا في الجنة
فإلى اللقاء إن شاء الله في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنكم وأخوكم الشهيد بإذن الله
إسماعيل ( أبو حمزة )
منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشهيد القسامي إسماعيل المعصوابي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة مسجد القدس :: ¨°o.O ( ..^ المنتديات العامة^.. ) O.o°¨ :: منتدى خاص بقصص الشهداء-
انتقل الى:  
free counters