محمد عضو محترف
نوع المتصفح :
عدد المساهمات : 325
نقاط : 15230
السٌّمعَة : 1 العمر : 29
| موضوع: قبسات قرآنية .. من نور قيام الليل .. السبت 14 مايو - 12:40 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
قبسات قرآنية .. من نور قيام الليل ..
الإصلاح بين القوامة والإمامة
بقلم الداعية فتحي يكن يقول الله تعالى في وصف عباد الرحمن، وهو أصدق القائلين: { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين اماماً } الفرقان 74 لكم تحمل هذه الأية الكريمة من المعاني الدالة الداعية الى التزام أولويات الاصلاح والتغيير .. فالاصلاح عنوان عريض لسنة التغيير الالهية { ولن تجد لسنة الله تبديلاً } اختصرها القرآن الكريم بقوله تعالى { إن الله لايغير ما بقوم حتى بغيروا ما بأنفسهم }. فالاصلاح في الاسلام منهج تغييري شامل الجوانب، متكامل الحلقات، متعاقب الخطوات، محدد المراحل، لاتتحقق جدواه بعيداً عن هذه الاعتبارات جميعاً ؟ وعندما يعتري المشروع الاسلامي تعثر او فشل واخفاق يكون السبب اختلال هذا المعيار، واهتزاز تلكم الاعتبارات، وعدم ملاحظة الأولويات في سنة التغيير؟ وبالعودة الى الآية أعلاه، نجدنا حيال خطوتين أساسيتين لا مناص منهما في عملية الاصلاح والتغيير: الأولى: تتصل باصلاح وتغيير النفس والاقربين. والثانية تتعلق بمهمة اصلاح المجتمع والأخرين. ومن خلال السياق القرآني يتأكد أنه لا مناص من أن يكون البدء بقوامة الاصلاح في الاسرة والجماعة والمحيط الضيق، ليتحقق من خلال ذلك نشوء ذرية صالحة تقر الأعين وتثلج الصدور، وهو ما يجليه الشطر الأول من الآية: < font> [ ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ] ولتليها بعد ذلك خطوة أكبر وأعم وأشمل ترتقي فيها مسؤولية التغيير من دائرة القوامة الى دائرة الإمامة ، تتجلى بقوله تعالى: { واجعلنا للمتقين إماماً ].< font O:p<> إن شرط الاضطلاع بإمامة المتقين والصالحين، هو تحقق الصلاح والتقوى فيمن يتقدم لذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه، والى ذلك كانت اشارة الخطاب القرآني [ أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ] والنجاح في إصلاح الشأن العام يجب أن يسبقه ويؤكده النجاح في اصلاح الشأن الخاص ابتداء، وإلاَّ كانت الخطوة متعثرة وغير قابلة للنجاح ؟ وهل يكون جديراً بتولي إمامة واصلاح الأخرين من فشل في قوامة واصلاح الأقربين؟ إن القفز فوق الأولويات الشرعية في الاصلاح من شأنه يحبط المشروع الاسلامي ويعطل عملية التغيير على مستوى الأفراد والجماعات ؟ على هذا سار الأولون فحققوا النجاحات والانتصارات، وتقلدوا امامة وقيادة العالم. < font O:p<> * كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله يجمع أهله ويقول لهم [ إني قد نهيت الناس عن كذا وكذا، وإن الناس ينظرون اليكم كما ينظر الطير الى اللحم، فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وإني والله لا أولي رجلاً منكم وقع فيما نهيت الناس عنه إلا ضاعفت له العذاب لمكانه مني، فمن شاء منكم فليتقدم ومن شاء فليتأخر ] ابن الجوزي. < font O:p<> * ومن روعة ما قاله الخليفة علي بن أبي طالب في هذا المعني كذلك قوله:
[ من نصَّب نفسه للناس اماماً، فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تهذيبه بسيرته قبل تهذيبه بلسانه، ومعلم نفسه ومهذبها أحق بالاجلال من معلم الناس ومهذبهم ].
| |
|