كلمة حصرية لدولة رئيس الوزراء:إسماعيل هنية أبو العبد لأهلنا في مصر

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله بلغ الرسالة أدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا وبعد.
أيها الإخوة الكرام والأخوات الكريمات أبناء جماعة الإخوان المسلمين يا أبناء الشعب المصري العظيم من هنا من أرض غزة من أرض فلسطين المباركة من بيت المقدس وأكناف بيت المقدس نتوجه إليكم بالتحية والتقدير نتوجه إليكم بالتهنئة الخالصة المعبرة عن حبنا لمصر ولشعب مصر ولهذه الجماعة المباركة، وهي تحقق هذا النصر الكبير وهذا الفتح المبين ليس فقط لمصر وحدها وإنما للأمة العربية والإسلامية، فمصر كانت وما زالت القائد والزعيم والمرشد لهذه الأمة، وإذا عزت مصر عز العرب وعز الإسلام والعكس كذلك، لقد عانينا كثيراً نحن هنا على أرض فلسطين في أرض غزة حينما كانت مصر خارج حلبة الصراع مع هذا الاحتلال فعلى مدار ثلاثين عام والمنطقة العربية في خلل كبير، خلل في التوازن السياسي والأمني والاقتصادي، الغلبة للعدو والهيمنة الإسرائيلية لأن الاتفاقات التي وقعها الصهاينة مع النظام المصري السابق إنما كانت تهدف لإخراج مصر بعمقها ومكانتها ومخزونها البشري بحاضرها وماضيها وكل ما تملك من المقومات أن تخرج من دائرة الصراع فتصبح إسرائيل هي القوة المهيمنة في المنطقة والمقررة في المنطقة تعبث بأمنها وبمصالحها، وتضرب القضية المركزية لهذه الأمة وهي قضية فلسطين، لذلك نحن نرى في الثورة وانتصار الثورة هو انتصار للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، بل هو انتصار للأمة العربية الإسلامية، نحن تابعنا بكل فخر واعتزاز يوميات الثورة المصرية، تابعنا ميدان التحرير الذي أصبح رمزاً للأحرار في هذه الأمة بل لكل اصحاب الضمائر الحرة في العالم، تابعنا هذا التواجد المبارك لهذه الجماعة المباركة (جماعة الإخوان) بكل مكوناتها وهيئاتها القائدية والقاعدية بأنصارها ومحبيها وهي تشكل عصب الثورة وتشكل السور الواقي لحماية الثورة والميدان وهي التي خرجت بالملايين في كل المحافظات، تكشف عن وجه مصر الحقيقي، وتفتح الباب واسعاً أمام مصر الجديدة، مصر الإسلام ومصر العروبة ومصر الجهاد والمقاومة والبذل والعطاء والشهداء والشهامة والمروءة، لذلك أيها الإخوة الكرام إذن نعبر عن فرحتنا بهذا النصر فإنما نعبر عن مكنونات ومشاعر أبناء الشعب الفلسطيني بشكل عام وأبناء الإخوان بشكل خاص على مستوى فلسطين وغزة على وجه الخصوص، غزة الجوار وغزة الحدود المباشرة لمصر العزيزة، غزة التي تنتظر الكثير من خير مصر القادم، تنتظر أن ينتهي هذا الحصار الظالم وأن يفتح هذا المعبر وأن تدخل الاحتياجات الإنسانية لقطاع غزة وأن نعيد إعمار ما دمره الاحتلال من خلال وقفة مصرية مسئولة ننتظر الخير الكثير القادم من مصر، نحن نعرف أن مصر الآن مشغولة بترتيباتها الداخلية، وإخواننا مشغولين بترتيبات الوضع على الساحة المصرية، سواء الانتخابات أو التعاطي الحزبي السياسي، أو تنظيم شؤون الجماعة واستعادة دورها الدعوي والتربوي لذلك نحن ندرك هذه القضية ونتابع بصدر كبير ودعاء لا ينقطع أن يوفق الله سبحانه وتعالى إخواننا لما فيه خير لمصر وللمسلمين، وأن يوفق الله مصر لأن تعود إلى موقعها الرائد بإذن الله سبحانه وتعالى، أيها الإخوان، نحن نفتخر أننا ننتمي إلى هذا الفكر وإلى هذه المدرسة وإلى هذه الجماعة نحن نعتز بهذا البناء، نحن نشعر بأن الله سبحانه وتعالى قد أكرمنا حينما وفقنا لأن نحمل راية الإسلام وأن نحمل راية الجهاد على أرض فلسطين، أيها الإخوة الأعزاء، أود أن أقول لكم بأننا ثابتون على الطريق فقد عاهدنا الله سبحانه وتعالى ثم عاهدنا شعبنا وعاهدنا هذه الأمة أن لا نفرط في ذرة واحدة من أرض فلسطين وأن لا نتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين، أن لا نتراجع عن ثوابتنا وحقوقنا، وأن لا نتخلى عن حق العودة للاجئين، وأن نتمسك بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إننا عاهدنا الله عز وجل أن نمضي على طريق المقاومة والجهاد مهما كلفنا ذلك من ثمن، نعم قدمنا قادتنا وعظمائنا ورجالنا ولقد قدمنا الغالي والنفيس على خط الجهاد ولكن فيه العزة والكرامة، في هذا الخط عزة الشعب الفلسطيني والإسلام والمسلمين، نحن إذ نجدد هذه البيعة وهذا العهد ونؤكد على ضرورة القيام بالواجب الكامل تجاه غزة وتجاه فلسطين بشكل عام، إن الشعب الفلسطيني ينتظر من إخواننا في مصر، أنتم الحمد لله في الميدان، أنتم قدمتم وشكر الله ما قدمتم لقد وقفتم معنا في ساعة العسرة وفي حرب الفرقان وفي الحصار وقبله وبعده وما زالت هذه الوقفات المستمرة والإمداد متواصل، لكن إخواننا الكرام نحن في شدة ومحنة نحن بعد الله عز وجل بحاجة إليكم فلنسارع الخطى ولنشكل ضغطاً شعبياً على صناع القرار في مصر من أجل إنهاء الحصار عن غزة ومن أجل فتح المعبر ومن أجل تزويد غزة بالكهرباء والغاز وبناء إعادة الإعمار وإعادة من دمره الاحتلال ولا بد أن نغتنم هذا الجهد الجماهيري ونسخره ولو بشكل متوازن للاحتياجات المصرية من ناحية ولاحتياجات إخوانكم من ناحية أخرى، أملنا فيكم كبير ودعائنا لكم لا ينقطع، ,أنا أوجه التحية لفضيلة الأستاذ المرشد العام للجماعة وإخواننا في مكتب الإرشاد ولكل الإخوة والأخوات أعضاء الجماعة ولفضيلة المرشد السابق الذي عرفناه أخاً فاضلاً كبيراً غيوراً محباً لفلسطين والقدس، والمرشد الحالي بفضل الله عز وجل على ذات الخطى إنها خطى الإمام الشهيد جسن البناء رحمه الله، خطى هذه الجماعة التي تشكل الأمل لهذه الأمة فجزاكم الله خيراً وأحسن الله إليكم، تهانينا لمصر بثورتها وانتصارها على الظلم والطغيان وإسقاطها الفراعنة الذين تقلدوا الأمور وحكموا وظلموا الذين أساءوا لمصر وللقضية الفلسطينية، تهانينا لكم جميعاً أعزكم الله ونصركم الله أيدكم الله وثبتكم الله وفتح الله سبحانه وتعالى على أيدكم الخير كله لمصر وللعرب والمسلمين ونسأل الله عز وجل أن نلتقيكم في ساحات المسجد الأقصى، ونسأل الله أن يجعلنا من جنود الفاتحين للمسجد الأقصى المبارك، ونصلي سوياً فيه وما ذلك على الله ببعيد، إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، والله أكبر ولله الحمد ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.