الشهيد القسامي :عماد محمود عباس

افتراضي الشهيد القسامي :عماد محمود عباس

نجم من نجوم التصنيع العسكري القسامي
خاص- القسام:
عشق العمل العسكري منذ نعومة أظفاره, وعرف بحبه للسلاح وحمله واقتناءه والعبث به منذ وقت مبكر من طفولته, فيذكر أهله انه كان يمتشق سلاحه ويقف في وسط بيت العائلة وقد بدت البندقية أطول منه بكثير.
رافق رحلة العمل العسكري الإسلامي الشاقة في فلسطين منذ البداية, لم يقنع بالتفوق العسكري الصهيوني ولم يركن إلى الواقع الشحيح, فانطلق في عالم التطوير والتصنيع العسكري, فأبدع المذهلات العسكرية من لاشي, معتمداً في ذلك على قوله تعالى "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل "، نتحدث عن أحد قادة القسام في مدينة غزة ونجم من نجوم التصنيع العسكري إنه القائد عماد محمود عباس.
الشهيد القسامي :عماد محمود عباس
ميلاد القائد
حي الدرج وسط مدينة غزة كان على موعد من مع ميلاد بطل من أبطالها الشهيد القائد القسامي عماد محمود عباس في عام 1974م, وبين جنبات الحي، نشأ وتدرج في حياة الجهاد والاستشهاد، فكان خير من سكن الحي وعاش فيه ورفع فوقه راية التوحيد والجهاد.
الشهيد القسامي :عماد محمود عباس

النشأة إسلامية
امتازت أسرة القائد عماد بقربها من الله عز وجل وإقامتها لحدوده في شتى شئون حياتها, الأمر الذي اعكس على شخصية شهيدنا القسامي وتربيته الربانية على موائد القران الكريم بصحبة المجاهدين في بيوت الله في الأرض.
لم يحتاج شهيدنا القائد القسامي عماد إلى الكثير من الشرح والإفهام لمعاني الإسلام, حيث تميز بفطرة فطنه و يقظة لتلك المعاني فتميز فهمه لها بالسرعة, بل فهمها من زاوية خاصة به جعلت منه أيضا إنسانا خاصا صالحا للمهمات الخاصة.
أنهى القائد عماد تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرسة الإمام الشافعي, والثانوي في مدرسة فلسطين بالمدنية, وغلب على حياته الدراسية الجدية والحرص على التفوق والرغبة في إتمام الدراسة يقينا منه أنها الخطوة الأولى، لأي مجاهد أحب دينه ووطنه "فلا جهل مع الجهاد ولا جهاد مع الجهل".
الشهيد القسامي :عماد محمود عباس
صهر خنساء فلسطين
تزوج شهيدنا " أبو أحمد " في العام الذي عاد إليه إلى فلسطين الحبيبة من فتاة مجاهدة تماما كالأسرة التي ولدت فيها, إنها أسرة فرحات تلك الأسرة التي تربت على يدي أم المجاهدين إنها " أم نضال فرحات" بكل ما امتلكته من قوة إيمان وصلابة عقيدة.
أنجب شهيدنا أربعة من الأبناء, الذين أحبهم حبا فاق حب الأب لابناءه وقرب الوالد لأولاده.
ومن جهتها تعهدت زوجته " أم أحمد" بتربية أبناءها على ما تربى زوجها، حيث القران و الجهاد والاستشهاد في سبيل تحرير فلسطين من دنس الاحتلال الغاصب.
الشهيد القسامي :عماد محمود عباس
جهاد ودعوة
من خلال المسجد تعرف شهيدنا على رموز الحركة والدعوة الإسلامية في فلسطين, ومنهم فهم المزيد من معاني الجهاد والاستشهاد من اجل تحرير فلسطين بالعودة إلى الإسلام وبإقامة شرعه الله المعطل في الأرض.
فهمة الصحيح لمعاني الجهاد والدعوة أهله للاندماج في صفوف العمل العسكري المسلح في وقت مبكر من حياته.
الشهيد القسامي :عماد محمود عباس
عاشق الجهاد
وللعمل العسكري في حينها ظروفه الخاصة حيث انه كان في البدايات الأولى له, تلك البدايات التي كانت لا تخرج عن نطاق المجموعات المسلحة التي تملك الوسائل القتالية البدائية لمطاردة الاحتلال عبر شوارع وأزقة مدينة غزة.
الشهيد القسامي :عماد محمود عباس
المجموعات الأولى للقسام
نشط شهيدنا المجاهد عماد في تلك المجموعات واثبت منذ اللحظات الأولى حرصا على العمل العسكري وتطويره مهما كانت الظروف, فهو ممن تبنى النظرية التي لا تعرف معنى المستحيل في تطوير أدوات القتال والجهاد من اجل إثخان جرح الاحتلال على تراب فلسطين, مهما كانت الظروف ومهما ضعفت الإمكانات.
مع مطلع الانتفاضة الأولى عام 1987م شارك شهيدنا عماد بصحبة المجموعات القسامية الأولى بالعديد من العمليات العسكرية ضد جنود ودوريات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة, ومن الذين رافقهم في العمل العسكري هذا القائد القسامي عماد عقل, والقائد عوض سلمي وغيرهم من قادة الجهاد والاستشهاد الأوائل.
الشهيد القسامي :عماد محمود عباس
العملية الفيصلية
من ابرز العمليات العسكرية التي شارك فيها شهيدنا عماد العملية الجهادية بالقرب من معبر " كارني " شرق مدينة غزة والتي قتل فيها مغتصبين على الأقل في عام 1991م.
في هذه الإثناء كان شهيدنا قد أنهى الثانوية العامة وفي انتظار إعلان النتيجة, وقبل إعلانها أصبح المجاهد الفتى مطاردا لقوات الاحتلال الصهيوني حيث اعتقال أحد رفاقه في العملية العسكرية المذكورة.
الشهيد القسامي :عماد محمود عباس
حياة مطاردة
وبعد أشهر من مطاردته بين أزقة وشوارع مدينة غزة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني تمكن شهيدنا عماد من إيجاد طريقة للتخلص من حالة المطاردة اللحظية التي يحياها, فور له أحد المجاهدين الظروف للهرب إلى الجمهورية المصرية عبر البحر المتوسط خفية.
لم يكمل مجاهدنا المطارد طريقه حيث ارض الكنانة حيث ضبطه من قبل قوات الأمن المصرية التي اعتقلته ثمانية أشهر تحت التعذيب والتنكيل قبل ترحيله عنوة إلى الجمهورية الليبية.
وجد المطارد المجاهد عماد نفسه مضطرا للعيش مطاردا بين العواصم وحدود الدول العربية على غير رغبه منه ولكنها حياة المجاهدين التي تعرف عليها قبل خوضها, فكم يجزع ولم يتردد لحظة في تقبل معاناة المطاردة والترحال.
الشهيد القسامي :عماد محمود عباس
لقاء المجاهدين
وتنقل المجاهد القائد عماد عباس إلى العديد من الدول العربية, كان منها إلى دولة "ماطا" حيث اللغة غير اللغة والدين غير الدين واللون غير اللون, ورغم ذلك تأقلم مع الحال الجديد بل و عمل على اكتساب مزيد من الخبرات العسكرية والجهادية.
عاد شهيدنا إلى أحد البلدان العربية ليتقى هذه المرة بالمجاهد الشهيد القائد عز الدين الشيخ خليل أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية " حماس " الذي عمل بدوره على إعادته إلى فلسطين عام 1995م.
الشهيد القسامي :عماد محمود عباس
المجاهد المدرب
لدى عودة مجاهدنا القائد عماد إلى ارض الرباط والجهاد عمد إلى صب ما اكتسبه و تلقاه من تدريبات عسكرية وخبرات جهادية في الجهاد العسكري لحركة حماس كتائب الشهيد عز الدين القسام.
فمنذ تلك اللحظة بدا طريق التطوير العسكري بصحبة إخوانه المجاهدين وعلى رأسهم الشهيد القائد الكبير عدنان الغول الذي كان عماد له بمثابة الذراع اليمنى وأمين سره المخلص الذي لم يتوانى يوما عن تنفيذ أوامره العسكرية على ارض الواقع.
الشهيد القسامي :عماد محمود عباس
لا تحيدوا عن التطوير
كما وأكدت حماة الشهيد أم نضال فرحات أن الشهيد عماد كان مثالا للمجاهد الذي لا يهدا, العابد الذي لا ينام, و الأب الذي لا يقسو , والزوج الذي لا يكره.
ودعت تلاميذ المجاهد عماد إلى السير على دربه في طريق التصنيع والتطوير العسكري وعدم الركن إلى الماضي وما قد سلف.
لشهيدنا لمسات في تطوير العديد من الوسائل القتالية التي تألقت فيها كتائب القسام في مواجهة العدو الصهيوني وعلى رأسها صواريخ البناء, وقذائف الياسين المضادة للدروع.
الشهيد القسامي :عماد محمود عباس

عبادة وبكاء
الأشهر القليلة التي سبقت استشهاد المجاهد البطل قضاها بعيدا عن البيت و الأهل و الأحبة عملا بالأسباب الأمنية, كما وظهر عليه معالم المجاهد الذي سيفارق الدنيا بعد حين, فكثر ابتسامه و بكاءه , عبادته وجهاده , فأصبح دائم الحركة و النشاط في كل اتجاه, فاستثمر كل لحظة من لحظات حياة أخيرة في خدمة الجهاد.
الشهيد القسامي :عماد محمود عباس

مع من أحب
شاءت الأقدار أن يستشهد مع من أحب والذي كان رفيق حياته , مع من عمل وجاهد انه القائد الكبير عدنان الغول, حيث تمكنت طائرة الاستطلاع الصهيونية منهم في مدينة غزة عندما أطلقت على سيارتها صاروخا الخميس السابع من رمضان الموافق 21/10/200م فارتقى على إثره إلى العلياء شهداء إن شاء الله تعالى.
إلى اللقاء يا أبا أحمد يا صانع ومطور القسام، ونعاهد الله أن نواصل طريق الجهاد والمقاومة وتطوير صواريخ القسام من بعدك.
الشهيد القسامي :عماد محمود عباس