رآه العديد من إخوانه مع الحور العين في الجنان، هي حياة المجاهدين المخلصين، حياة تختلف عن باقي الناس، هم الرجال الذين عاهدوا الله على السمع والطاعة، فكان لهم ما تمنوا من الله وهي الشهادة في سبيل الله، رجال القسام الذين تشهد لهم أرض الميدان في كل مكان، وتحديدا قطاع غزة الحبيبة، فتشهد لهم الصفوف المتقدمة في مواجهة العدو الصهيوني لا يتخلفون في الدفاع عن حياض الشعب الفلسطيني.
الشخصية الإسلامية
نشأ الشهيد القسامي المجاهد علي عمر علي الطناني في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، وهو من مواليد 6-3-1986م، وتربى في بيت مستور الحال من "الأسبست" في وسط أسرة متوسطة الحال اقتصاديا.
يتمتع الشهيد القسامي علي "أبو صهيب" بالشخصية الإسلامية وتظهر عليه سمات الصبر والمحبة، فهو المحبوب من الجميع، لا سيما من والديه، فقد كان محبوبا لدرجة كبيرة من والديه يساعدهم في جميع أمورهم ولا يرفض لهما أي طلب.
العطف..والحنان.. والتسامح
تميز المجاهد الشهيد بالحنان على والديه، فكان يعطف عليهم بالكلمة الطيبة وبالصدقة، فيصرف عليهم ببعض المال، ويقوم بمساعدة إخوانه فيما يحتاجونه من شراء ملابس.
تربط شهيدنا القسامي علي بإخوانه وأخواته علاقة طيبة قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل، فكان لا يسيء لأحد ولا يقوم بإحراج أو إغضاب أحد، فكان رحمه الله دائما يقوم بممازحتهم والتحدث معهم بكل خجل، وكانت له مواقف عديدة كثيرا ما يغضب منها، لكنه سرعان ما يسامح ويأخذ بتقبيل رؤوس أخوته، فهو متسامح جدا وعطوف وحنون ولا يبخل بأي شيء يطلبونه منه.
تربط شهيدنا القسامي علي الطناني بجيرانه علاقة جيدة، فكان دائما يتفقد أحوال الجيران ويسأل عنهم ويزروهم في المناسبات المختلفة، ويقوم برد السلام على كل من يعرف ومن لا يعرف، ولا يحب أن تنشأ أي مشاكل له مع الجيران، فكان يحرص على أن تكون هذه العلاقة ودية، وكان الشهيد القسامي "أبو صهيب" كثير التفقد للعائلات المستورة، فكان يأتي لهم بالمساعدات والدعم المادي، ويدخل الفرحة عليهم، فمن صفاته "العطف والحنان والتسامح والقلب الحنون والابتسامة التي لا تفارق شفتاه".
عمل شهيدنا علي في صفوف الشرطة الفلسطينية؛ لكي يحفظ أمن بلاده من العابثين والخونة أعداء الإسلام، فتشهد له أرض غزة بمحافظته على أمن شعبه من العملاء والخونة.
تأثر شهيدنا القسامي علي الطناني بالعديد من الشخصيات الإسلامية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وهي التي جعلته يسلك المنحى الإسلامي، فكان من هؤلاء القادة الشهيد العالم نزار ريان، ورئيس الوزراء إسماعيل هنية والدكتور يوسف الشرافي وباقي قادة حركة حماس، الذين يحافظون على المشروع المقاوم وحقوق الشعب الفلسطيني.
ومن أصدقاء شهيدنا الشهداء الذين تأثر باستشهادهم الشهيد القائد القسامي عماد أبو قادوس والشهيد محمد الدلو والشهيد همام أبو العمرين والشهيد حامد أبو ياسين.
على طريقهم مضى
وعلى طريق هؤلاء الشهداء، وعلى طريق قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سار شهيدنا نحو العمل الإسلامي من خلال التزامه في مسجد عائشة أم المؤمنين في حي الشيخ رضوان القريب من بيته، فقد كانت علاقة شهيدنا "أبو صهيب" مع شباب مسجده علاقة قوية وقائمة على الترابط الأخوي.
ولشهيدنا القسامي علي لمسات من خلال المشاركة في الأنشطة المختلفة التي تقوم بها حركته حماس، فقد عمل مع إخوانه في العمل الدعوي ونصرة هذه الحركة المباركة والعمل في المنشط والمكره، والسمع والطاعة فيما يؤمر منه.
طريق الجهاد والمقاومة
وبعد أن بايع شهيدنا جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، زاد نشاطه في العمل الدعوي، فقد رأى الظلم الصهيوني يتمادى ضد أبناء شعبه، فلم يقف صامتا إزاء ذلك، بل سعى إلى أن يكون أحد الجنود المرابطين على ثغور قطاع غزة.
أصبح شهيدنا القسامي علي الطناني أحد عناصر كتائب الشهيد عزالدين القسام في منطقة الشيخ رضوان بعد إلحاح شديد على الله وإخوانه في قيادة الكتائب، وأصبح من المرابطين على ثغور هذا الوطن الحبيب، وكان محبا للشهادة في سبيل الله، لذلك كان دائما يلجأ للتعرف على قادة الجهاد من كتائب القسام.
عرف عن شهيدنا القسامي "أبو صهيب" حرصه على المشاركة في جميع المهمات الجهادية التي توكل إليه، وبحسب إخوانه في الجناح العسكري لكتائب القسام فقد كان يحرص على التعرف على جميع التخصصات العسكرية في صفوف كتائب القسام حتى يصبح المقاتل الشرس في أرض الميدان في مواجهة العدو الصهيوني الجبان، ولشهيدنا مواقف مشاركة في العديد من الكمائن ضد العدو الصهيوني وبعض الخطط العسكرية.
استشهاده
وتمضي قافلة الشهداء، ويمضي الفارس القسامي المجاهد علي الطناني نحو الشهادة والملتقى، فيتقدم نحو الآليات المتوغلة غرب مدينة غزة خلال حرب الفرقان حاملا قذيفة RPG نحو العدو الجبان لتشاهده طائراته "الزنانة" المختفية في السماء ولتقوم بإطلاق صاروخ عليه، ويرتقي على الفور مجاهدنا إلى الجنان، وكان ذلك في يوم 13-1-2009م
عدد المساهمات
نقاط