التهجين مع أنواع أخرىهجين ذئب وكلب من سلالة
الملموت الألاسكي.
يمكن للذئاب أن
تتناسل و
الكلاب المستأنسة، لتنتج
هجيناً غير عقيم. يُقال أن هجائن الكلاب والذئاب تكون متمتعةً بصحة جيدة في أغلب
الحالات، حيث أنها تتأثر بعدد أقل بأشواط من الأمراض الوراثية من العدد
الذي تتأثر به سلالات الكلاب المستأنسة، ويعود السبب وراء هذا إلى عامل
"قوة الوراثة".
[135] يفيد اتحاد الكلاب الذئبية الوطني (
بالإنكليزية: National Wolfdog Alliance)،
بأن 40 ولاية أمريكية تحظر ملكية، إكثار، أو استيراد أي كلب ذئبي، بينما
تقوم ولايات أخرى بوضع بعض القواعد التنظيمية المتعلقة بهذا الموضوع.
[136] تنطبق ذات المسألة على معظم
الدول الأوروبية والكثير من
بلديات و
مقاطعات الولايات المتحدة، التي إما تجعل تملّك الحيوان مسألةً مخالفةً لل
قانون، أو تقيد من حرية تربيته.
[137] على الرغم من أن الذئاب تفتك بالكلاب في البرية، إلا أنه تمّ توثيق حدوث بعض حالات التزاوج بين ذئاب وكلاب وحشية عن طريق
الاختبارات الوراثية،
التي أظهرت أن بعض الجمهرات تحمل مورثات انتقلت إليها من سلف من الكلاب.
يعتقد بعض العلماء أن هذا التهجين الطبيعي يُشكل خطراً محدقاً بجمهرات
الذئاب النقية المعزولة، لا سيما وأن هناك بعضاً من القطعان المهددة التي
وإن اختلطت بأي جمهرة هجينة، فسوف تكون قد اندثرت بطريقة أخرى. عادةً ما
يحصل التهجين الطبيعي بين الذئاب والكلاب بالقرب من المستوطنات البشرية،
حيث تقل كثافة الذئاب ويرتفع عدد الكلاب. إلا أن الدلائل الملموسة،
كالخصائص المورفولوجية البارزة وتحاليل
الحمض النووي للمتقدرات، تنص على أن القول بانتشار التهجين بين الكلاب والذئاب قول خاطئ، إذ أنها تُظهر ندرة حصول أي تزاوج بين النوعين في البرية.
[10] يُقال في بعض الأحيان أن وجود
زمعتين عند الذئاب البرية هو خير دليل على أنها ملوثة وراثيّاً من قبل الكلاب، والزمعة عبارة عن
أصبع خامس لاوظيفي يظهر في قوائم الكلاب الخلفية، ويختفي عند الذئاب النقية ذات الأصابع الأربعة.
[13] لوحظ أن هجائن الذئاب البرية في
الإتحاد السوفياتي السابق، كانت تؤلف قطعاناً أكبر من قطعان الذئاب النقية، كما تمتعت بقدرة أكبر على التحمل عندما طاردت فريستها.
[8] أظهرت الأبحاث الوراثية في
جامعة كاليفورنيا بمدينة
لوس أنجلوس، أن الذئاب ذات الأهاب الأسود تحمل هذا اللون نتيجة
طفرة برزت في بادئ الأمر عند الكلاب المستأنسة حديثاً وانتقلت لاحقاً إلى الذئاب عن طريق التهجين مع الكلاب التي غدت وحشية.
[18]ذئب أحمر أسير. أظهرت العديد من الأبحاث الوراثية أن هذه الذئاب عبارة عن هجائن بين الذئاب الرمادية والقيوطات.
[138]تتناسل الذئاب مع
القيوطات لتنتج هجائن غير عقيمة كذلك الأمر، وهذا الأمر يطرح التساؤل المثير للجدل حول ما إذا كان يُمكن اعتبار كل منها نوعاً مستقلاً بذاته.
[139] يُعرف نتاج الذئب والقيوط باسم "الذئب القيوطي" أو "القيئب"، وهو عادةً ما
يكون حجمه وسطاً بين حجم أبويه، أي أكبر من قيوط نقي وأصغر من ذئب. أظهرت
إحدى البحوث في ولاية
ماين،
أن 22 قيوطاً من بين 100 تم أسرها، تتحدر من أصول ذئبيّة، وكان أحدها يحمل
خصائص مماثلة لخصائص الذئاب بنسبة 89%. تفترض إحدى النظريات أن القيوطات
الشرقية الضخمة في كندا ليست سوى هجائن بين القيوطات الغربية الصغيرة
والذئاب، التي التقت بها وتزاوجت معها منذ عقود، عندما هاجرت القيوطات من
موطنها الغربي إلى منطقة
نيو إنغلند.
[140] كذلك، يقول بعض العلماء أن الذئب الأحمر ليس بنوع مستقل وإنما هو هجين أخر بين الذئاب الرمادية والقيوطات. وقد دعمت
الأبحاث الوراثية الحديثة هذا الافتراض، حيث تبين أن الذئاب الحمراء لا تتميز وراثيّاًَ عن
الذئاب الرمادية والقيوطات إلا بنسبة بسيطة، وقد ظهر أيضاً، من خلال احتساب
المسافة الوراثية بين الأنواع الثلاثة، أن الذئاب الحمراء تأتي وسطاً بين
الذئاب الرمادية والقيوطات، وأنها تُشابه هجائن الأخيرة قاطنة جنوب
كيبيك و
مينيسوتا. تبين من خلال تحاليل
الحمض النووي للمتقدرات، أن جمهرات الذئب الأحمر الباقية، يتحدر أغلبها في الأصل من القيوطات.
[138][عدل] الصلة بالكلابتثير مسألة صلة الذئب الرمادي بالكلاب الجدال بين العلماء منذ سنين
طويلة، على الرغم من أن معظمهم يرون الذئب على أنه السلف المباشر لجميع
سلالات الكلاب المستأنسة. إعتبر حل هذه المسألة غاية في الصعوبة، بما أن
فصيلة
الكلبيات فصيلة حديثة النشوء وبسبب تناسل الأنواع المختلفة مع بعضها بسهولة، إلا أن دراسات القرابة الجزيئية تظهر حاليّاً أن
الكلاب المستأنسة والذئاب قريبة من بعضها بشكل وثيق، وبناءً على هذا فإن جميع
العلماء أخذوا يصنفون الكلب على أنه سلالة من الذئب الرمادي، يحمل
الاسم العلمي "
Canis lupus familiaris". كذلك، فقد أظهرت التجارب في
ألمانيا،
على كلاب البودل والذئاب، أن الصغار الهجينة تولد غير عقيمة ولا تواجه
صعوبة في التواصل مع بعضها أو مع أبويها حتى تلك التي ولدت بعد أجيال،
وكذلك كانت النتيجة بالنسبة للوالدين، حيث تزاوجت مع بعضها تلقائيّاً دون
أي قيد، ولم تواجه صعوبة في التواصل عبر الأصوات ولغة الجسد. تتعارض هذه
النتائج مع تلك التي برزت من تزويج البودل
بالقيوط و
بنات آوى،
إذ تبين أن خصوبة كل الهجائن أخذت تقل جيلاً بعد جيل، كما أخذ التواصل
يصعب عليها شيئاً فشيئاً، وازدادت نسبة أمراضها الوراثية بعد 3 أجيال من
التزاوج الداخلي. وبناءً على هذا، استنتج العلماء أن الذئاب الرمادية
والكلاب تُشكل نوعاً واحداً.
[141] أظهرت فحوصات
الحمض النووي أن الكلاب المستأنسة والذئاب الرمادية وثيقة الصلة ببعضها، فكلاهما يمتلك 39
كروموسوماً، تُمثل 19000
مورثة، منتشرة على 2.4 مليارات
كيلو قاعدة.
[142] في عام
2005،
تم إجراء دراسة لتحديد مدى الشبه الوراثي عند أفراد السلالات المستأنسة
وبين تلك السلالات المختلفة، وبين سلالات الذئب الرمادي، عن طريق قياس درجة
تواتر
نوكليوتيد تعدد الأشكال المنفردة الخاصة بكل منها. بينت النتائج أن الكلاب المستأنسة من ذات السلالة كانت
مشابهة بشدة لبعضها البعض، كما تبين أن السلالة المستخدمة في الدراسة، وهي
من كلاب البوكسر، كانت قريبة بشكل كبير لسلالات مستأنسة أخرى، على الرغم من
وجود بعض التفاوت بين السلالة والأخرى، فعلى سبيل المثال، ظهر بأن البوكسر
أقل قرباً إلى
كلاب الملموت الألاسكية من باقي السلالات. كما ظهر أنه الأقل من بين السلالات المستأنسة شبهاً
بالكلبيات الأخرى، مثل الذئب الأوراسي والقيوط. وبناءً على هذا التحليل،
يمكن القول بأن الفروقات الشكلية بين الذئب الأوراسي والكلب المستأنس هي
ضعف الفرق بين سلالات الكلاب المستأنسة، وأربعة أضعاف الفروقات الموجودة
بين أفراد سلالة مستأنسة معينة.
[142][عدل] الاستئناسطالما كان هناك جدال قائم بين العلماء حول مسألة تشعب
الكلاب المستأنسة من الذئاب، وحتى الآن ما زال تاريخ حصول هذا التشعب، كيفية حصوله ومكان ذلك، غير محدد بشكل قاطع. تظهر
المستحثات التي عُثر عليها أن الكلاب انشقت عن الذئاب منذ 15,000 سنة، إلا أن هذا
يمكن أن يكون قد حصل منذ فترة سابقة على هذا التاريخ بكثير. يقول معظم
علماء الآثار أن الكلاب تشعبت من الذئاب في الفترة الممتدة بين 15,000 و35,000 سنة، وأن الاستئناس حصل نتيجةً لتغيّر نمط حياة
البشر، إذ أنه في تلك الفترة بدأ
الإنسان بالاستقرار وتوقف عن حياة الترحال. يتفق جميع العلماء أن التدجين حصل في
أوراسيا، وأن الكلاب دخلت
أمريكا الشمالية مع إحدى موجات الهجرة البشرية على الأرجح، منذ 12,000 عام فقط، وبالتالي فإنه يُفترض أن الكلاب انتشرت بسرعة فائقة في جميع أنحاء
العالم.
[143] لا تزال مسألة أي سلالة من الذئاب تتحدر منها سليلتها الأليفة موضع نقاش،
فيقول البعض أن هذه السلالة هي السلالة التبتية، حيث أن القسم الأعلى من
فكها السفلي يميل إلى الخلف كما في الكلاب المستأنسة، وعلى العكس من باقي
سلالات الذئب الرمادي، بينما يقول آخرون أن السلالة الأكثر ترجيحًا هي
السلالة الهندية بسبب حجمها الصغير وطبيعتها الأكثر وداعة.
[144] يقول بعض الخبراء أن سلالات
الشرق الأوسط و
آسيا الجنوبية هي الأكثر احتمالاً لتكون أجداد الكلاب، إذ أنها تُصدر أصواتاً شبيهة
بأصوات الأخيرة، كما أنها أصغر حجماً وأكثر وداعةً من السلالات الشمالية.
[54][عدل] الاختلافات الجسدية والسلوكيةتُظهر بعض سلالات الكلاب المستأنسة، مثل هذا التمسكان، شبهاً كبيراً
بالذئاب، على الرغم من عدم ارتباطها بالأخيرة بشكل أوثق من باقي السلالات.
على الرغم من أن الكلاب والذئاب وثيقة الصلة ببعضها البعض، إلا أنها
تُظهر عدداً من الاختلافات الجسدية والسلوكية. يقول بعض العلماء بعدم صحة
النظرية القائلة بأن الكلاب تتحدر من الذئاب، بناءً على هذه الاختلافات بين
الحيوانين،
[3] بينما يقول أخرون أن غياب بعض الخصائص أو العادات عند الكلاب، مثل تقيؤ
الطعام للجراء أو عيشها في قطيع ذو بنية الصارمة، ليس بدليل على خطأ
النظرية، وإنما هو بمثابة "انحلال" لتلك الخصائص بسبب التزويج غير
الانتقائي أو اللامسؤول لسلالات الكلاب المختلفة، كما أن الكثير من الكلاب،
وبشكل خاص تلك التي تتحول إلى الوحشية، تظهر لديها هذه الخصائص، بينما
تبقى غير بارزة عند غيرها.
[141][145]قد لا تُظهر الكلاب بعض أشكال السلوك الغريزي أو الاجتماعي التي تُظهرها
الذئاب بسبب عدم وجود أي فرصة لها للقيام بذلك في محيطها الأهلي، وكذلك
عندما تتحول إلى الوحشية أو تعيش حياة شبه وحشية، فإنها تبقى تُظهر
اختلافات معينة عن أسلافها البرية. وفي دراسة مقارنة أجريت على الذئاب
وكلاب البودل، قام العالم المختص بدراسة الذئاب "أريك زيمن" ومساعديه
بتسجيل 362 سلوكاً مختلفاً تقوم به الأخيرة، 64% منها قامت به كلاب البودل
باختلاف طفيف أو دون أي اختلاف على الإطلاق، بينما لم تُظهر أي سلوك مشابه
لنسبة 13% الباقية. تبين من هذه الدراسة أن 23% من السلوكيات الذئبية موجود
لدى الكلاب ولكن بشكل معدل بطريقة ملحوظة، فعند الإتيان بأي منها، أظهرت
البودل عدم تركيزها على هدف معين وعشوائية وعدم فعالية انتقائها
"لطريدتها"، تماماً كما هي الحال عند جراء الذئاب اللاهية أو العابثة.
كذلك، فقد ظهر أن الكثير من تعابير الوجه والتعابير الجسدية التي تقوم بها
الذئاب، كانت مبسطة بشكل كبير عند البودل أو غير بارزة على الإطلاق، فكانت
الوضعيات العدائية والدفاعية لديها قليلة إلى حد كبير، وذلك بسبب كونها أقل
خوفاً وعدائيةً، وأكثر تحملاً للكائن الذي يقترب منها كثيراً. وعلى العكس
من الذئاب البالغة، التي تتفادى الاحتكاك الجسدي مع بعضها البعض عندما
تنام،
فإن كلاب البودل استمرت بالاستلقاء قرب بعضها عندما بلغت 8 أشهر من العمر
أو ما يزيد عن ذلك بعض الشيئ، حتى في الأيام الحارة، عندما لا يكون هناك
حاجة للتكويم من أجل الحفاظ على حرارة الجسد.
[146] تعتبر الكلاب البالغة أكثر تقبلاً للغرباء من الذئاب البالغة، التي تصبح
كارهةً للأجانب مع تقدمها بالسن. كذلك، فإن تقنيات القتال تختلف بين الكلاب والذئاب، فالأولى غالباً ما تركز على الهجوم على
الرأس،
العنق، وال
أكتاف، بينما تهاجم الثانية جميع أنحاء الجسد وتسبب ضرراً أكبر، كما تصد العديد من الهجومات المضادة.
[147]تمتلك الكلاب، المماثلة في حجمها لحجم الذئاب،
جمجمةً و
دماغاً أصغر بحوالي 20 و 10% على التوالي، و
أسنان صغيرة بالمقارنة مع أنواع أخرى من
الكلبيات.
[15] تكون طواحن و
أضراس الكلاب متراصة بشكل أكبر من الذئاب، كما أن أنماطها المستدقة أقل تعقيداً، وفقاعة طبلة أذنها أصغر بكثير.
[148] تتطلب الكلاب المستأنسة سعرات حرارية أقل من الذئاب كي تستطيع البقاء، بما
أن دماغها أقل حجماً، ويعود السبب في ذلك إلى أن اعتمادها على بقايا طعام
البشر منذ القدم، أدى إلى التقليل من حجم الدماغ وقوة
عضلات الفك اللازمين للصيد. يُعتقد أن السبب وراء ارتخاء
آذان الكلاب هو
ضمور عضلات الفك.
[15] تبلغ أكف الكلاب في حجمها نصف حجم أكف الذئاب، وتميل أذيالها إلى أن تلتف نحو الأعلى، وهذه سمة غير موجودة عند الذئاب.
[6][عدل] الوضع الحالي والسابقالانتشار الحالي لسلالات الذئب الرمادي المختلفة.
كانت الذئاب الرمادية أوسع
الثدييات انتشاراً على سطح
الكرة الأرضية سابقاً بعد
الإنسان، حيث قطنت المناطق شمال
خط العرض 15° و 12° شمالاً في
أمريكا الشمالية و
أوراسيا على التوالي.
[149] وعلى الرغم من هذا الانتشار الواسع، فإن الذئاب اليوم تقطن قسماً صغيراً جداً من هذا الموطن السابق، بسبب تعدي
البشر على موائلها وما ينجم عن ذلك من تدمير لمسكنها واحتكاك بينها وبين
الإنسان يؤدي في نهاية المطاف إلى استئصالها محليّاً.
[149] يظهر هذا الأمر بشكل جلي في المناطق المخصصة للتطوير والاستغلال في
أوروبا،
آسيا،
المكسيك، و
الولايات المتحدة، حيث يتم
تسميم الذئاب واضطهادها عمداً.
[149]صُنّفت الذئاب الرمادية على أنها
معرضة للانقراض بدرجة دنيا من عام
1982 حتى عام
1994 من قبل
الإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة (IUCN). إلا أن قيام العديد من الدول بحمايتها وتغيير طرق استغلال الأراضي، والنزوح من
الريف إلى
المدن، أدى إلى زيادة أعدادها من جديد.
[149] وبالإضافة إلى ذلك، أدت مشاريع إعادة الإدخال وإعادة التوزيع في
أوروبا الغربية وغربي
الولايات المتحدة، إلى زيادة عدد جمهرات الذئاب في تلك النواحي من العالم.
[149] وكنتيجة لكل هذا، أعاد الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة تصنيف الذئب عام
1996 من نوع مهدد بدرجة دنيا، إلى نوع غير مهدد على الإطلاق.
[149] تختلف اليوم
حالة حفظ الذئاب باختلاف المناطق والدول التي تقطنها، فهي تحظى بحماية كاملة في بعض الدول،
تُصاد لغرض الترفيه في دول أخرى، أو تتعرض للاضطهاد والإبادة في أماكن معينة بسبب اعتبارها خطراً يهدد
المواشي و
الحيوانات المنزلية.
تعتبر الكثير من جمهرات الذئاب المحلية مهددة بالاندثار، على الرغم من عدم تهدد
النوع ككل.
[150] ومن المخاطر التي تواجه هذه الحيوانات قلة التنوع الوراثي وضيقه شيئاً
فشيئاً، بسبب تبعثر الجمهرات وتفرقها، إذ أن الانفجار السكاني أدى إلى توسع
رقعة الاستيطان البشري، الأمر الذي أدى بدوره إلى إيجاد جيوب معزولة من
الذئاب تعاني من التناسل الداخلي. أظهرت الدراسات أن معدل
الإنجاب عند الذئاب يرتبط بشكل مباشر بالتنوع الوراثي،
[151] وأن الجمهرات المعزولة تتأثر بشكل كبير بإدخال الأليلات الجديدة إليها ولو كانت من ذئب واحد إضافي حتى.
[150] يُعتقد أن إحدى الجمهرات المعزولة من الذئاب على الجزيرة الملكية في منطقة
البحيرات العظمى ب
الولايات المتحدة تعاني من مضاعفات نقص التنوع الوراثي، ففي عام
1991 تبين أن عدد أفرادها تناقص من 50 إلى 12 ذئباً، وأظهرت الأبحاث أن هذا التراجع في الأعداد تزامن مع نقص الألزيمات مغايرة اللاقحة.
[152]يُعرف عن الذئاب أنها حيوانات تعاني من صعوبة التأقلم مع التغيير، وغالباً ما يُشار إليها على أنها نوعاً مؤشراً؛ أي نوع يرسم حدود
منطقة بيئية أو يدل على وضع بيئي معين، كانتشار
مرض ما، وجود
تلوث أو منافسة بين الأنواع، أو تغير حاصل في
المناخ. يظهر بأن الذئاب غير قادرة على التأقلم مع التوسع العمراني والحضري كما
القيوطات، حيث يتبين أن المناطق التي شهدت انفجاراً سكانيّاً، شهدت تراجعاً في أعداد الذئاب.
[15][عدل] تمثيل الذئب الرمادي في الثقافة الإنسانية[عدل] في الفلكلور، الدين، والميثولوجيامنحوتة
الذئبة الكابيتولينية (
باللاتينية: Lupa Capitolina) وهي ترضع
رومولوس ورموس في متحف الكابيلوتين،
روما.
كان للبشر نظرات مختلفة ومتنوعة للذئاب عبر العصور، ففي بعض أنحاء
العالم كانت هذه الحيوانات تُحترم وتُبجل، بينما كانت تثير الخوف والنفور
في أماكن أخرى. اعتبرت الذئاب حيوانات موقرة في
الميثولوجيا الألطية الخاصة
بالترك المغول، وكان
الكهنة الأرواحيين لتلك الشعوب يعتقدون بأنهم يتحدرون مباشرةً من الذئاب، وتناولت الأساطير
التركية عدد من القصص التي لعبت فيها الذئاب دوراً كبيراً، ومنها الأسطورة
التي تقول بان ذئباً رماديّاً قاد الأتراك إلى موطنهم المسمى "إرغنكون"،
حيث ازدهروا وغزوا كل الشعوب المجاورة لهم.
[153][154] كذلك، تنص
الميثولوجيا الرومانية أن ذئبةً كانت السبب في بقاء مؤسسي
روما، "
رومولوس ورموس" على قيد الحياة، فقد كان عم الطفلين "آموليوس" قد أمر خادمه بقتلهما، إلا أن الأخير تردد وترك الصغيرين على ضفاف
نهر التيبر، فحملهما
النهر بعد أن فاض إلى ضفة أخرى حيث عثرت عليهما الذئبة، المعروفة باسم "
لوپا - Lupa"
باللاتينية،
المقدسة عند إله الحرب "مارس"، وتبنتهما. تظهر الذئاب أيضاً في
الميثولوجيا الفنلندية على أنها رمز للدمار والخراب، لدرجة أن اسم الذئب ب
اللغة الفنلدية "
سوسي - susi" يعني "شيئاً ليس له قيمة". وفي
الميثولوجيا الاسكندنافية تظهر 3 ذئاب أساسية: "
فنرير" العملاق الابن البكر "ل
لوكي" و"
أنكربودا"، الذي قُتل على يد ابن أودين "فيدار"،
[155] والذئبين "غيري وفريكي"، حيوانات كبير الألهة "
أودين" المخلصة والتي قيل بأنها "فأل خير".
[156] كان قوم ال
آينو في اليابان يعتقدون بأنهم وُجدوا في العالم عن طريق اتحاد كائن شبيه بالذئب وإلاهة.
[157] ولعلّ أبرز الشعوب التي كانت تجل الذئاب هي
الشعوب الأمريكية الأصلية، فقوم "التناينا" مثلاً كانوا يعتبرون الذئاب إخوة لهم ويقولون لكل ذئب "الأخ"،
[6] وكذلك قوم "ال
باوني" المزارعين والصيادين الذين ربطوا الذئب
بالذرة و
البيزون؛ حيث كانت "ولادة" و"موت" نجمة الذئب، أي
الشعرى اليمانية، تمثل انعكاساً لذهاب وإياب الذئب على طول
درب التبانة، المعروفة عندهم بدرب الذئب.
[10] كان
العرب يشبهون الرجل القوي بالذئب لما يتحلى به من قوة، كما ووردت قصص كثيرة لأدباء عرب فيها ذكر للذئب مثل قصص
ابن المقفع في
كليلة ودمنة، كما وذُكر الذئب وصنف من قبل بعض العلماء مثل
الجاحظ في
كتاب الحيوان، وما زال البعض يُطلق على أولاده حتى اليوم اسم "ديب" و"ديبة".
لوحة
فسيفسائية على مدخل
كنيسة في
الدنمارك تُظهر الراعي الصالح وهو يُدافع عن الحمل.
يرمز
الكتاب المقدس إلى الذئب 13 مرة، غالبًا على شكل استعارات تدل على الجشع والدمار، وينص
العهد الجديد على أن
يسوع استشهد بالذئاب ليرمز إلى الأخطار التي كان تابعوه سيواجهونها لو لم يتبعوه، حيث قال: "
أَنَا
هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ
عَنِ الْخِرَافِ. وَأَمَّا الَّذِي هُوَ أَجِيرٌ، وَلَيْسَ رَاعِيًا،
الَّذِي لَيْسَتِ الْخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً وَيَتْرُكُ
الْخِرَافَ وَيَهْرُبُ، فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا".
[158] كذلك فقد ذُكر الذئب في
القرآن الكريم 3 مرات في
سورة يوسف، عندما قال والد النبي
يوسف لأبنائه أنه خائف على ولده من أن يأكله الذئب إن ذهب معهم، فطمئنوه أن هذا
لن يحصل، وعندما ذهبوا مع أخيهم ألقوه في الجب وعادوا قائلين لأبيهم أن
الذئب أكله، حيث جاء:
﴿قَالُوا
يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ
لَنَاصِحُونَ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا
لَهُ لَحَافِظُونَ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ
وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ
قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا
لَخَاسِرُونَ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي
غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ
بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً
يَبْكُونَ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا
يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ
لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾.
[159]ظهرت الذئاب كموضع خوف وكره في
الفلكلور الأوروبي خلال عهد سيادة
الكنيسة، على الرغم من أنها كانت تبرز في ذلك الحين أيضاً كرموز على
شعارات و
قمة العديد من العائلات النبيلة. تعطي معظم الشعوب أسماءً مذكرة لهذه الحيوانات على الأرجح، ومثال ذلك الاسم
الاسكندنافي "
أولف - Ulf"،
الألباني "
أوجكو - Ujku"،
الألماني و
اليديشي "
وولف/ڤوولف - Wolf/Volf"،
الإنكليزي "
وولف - Wolf"،
العبري "
زئيڤ - זאב מצוי"،
المجري "
فاركاس - Farkas"،
الصربي "
ڤوك - Vuk"،
الأوكراني "
ڤوڤك - Вовк"،
الروماني "
لوپول - Lupul"،
الفرنسي "
لوو - Loup"، و
البلغاري "
ڤالكو - Вълк". والذئاب بارزة أيضاً في
الأمثال الشعبية، فالكثير من الأمثال الصينية تتناول الذئاب لتشير إلى شخص سيئ النية ذو هدف خبيث، فيُقال "قلبه كقلب الذئب" (
بالصينية: 狼子野心) والتي تفيد ضمناً إلى استحالة إصلاح الأشخاص الأشرار بطبعهم، كذلك يُقصد بقول "قلبه
كقلب الذئب و
رئتاه كرئتيّ الكلب" (
بالصينية: 狼心狗肺) الإشارة إلى شخص ناكر للجميل قام بالغدر بأشخاص كان قد ساعدهم سابقاً، وفي هذه الأمثال شبه بالمثل العربي السائد في
بلاد الشام خصوصاً "اذكر الذيب وهيئ القضيب"، وفي هذا إشارة إلى حضور شخص غير مرغوب به يسبب إزعاجاً، يرغب المرء لو يتخلص منه. في
اللغة الكازاخية 20 مثلاً شعبيّاً يتناول الذئاب، بينما في
اللغة الروسية 253 مثلاً.
[8][عدل] الذئاب آكلة الإنسانذئبان من "قطيع بيريغور" الذي كان مسؤولاً عن مقتل 18 شخصاً وجرح العديد في مقاطعة بيريغور
بفرنسا في فبراير من عام
1766.
عادةً ما تظهر الذئاب على أنها جبانة بحضور
البشر، غير أن طريقة تفاعلها مع الناس غالباً ما تعتمد على تجاربها السابقة مع الأخيرة عوضاً عن غريزتها.
[73][160] عندما تحظى الذئاب بالمساحة الكافية من المسكن، وبعدد كاف من الطرائد، وعندما يقوم البشر
بصيدها بين الحين والأخر، فإنها تميل إلى تفادي الاحتكاك معهم إلى درجة أنها تتخلى عن فريستها عندما تشعر بدنو
إنسان منها.
[76] إلا أنه على الرغم من ذلك، تمّ توثيق العديد من الحالات التي هاجمت فيها
الذئاب أشخاصاً أو تصرفت بعدائية تجاههم، كما عندما يقوم أناساً
باستفزازها، أو عند اعتيادها عليهم، أو عند إصابتها ب
داء الكلب، خلطها بين البشر وكائنات أخرى، تعليمها الصيد للجراء،
تهجنها مع
الكلاب، وعند النقص الموسمي في مخزون الطرائد،
[39][161] أما الهجوم غير المستفز من قبل ذئاب غير مكلبة فيندر وقوعها. كانت أغلبية
هجومات الذئاب على البشر تقع تاريخياً خلال الفترة الممتدة بين شهريّ
يونيو و
يوليو، وتستهدف الأطفال والنساء،
[39][74][162] وتقع هذه الهجومات في أماكن وخلال أزمنة متفاوتة، مما يدل على أن
افتراس الإنسان ليس شائعاً عند الذئاب ولا يُمثل تصرفاً طبيعيّاً لها، بل هو
عبارة عن سلوك يطوره ذئب منفرد أو قطيع معين ويعتاد عليه، ولا يزول إلا
بقتل الحيوان.
[163] عند مقارنة الذئاب بغيرها من
الثدييات التي يُعرف عنها قتل الإنسان، فإنه يتبين أن قيامها بهذا الفعل قليل، مما
يدل أنه على الرغم من كونها حيوانات خطيرة، فإنها لا تزال المفترسات الأقل
تهديداً واحتمالاً بأن تفترس البشر.
[39][163] كانت هجومات الذئاب ظاهرة منتشرة بشكل متقطع في
أوروبا خلال العهود السابقة
للقرن العشرين، فقد أظهرت الوثائق التاريخية أنه في الفترة الممتدة بين عاميّ
1580 و
1830، قتل 3,069 شخصاً على يد الذئاب في
فرنسا وحدها، وكان 1,857 شخص منهم قد قتلوا من قبل ذئاب غير مصابة ب
داء الكلب.
[164] ومن أبرز القصص عن الذئاب القاتلة، قص
وحش جيفودان، على الرغم من أن الحيوان المتهم بضلعوه في هذه الأحداث لا يزال غير معروف إن كان ذئباً بالفعل أم كائناً أخر شبيه به.
[39] تفيد حاليّاً العديد من الوثائق بوقوع أحداث تضمنت افتراس الذئاب للإنسان في
آسيا، ومن هذه الأحداث ما تفيد به ثلاثة
ولايات هندية عن وقوع عدد من الهجومات، التي وثقها علماء أحياء مخضرمون، من قبل ذئاب غير مكلبة خلال العقود الأخيرة.
[39][75] ففي مدينة هزاريباغ بولاية
بيهار على سبيل المثال، أصيب 100 طفل بجروح وقُتل 122 منهم في الفترة الممتدة بين عاميّ
1980 إلى
1986.
[75] وفي
روسيا أيضاً تفيد الكثير من الوثائق بوقوع عدد من الهجومات، وبشكل خاص قبل
الثورة البلشفية، وبعد
الحرب العالمية الثانية؛ ففي الفترة الممتدة بين عاميّ
1840 و[url=http://ar.wikipedia.org/wiki