هل يجوز كتابة الرقية وتعليقها على المريض كما يسمى اليوم ( الحجاب ) ؟؟

هل يجوز كتابة الرقية وتعليقها على المريض كما يسمى اليوم ( الحجاب ) ؟؟


أجاز العلماء سلفا وخلفا أن يكتب الراقي للمريض شيئا من القرآن أو الدعاء أو الذكر وما شابه وأجازوا أن يحمله المريض وأن هذا مما ينفع الإنسان ويفيده في أموره الدنيوية والدينية والنفسية والبدنية .
ودليل ذلك :
يقول ابن تيمية يجوز أن يكتب للمصاب وغيره من المرضى شىء من كتاب الله وذكره بالمداد الطاهر ويغتسل ويسقى كما نص على ذلك أحمد وغيره0 قال يكتب فى إناء نظيف فيسقى 0 وزاد فيه وكيع وينضح ما دون سرتها0
قال عبد الله : رأيت ابى يكتب للمرأة فى جام أو شىء نظيف0
قال مجاهد: لا باس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه مثله عن ابى قلاية0
وقال أيوب: رأيت ابا قلابة كتب كتاباً من القرأن ثم غسله بماء وسقاه رجلاً كان به وجع0
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: اذا عسر على المرأة ولادتها فليكتب لها
[ بسم الله لا اله الا الله العظيم لا اله الا الله الحليم الكريم سبجان الله وتعالى رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين كأنهم يوم يونها لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون ]
قال: ( يكتب كاغد فيعلق على عقد المرأة قال علي وقد جربناه فلم نرى شيئاً أعجب منه فاذا وضعت تحله سريعاً ثم تجعله فى خرقة أو تحرقه0 (رسالة الجن لابن تميمة ص 81)
يقول ابن القيم : ( ولقد مر بى وقت بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء فكنت أتعالج بالفاتحة آخذ شربة من ماء زمزم وأقروءها عليها مراراً ثم اشربه فوجدت بذلك البرء التام ثم صرت أعتمد على ذلك فى كثير من الأوجاع بها غاية الإنتفاع)0 (زاد المعاد ج3 ص 188)
( وكان شيخ الاسلام ابن تميمة رحمه الله يكتب على جبهة الذى ينزف من أنفه { وقبل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضى الأمر } ولا يجوز كتابتها بدم المنزوف فان الدم نجس )0 (زاد المعاد ج3 ص 180)
( وقد رأى جماعة من السلف أن يكتب للمريض الايات من القرآن ثم يشربه بعد ذلك 0 قال مجاهد : لا باس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض0
ومثله عن أبى قلابة وقال ايوب / رأيت أبا قلابة كتاب كتاباً من القرآن ثم غسله بماء وسقاه رجلاً كان وجع ) زاد المعاد ج3 ص 119)
قال ابن القيم رحمه الله : ( ورأى جماعة من السلف أن يكتب له – أي للمعيون – الآيات من القرآن ، ثم يشربها ، قال مجاهد : لا بأس إن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض ، ومثله عن أبي قلابة ، ويذكر عن ابن عباس أنه أمر أن يكتب لامرأة يعسر عليها ولادها آيتان من القرآن ، يغسل ويسقى ، وقال أيوب السختياني : ( رأيت ابا قلابة كتب كتاباً من القرآن ، ثم غسله بماء وسقاه رجلاً كان به وجع ) .

عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامّات من غضبه، وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن تضرّه"، قال: وكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده [أن يقولها عند نومه] ومن لم يبلغ منهم [أن يحفظها]، كتبها [له] في صَكّ ثم علقها في عنقه".(رواه الترمذي (3528) وقال: "هذا حديث حسن غريب" وأحمد(2/181) والزيادات له وأبو داود (3893) والحاكم (2010) وقال: "صحيح الإسناد متصل في موضع الخلاف" وليس عنده تخصيص الدعاء بالنوم، والبيهقي في "الأسماء"(ص185) و"الآداب" (993) وابن السني (745) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/109-110) كلهم من طريق ابن إسحاق،)
الصَكُّ: الكتاب. قاله الجزري، والجمع: أصُكٌّ وصِكاكٌ وصُكوكٌ. ("مختار الصحاح" (1/154) و"اللسان" (10/457))
: عن عائشة قالت: "إنما التمائم ما عُلّق قبل البلاء، فما عُلّق بعد البلاء فليس من التمائم".( أخرجه هنّاد في "الزهد" (1/256) برقم: (447)) ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/325) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/164) من طريق ابن لهيعة وعمرو بن الحارث ومن طريق عبدان عن ابن المبارك أخرجه الحاكم (4/463) وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ورواه البيهقي في "الكبرى"(9/350)
قال الشيخ ابن باز:
ومن العلماء من أجاز تعليق التمائم التي من القرآن وأسماء الله وصفاته ورخص في ذلك عبدالله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – وبه قال أبو جعفر الباقر ، وأحمد في رواية أخرى عنه وحملوا حديث المنع على التمائم التي فيها شرك

قال الشيخ محمد بن عبد الوهّاب في متن "كتاب التوحيد" (ص23): "التمائم": شيء يُعلّق على الأولاد من العين، لكن إذا كان المعلّق من القرآن فرخّص فيه بعض السلف، وبعضهم لم يرخص ويجعله من المنهي عنه، منهم ابن مسعود رضي الله عنه".
* مذهب من يرى جواز ذلك:
"قال مالك رحمه الله: "لا بأس بتعليق الكتب التي فيها أسماء الله عزّ وجلّ على أعناق المرضى على وجه التبرّك بها، إذا لم يرد معلقها بتعليقها مدافعة العين".
"وذكر أحمد عن عائشة رضي الله عنها وغيرها أنهم سهّلوا في ذلك، قال حرب: ولم يشدّد فيه أحمد ؛ قال أحمد: وكان ابن مسعود يكرهه كراهة شديدة جدا".اهـ (قاله ابن القيم في "الزاد" (4/357).)

قال البيهقي في "الكبرى" (9/351): "حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن الحجاج عن فضيل أن سعيد بن جبير كان يكتب لابنه المعاذة. قال: وسألت عطاء، فقال: ما كنا نكرهها إلا شيئا جاءنا من قبلكم".
وذكر البيهقي بسند صحيح عن ابن وهب عن نافع بن يزيد أنه سأل يحيى بن سعيد عن الرقى وتعليق الكتب فقال كان سعيد بن المسيب يأمر بتعليق القرآن وقال لا بأس به"