شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أخبار :.: رياضة :.: مقالات إسلامية :.: قصص :.: أصوات :.: أدعية وخطب :.: صور إسلامية :.: برامج وألعاب :.: جوال :.:  
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة المدثر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد
عضو محترف
عضو محترف
محمد


نوع المتصفح نوع المتصفح : سورة  المدثر  Fmfire10
الجنس ذكر

عدد المساهمات عدد المساهمات : 325

نقاط نقاط : 15269

السٌّمعَة : 1
العمر العمر : 29

الدولة سورة  المدثر  Palest10

سورة  المدثر  Empty
مُساهمةموضوع: سورة المدثر    سورة  المدثر  Emptyالثلاثاء 17 مايو - 14:28

سورة المدثر مكية ، شأنها كسابقتها - سورة المزمل - تتحدث عن بعض جوانب شخصية الرسول الأعظم (ص) ، ولهذا سميت سورة المدثر .



* ابتدأت السورة الكريمة بتكليف الرسول بالنهوض بأعباء الدعوة ، والقيام بمهمة التبليغ بجد ونشاط ، وإنذار الكفار ، والصبر إلى أذى الفجار ، حتى يحكم الله بينه وبين أعدائه [يا أيها المدثر، قم فأنذر ، وربك فكبر ، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر ، ولا تمنن تستكثر ، ولربك فاصبر] .



* ثم توالت السورة تنذر وتهدد أولئك المجرمين ، بيوم عصيب شديد ، لا راحة لهم فيه ، لما فيه من الأهوال والشدائد فإذا نقر في الناقور ، فذلك يومئذ يوم عسير ، على الكافرين غير يسير] الآيات .

* وبعد ذلك البيان الذي يرتعد له الإنسان ، تحدثت السورة عن قصة ذلك الشقى الفاجر (الوليد بن المغيرة) الذي سمع القرآن ، وعرف أنه كلام الرحمن ، ولكنه في سبيل الزعامة وحب الرئاسة ، زعم أنه من قبيل السحر الذي تعارفه البشر [ذرني ومن خلقت وحيدا ، وجعلت له مالا ممدودا، وبنين شهودا، ومهدت له تمهيدا ، ثم يطمع أن أزيد ، كلا أنه كان لآياتنا عنيدا ، سأرهقه صعودا ، إنه فكر وقدر، فقتل كيف قدر . . ] الآيات إلى قوله تعالى : [سأصليه سقر] .



* ثم تحدثت السورة عن النار التى أوعد الله بها الكفار، وعن خزنتها الأشداء ، وزبانيتها الذين كلفوا بتعذيب أهلها ، وعددهم ، والحكمة من تخصيص ذلك العدد [وما أدراك ما سقر ، لا تبقى ولا تذر، لواحة للبشر، عليها تسعة عشر، وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة، وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا . . ] الآيات .



* وأقسمت السورة بالقمر وضيائه ، والصبح وبهائه ، على أن جهنم إحدى البلايا العظام [كلا والقمر، والليل إذ أدبر، والصبح إذا أسفر، إنها لإحدى الكبر، نذيرا للبشر، لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر].



* ثم تحدثت السورة عن الحوار الذي يجري بين المؤمنين والمجرمين ، وبينت سبب دخولهم الجحيم [إلا أصحاب اليمين ، في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين ، ولم نك نطعم المسكين ، وكنا نخوض مع الخائضين ] الآيات .



* وختمت السورة ببيان سبب إعراض المشركين عن الإيمان ، ألا وهو إنكارهم للقيامة ، وللبعث والنشور [كلا بل لا يخافون الآخرة، كلا إنه تذكرة، فمن شاء ذكره ، وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة].



قال الته تعالى : [يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر. . ] إلى قوله [هو أهل التقوى وأهل المغفرة] . من آية (1)إلى آية (56) نهاية السورة الكريمة .



اللغة :



[المدثر] المتغطي بثيابه ، تدثر : لبس الدثار وهو الثوب الذي فوق الشعار ، والشعار الثوب الذي يلى الجسد ، ومنه حديث : "الأنصار شعار ، والناس دثار"



[الناقور] الصور الذي ينفخ فيه ، والنقر في كلام العرب الصوت ، سمي ناقورا لأنه يخرج منه صوت عظيم رهيب ، يفزع الناس منه ويموتون



[عبس] قطب بين عينيه



[بسر] كلح وجهه وتغير لونه ، قال الليث : عبس : إذا قطب ما بين عينيه ، فإن أبدى عن أسنانه في عبوسه قيل : كلح ، فإن اهتم فى الأمر وفكر فيه قيل : بسر، فإن غضب مع ذلك قيل : بسل



[أسفر] أضاء وانكشف



[الكبر] الدواهي وعظائم المصائب والعقوبات ، قال الراجز : يا ابن المعلى نزلت إحدى الكبر داهية الدهر وصماء الغير



[قسورة] أسد، من القسر وهو القهر، سمي بذلك لأنه يقهر السباع ، وقيل هو جماعة الرماة الذين يتصيدون ، قال الأزهري : هو اسم جامع للرماة لا واحد له من جنسه ، قال لبيد : إذا ما هتفنا هتفة في ندينا أتانا الرجال الصائدون القساور



سبب النزول :



روي أنه لما نزل قوله تعالى [عليها تسعة عشر] قال أبو جهل لقريش : ثكلتكم أمهاتكم ، إن ابن أبي كبشة - يعني محمدا(ص) - يتوعدنا ويخوفنا بجهنم ، ويخبر أن خزنة النار تسعة عشر، وأنتم الجمع العظيم ؟ أيعجز كل عشرة منكم ، أن يبطشوا بواحد منهم ؟ ! فقال "أبو الأسد الجمحي " : أنا أكفيكم منهم سبعة عشر، واكفوني انتم اثنين ، فأنزل الله تعالى : [وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة، وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا . . ] الآية .



التفسير:



[يا أيها المدثر قم فأنذر] أي يا أيها المتغطي بقطيفته يريد النوم والراحة ، قم من مضجعك قيام عزم وتصميم ، وحذر الناس من عذاب الله إن لم يؤمنوا، خوطب (ص)بهذا اللفظ "المدثر" مؤانسة له ، وتلطفا ، كما خوطب بلفظ [المزمل ] في السورة السابقة، قال المفسرون : كان (ص) يتعبد في غار حراء فجاءه جبريل بالآيات الكريمة [اقرأ باسم ربك الذي خلق] الآيات وهي أول ما نزل عليه من القرآن ، فرجع يرجف فؤاده فقال لخديجة : زملوني ، زملوني فنزلت [يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا] الآيات ، ثم فتر الوحي فحزن (ص) فبينما هو يمشي سمع صوتا من السماء ، فرفع رأسه فإذا الملك الذي جاءه بحرإء جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فعراه (ص) من رؤيته الرعب والفزع ، فجاء إلى أهله فقال : دثروني ، دثروني فأنزل الله : [يا أيها المدثر قم فأنذر] قال القرطبي : وفي هذا النداء ملاطفة فى الخطاب ، من الكريم إلى الحبيب ، إذ ناداه بوصفه ولم يقل "يا محمد" ليستشعر اللين والملاطفة من ربه ، ومثله قول النبي (ص) لحذيفة بن اليمان يوم الخندق : "قم يا نومان "



[وربك فكبر] أي عظم ربك ، وخصه بالتمجيد والتقدير، وأفرده بالعظمة والكبرياء ، فليس هناك من هو أكبر من الله ! ! قال الألوسي : أي اخصص ربك بالتكبير، وهو وصفه تعالى بالكبرياء والعظمة، اعتقادا وقولا، وإنما ذكرت هذه الجملة بعد الأمر بالإنذار، تنبيها للنبى (ص)، على عدم الاكتراث بالكفار، فإن نواصي الخلائق بيد الجبار، فلا ينبغي أن يبالي الرسول بأحد من الخلق ، ولا أن يرهب سوى الله ، فإن كل كبير مقهور تحت عظمته تعالى وكبريائه



[وثيابك فطهر] أي وثيابك فطهرها من النجاسات والمستقذرات ، فإن المؤمن طيب طاهر، لا يليق منه أن يحمل الخبيث ، قال ابن زيد : كان المشركون لا يتطهرون ، فأمره الله أن يتطهر وأن يطهر ثيابه وقال ابن عباس : كنى بالثياب عن القلب ، والمعنى : وقلبك فطهر من الإثم والمعاصي واستشهد بقول غيلان : وإني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من غدرة أتقنع . يقول العرب : فلان طاهر الثياب أو نقي الثياب ، يريدون وصفه بالنقاء من المعايب وذميم الصفات ، ويقولون : فلان دنس الثياب إذا كان موصوفا بالأخلاق الذميمة ، قال الرازي : والسبب في حسن هذه الكناية ، أن الثوب كالشيء الملازم للإنسان ، فلهذا السبب جعلوا الثوب كناية عن الإنسان ، فقالوا : المجد في ثوبه ، والعفة في إزاره



[والرجز فاهجر] أي اترك عبادة الأصنام والأوثان ولا تقربها ، قال ابن زيد : الرجز : الآلهة التى كانوا يعبدونها ، فأمره أن يهجرها فلا يأتيها ولا يقربها وقال الإمام الفخر : الرجز : اسم للقبيح المستقذر كالرجس ، قال تعالى : [فاجتنبوا الرجس من الأوثان ] وقوله : [والرجز فاهجر] كلام جامع لمكارم الأخلاق ، كأنه قيل له : اهجر الجفاء ، والسفه ، وكل قبيح ، ولا تتخلق بأخلاق هؤلاء المشركين ، والمراد بالهجر : الأمر بالمداومة على ذلك الهجران ، كما يقول المسلم : [اهدنا الصراط المستفيم ] ليس معناه إنه ليس على الهداية ، بل المراد ثبتنا على هذه الهداية



[ولا تمنن تستكثر] أي ولا تعط الناس عطاء وتستكثره ، لأن الكريم يستقل ما يعطي وإن كان كثيرا ، واعط عطاء من لا يخاف الفقر، وقال ابن عباس : لا تعط عطية تلتمس بها أفضل منها بمعنى: لا تعط شيئا لتعطى أكثر منه ، وسر النهي أن يكون العطاء خاليا من انتظار العوض ، تعففا وكمالا، فإن النبي (ص) مأمور بأشرف الآداب ، وأجل الأخلاق



[ولربك فاصبر] أي اصبر على أذى قومك ، ابتغاء وجه ربك . . ثم أخبر تعالى عن أهوال القيامة وشدائدها ، فقال سبحانه :



[فإذا نقر في الناقور] أي فإذا نفخ في الصور، نفخة البعث والنشور ، وعبر عن النفخ وعن الصور، بالنقر في الناقور ، لبيان هول الأمر وشدته ، فإن النقر فى كلام العرب معناه الصوت ، وإذا اشتد الصوت أصبح مفزعا، فكأنه يقول : اصبر على أذاهم ، فبين أيديهم يوم هائل ، يلقون فيه عاقبة أذاهم ، وتلقى عاقبة صبرك ، ولهذا قال بعده :



[فذلك يومئذ يوم عسير] أي فذلك اليوم يوم شديد هائل ، يشتد فيه الهول ، ويعسر الأمر، والإشارة بالبعيد [فذلك ] للإيذان ببعد منزلته في الهول والفظاعة



[على الكافرين غير يسير] أي هو عسير على الكافرين ، غير هين ولا يسير عليهم ، لأنهم يناقشون الحساب ، وتسود وجوههم ، ويحشرون زرقا ، ويتفضحون على رءوس الأشهاد، قال الصاوي : ودلت الآية على أنه يسير على المؤمنين ، لأنه قيد عسره بالكافرين ، وفيها زيادة وعيد وغيظ للكافرين ، وبشرى وتسلية للمؤمنين . . ثم أخبر تعالى عن قصة ذلك الشقى الكافر "الوليد بن المغيرة" وقوله الشنيع فى القرآن ، فقال سبحانه :



[ذرني ومن خلقت وحيدا] أي دعنى يا محمد وهذا الشقى، الذي خلقته فى بطن أمه ، وحيدا فريدا، لا مال له ولا ولد، ولا حول له ولا مدد ، ثم كفر بى وكذب بآياتى ، قال المفسرون : نزلت في "الوليد بن المغيرة" كان من أكابر قريش ، ولذلك لقب بالوحيد ، وريحانة قريش ، وقد أنعم الله عليه بنعم الدنيا ، من المال والبنين ، وأغدق عليه الرزق ، فكان ماله كالنهر الدافق ، وكان للوليد بستان فى الطائف ، لا ينقطع ثمره صيفا ولا شتاء ، فكفر بأنعم الله وبدلها كفرا، وقابلها بالجحود بآيات الله والافتراء عليها، وفيه نزل : [ذرنى ومن خلفت وحيدا] وهو أسلوب بليغ في التهديد، كما نزلت فيه الآيات المتقدمة في سورة نون [ولا تطع كل حلاف مهين] وهو الذي أذى رسول الله (ص) وكاد له ، فإن صناديد قريش لما برموا برسول الله ، وضاقت عليهم الحيل فى إسكاته ، وإطفاء نور دعوته ، لجأوا إلى الوليد ، فأشار عليهم بأن يلقبوه (ص) بالساحر، ويأمروا عبيدهم وصبيانهم ، أن ينادوا بذلك في مكة ، فجعلوا ينادون أن محمدا ساحر ، فحزن لذلك رسول الله (ص) فنزلت الآيات الكريمة ، في معرض تهديده وتخويفه ، ليكون ذلك أدعى للكسر من كبريائه ، ثم قال تعالى :



[وجعلت له مالا ممدودا] أي جعلت له المال الواسع المبسوط ، من الإبل ، والخيل ، والغنائم والبساتين النضرة ، قال البيضاوي : [ممدودا] أي مبسوطا كثيرا ، وكان له الزرع والضرع والتجارة قال ابن عباس : كان ماله ممدودا ما بين مكة والطائف ، وقال مقاتل : كان له بستان لا ينقطع نفعه شتاء ولا صيفا



[وبنين شهودا] أي وأولادا مقيمين معه فى بلده ، يحضرون معه المحافل والمجامع ، يستأنس بهم ولا يتنغص عيشه لفراقهم ، قال المفسرون : كان له عشرة بنين لا يفارقونه سفرا ولا حضرا، وكان مستأنسا بهم ، وله بهم عز ومتعة ، أسلم منهم ثلاثة "خالد ، وهشام ، والوليد" . . وبعد أن ذكر تعالى من مظاهر النعم المال والبنين ، عاد فعمم الخيرات الدنيوية التي أنعم بها الله عليه فقال :



[ومهدت له تمهيدا] أي بسطت بين يديه الدنيا بسطا، ويسرت له تكاليف الحياة ، ومظاهر الجاه والعز والسيادة، فكان في قريش عزيزا منيعا، وسيدا مطاعا



[ثم يطمع أن أزيد] أي ثم بعد هذا العطاء الجزيل ، يطمع أن أزيد له في ماله وولده ، وقد كفر بى ! ! قال الفخر الرازي : لفظ [ثم ] هنا للإنكار والتعجب ، كما تقول لصاحبك : أنزلتك دارى ، وأطعمتك وأكرمتك ثم أنت تشتمنى! ! أي ومع كل هذا الإنعام والإكرام فقد كفر وجحد ، وبدل أن يشكر الوليد لربه هذا الإحسان ، ويقابله بالطاعة والإيمان ، عكس الأمر وقابله بالجحود والكفران



[كلا] ردع وزجر أي ليرتدع هذا الفاجر الأليم ، عن ذلك الطمع الفاسد، ثم علل ذلك بقوله :



[إنه كان لآياتنا عنيدا] أي لأنه معاند للحق ، جاحد بآيات الله ، مكذب لرسوله ، فكيف يطمع بالزيادة هذا الشقي العنيد؟



[سأرهقه صعودا] أي سأكلفه وألجئه إلى عذاب صعب شاق لا يطاق ، تضعف عنه قوته ، كما تضعف قوة من يصعد في الجبل ، قال القرطبي : [صعودا] صخرة ملساء يكلف صعودها ، فإذا صار في أعلاها حدر في جهنم ، فيهوى ألف عام قبل أن يبلغ قرارها وفي الحديث : (الصعود جبل من نار، يصعد فيه الكافر سبعين خريفا، ثم يهوي فيه كذلك أبدا)،



[إنه فكر وقدر] أي إنه فكر في شأن النبى والقرآن ، وأجال رأيه وذهنه الثاقب ، ثم رتب وهيأ كلاما في نفسه ، ماذا يقول في القرآن ؟ وبماذا يطعن فيه ؟ قال تعالى تقبيحا وتشنيعا عليه :



[فقتل كيف قدر] أي قاتله الله وأخزاه ، على تلك الكلمة الحمقاء التي أجالها في نفسه ، حيث قال عن القرآن : إنه سحر، وقال عن محمد : إنه ساحر، وفي الآية استهزاء به وتهكم ، حيث قدر ما لا يصح تقديره ، ولا يسوغ أن يقوله عاقل ، قال فى البحر : يقول العرب عند استعظام الأمر والتعجب منه : قاتله الله ، ومرادهم أنه قد بلغ المبلغ الذي لا يحسد عليه ، ويدعى عليه من حساده ، والاستفهام في قوله : [كيف قدر] ؟ في معنى ما أعجب تقديره وما أغربه ؟ كقولهم اي رجل هذا؟ أي ما أعظمه ؟



[ثم قتل كيف قدر] كرر العبارة تأكيدا لذمه وتقبيحا لحاله ، ولغاية التهكم به ، كأنه قال : قاتله الله ما أروع تفكيره ، وأبدع رأيه الحصيف ؟ حيث قال عن القرآن إنه سحر يؤثر؟ (( هذا كما قال الزمخشري : ثناء عليه بطريق الاستهزاء والتهكم ، بمعنى أن ما أتى به في غاية الركاكة والسقوط )) قال المفسرون : مر الوليد بالنبي (ص)وهو يصلي ويقرأ القرآن ، فاستمع لقراءته وتأثر بها، فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه من (بني مخزوم ) فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما، ما هو من كلام الإنس ، ولا من كلام الجن ، والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، ثم إن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق ، وانه ليعلو وما يعلى عليه ، ثم انصرف إلى منزله ، فقالت قريش : لقد صبأ والله الوليد ، ولتصبأن قريش كلها! فقال أبو جهل : أنا أكفيكموه ، فانطلق حتى جلس إلى جانب الوليد حزينا، فقال له الوليد : ما لي أراك حزينا يا ابن أخى ؟ ! فقال : كيف لا أحزن ، وهذه قريش تجمع لك مالا، ليعينوك به على كبر سنك ، ويزعمون إنك زينت كلام محمد، وصبأت لتصيب من فضل طعامه ، وتنال من ماله ! ! فغضب الوليد وقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا؟! وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام ، حتى يكون لهم فضل طعام ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم : تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه يخنق ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن ، فهل رأيتموه تكهن قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه شاعر، فهل رأيتموه نطق بشعر قط ؟ قالوا : اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب ، فهر جربتم عليه كذبا قط ؟ قالوا : اللهم لا، فقالت قريش للوليد: فما هو؟ ففكر في نفسه ثم قال : ما هو إلا ساحر، أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ؟ وما هذا الذي يقوله إلا سحر يؤثر، فارتج النادي فرحا، وتفرقوا معجبين بقوله ، زاعمين أن القرآن سحر يؤثر، فذلك قوله تعالى : [إنه فكر وقدر] الآيات لقد تركنا الوليد يفكر ويقدر، ولنرجع إليه لنرى ماذا فعل بعده ؟ قال تعالى



[ثم نظر] أي أجال النظر مرة أخرى متفكرا فى شأن القرآن



[ثم عبس ] أي ثم قطب وجهه وكلحه ضيقا بما يقول :



[وبسر] أي وزاد فى القبض والكلوح كالمهتم المتفكر في أمر يدبره ، قال في التسهيل : البسور تقطيب الوجه وهو أشد من العبوس



[ثم أدبر واستكبر] أي ثم أعرض عن الإيمان ، وتكبر عن اتباع الهدى والحق



[فقال إن هذا إلا سحر يؤثر] أي فقال : ما هذا الذي يقوله محمد إلا سحر ينقله ويرويه عن السحرة



[إن هذا إلا قول البشر] أي ليس هذا كلام الله، وما هو إلا كلام المخلوقين ، يخدع به محمد القلوب ، ويؤثر فيها كما يؤثر السحر بالمسحور، قال الألوسي : هذا كالتأكيد للجملة الأولى ، لأن المقصود منهما نفي كونه قرآنا أو من كلام الله تعالى، ولذلك لم يعطف عليها بالواو، وفي وصف إشكاله واستنباطه هذا القول السخيف ، إستهزاء به ، واشارة إلى أنه عن الحق بمعزل ، ويظهر من تتبع أحوال الوليد ، أنه إنما قال ذلك عنادا وحمئة جاهلية، لا جهلا بحقيقة الحال ، ألا ترى ثناءه على القرآن ، ونفيه عنه جميع ما نسبوا إليه من الشعر، والكهانة ، والجنون ! !



[سأصليه سقر] أي سأدخله جهنم يتلظى حرها ، ويذوق عذابها



[وما أدراك ما سقر]؟ استفهام للتهويل والتفظيع أي وما أعلمك أي شيء هي سقر؟



[لا تبقي ولا تذر] أي لا تبقي على شيء فيها إلا أهلكته ، ولا تترك أحدا من الفجار إلا أحرقته ، قال ابن عباس : لا تبقي من الدم والعظم واللحم شيئا ، فإذا أعيد خلقهم من جديد ، تعاود إحراقهم بأشد مما كانت وهكذا أبدا



[لواحة للبشر] أي تلوح وتظهر لأنظار الناس من مسافات بعيدة ، لعظمها وهولها ، كقوله تعالى : [وبرزت الجحيم لمن يرى] قال الحسن : تلوح لهم من مسيرة خمسمائة عام حتى يروها عيانا فهى بارزة إلى أنظارهم ، يرونها من غير استشراف ولا مد أعناق (( اختار بعض المفسرين أن معنى {لواحة للبشر} أي محرقة للجلود مسودة لها ، تلفح الجلد لفحة فتدعه أسود من الليل وإن {البشر} جمع بشرة وهي جلدة الإنسان الظاهرة ، والظاهر ما ذكرناه لأن الله تعالى ذكر من وصفها {لا تبقي ولا تذر} فأي فائدة في وصفها بتسويد البشرة بعد ذلك ، وما اخترناه هو ما رجحه القرطبى ونسبه إلى ابن عباس وكذلك ما رجحه الإمام الفخر الرازي والله اعلم )).



[عليها تسعة عشر] أي خزنتها الموكلون عليها تسعة عشر "ملكا" من الزبانية الأشداء كقوله تعالى : [عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ] قال ابن عباس : "ما بين منكبي الواحد منهم مسيرة سنة، وقوة الواحد منهم أن يضرب بالمقمع ، فيدفع بتلك الضربة سبعين ألف إنسان في قعر جهنم " قال الألوسي : روي عن ابن عباس أنها لما نزلت [عليها تسعة عشر] قال أبو جهل لقريش : ثكلتكم أمهاتكم ، أسمع ابن أبي كبشة - يعني محمدا - يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر، وأنتم الدهم - أي العدد - الشجعان ، أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم ؟ فقال أبو الأشد الجمحي : - وكان شديد البطش - أنا أكفيكم سبعة عشر فاكفوني أنتم اثنين ، فأنزل الله :



[وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة] أي وما جعلنا خزنة النار إلا من الملائكة الغلاظ الشداد ، ولم نجعلهم من البشر حتى يصارعوهم ويغالبوهم



[وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا] أي لم نجعل ذلك العدد ، إلا سببا لفتنة وضلال المشركين ، حيث استقلوا بعددها ، واستهزءوا ، حتى قال أبو جهل : أفيعجز كل مائة منكم أن يبطشوا بواحد! منهم ، ثم تخرجون من النار؟ قال الطبري : وإنما جعل الله الخبر عن عدة خزنة جهنم فتنة للكافرين ، لتكذيبهم بذلك ، وقول بعضهم لأصحابه - على سبيل الإستهزاء - أنا أكفيكموهم



[ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ] أي ليتيقن أهل الكتاب من صدق محمد ، وأن هذا القرآن من عند الله ، إذ يجدون هذا العدد في كتبهم المنزلة



[ويزداد الذين آمنوا إيمانا] أي ويزداد المؤمنون تصديقا لله ورسوله ، بما يشهدون من صدق أخبار نبيهم (ص) ، وتسليم أهل الكتاب لما جاء في القرآن ، موافقا للتوراة والإنجيل



[ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون ] أي ولا يشك أهل الكتاب والمؤمنون في عددهم ، وهذا تأكيد لما قبله ، لأنه لما ذكر اليقين نفى عنهم الشك ، فكأن قوله : [ولا يرتاب ] مبالغة وتأكيدا ، وهو ما يسميه علماء البلاغة : الإطناب



[وليقول الذين فى قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا] أي وليقول الذين في قلوبهم شك ونفاق ، والكافرون من أهل مكة : في شيء أراد الله بهذا القول العجيب ؟ الذي هو مثل في الغرابة والنكارة؟ ولماذا يخوفنا بواسطته من سقر وخزنتها التسعة عشر؟ قال الرازي : إثبات اليقين في بعض الأحوال لا ينافى حصول الارتياب بعد ذلك ، فالمقصود من إعادة هذا الكلام ، هو إنه حصل لهم يقين جازم ، بحيث لا يحصل عقبه البتة شك ولا ريب ، وقد كان (ص) يعلم من حال قريش إنه متى أخبرهم بهذا العدد العجيب ، فإنهم يستهزئون به ويضحكون منه ، ولذلك بين تعالى الغاية من ذكر هذا الخبر أوضح بيان



[كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء] أي مثل ما أضل الله أبا جهل وأصحابه ، يضل الله عن الهداية والإيمان من أراد إضلاله ، ويهدي من أراد هدايته ، وله الحكمة البالغة ، والحجة الدامغة (( قال علماء التوحيد : ليس معنى إضلال الله لفريق وهدايته لفريق ، أنه تعالى يجبر كلا منهما على الضلالة والهدى ، ولا أنه تعالى يكرههم على سلوك سبيلى الخير والشر، لا، لا، فإن هذا الإكراه مناف للعدل الإلهي ، بل مناف لحكمة التشريع السماوي ، ولا يتفق مع نصوص الشريعة المتواترة القاطعة ، الدالة على أن العبد له إرادة واختيار ، هما مناط التكليف والمؤاخذة ، وكذلك فهم الصحابة والسلف الصالح ، سأل رجل عليا رضي الله عنه فقال : أكان مسيرك إلى الشام - يعني لقتال أهلها - بقضاء الله وقدره ؟! فقال له : ويحك ، لعلك ظننت قضاء لازما ، وقدرا حاتما ، ولو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب ، وسقط الوعد والوعيد ، إن الله سبحانه أمر عباده تخييرا، ونهاهم تحذيرا، وكلف يسيرا ولم يكلف عسيرا، ولم ينزل الكتب للعباد عبثا، ولا خلق السموات والأرض وما بينهما باطلا {ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار} وعلى ضوء هذا يفهم معنى الهداية والإضلال )) .



[وما يعلم جنود ربك إلا هو] أي وما يعلم عدد الملائكة ، وقوتهم وضخامة خلقهم ، وكثرتهم إلا الله رب العالمين ، وفي الآية رد على أبي جهل حين قال : أما لرب محمد أعوان إلا تسعة عشر؟



[وما هي إلا ذكرى للبشر] أي وما هذه النار، التي وصفها لكم الجبار ، إلا موعظة وتذكرة للخلق ليخافوا ويطيعوا



[كلا والقمر] [كلا] كلمة ردع وزجر ، ثم أقسم تعالى بالقمر على أن سقر حق ، والمعنى : ليرتدع أولئك المستهزئون بالوحي والقرآن ، عن فعلهم وسوء صنيعهم ، وأقسم بالقمر



[والليل إذ أدبر] أي وأقسم بالليل حين ولى بظلمته ذاهبا



[والصبح إذا أسفر] أي وبالصبح إذا تبلج وأضاء ، ونشر ضياءه على الأرجاء



[إنها لإحدى الكبر] أي إن جهنم لإحدى الدواهي الكبيرة ، والبلايا الخطيرة، فكيف يستهزئون بها ويكذبون ؟ قال أبو حيان : أقسم تعالى بهذه الأشياء تشريفا لها ، وتنبيها على ما يظهر فيها من عجائب الله وقدرته ، وقوام الوجود بايجادها ، أقسم على أن جهنم ، إحدى الدواهي العظيمة التي لا نظير لها وفي الآية إيماء إلى أن الشمس والقمر مخلوقان لله ، وأنهما في حركاتهما وإدبارهما وإسفارهما ، ونشوء الليل والنهار عنهما ، مسخران لأمره تعالى ، ساجدان بين يدي قدرته وقهره ، فكيف يحسن بالبشر أن يعبدوهما ويكفروا بالإله الذي خلقهما؟ ثم قال تعالى عن جهنم :



[نذيرا للبشر] أي هي إنذار للخلق ليتقوا ربهم



[لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر] أي لمن أراد من العباد أن يتقرب إلى ربه بفعل الخيرات أو يتأخر بفعل الموبقات ، قال في البحر : والمراد بالتقدم والتأخر : السبق على الخير والتخلف عنه ، كقوله تعالى : [فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر] قال ابن عباس : من شاء اتبع طاعة الله ، ومن شاء تأخر عنها بمعصيته



[كل نفس بما كسبت رهينة] أي كل نفس محبوسة بعملها ، مرهونة عند الله بكسبها ، ولا تفك حتى تؤدي ما عليها من الحقوق والعقوبات



[إلا أصحاب اليمين ] أي إلا فريق السعداء المؤمنين ، فإنهم فكوا رقابهم وخلصوها من السجن والعذاب ، بالإيمان وطاعة الرحمن



[فى جنات يتساءلون عن المجرمين ] أي هم فى جنات وبساتين لا يدرك وصفها ، يسأل بعضهم بعضا عن حال المجرمين الذين دخلوا النار ، والسؤال لزيادة تبكيت أولئك المجرمين وتوبيخهم ، وإدخال الألم والحسرة على نفوسهم ، يقولون لهم



[ما سلككم في سقر] ؟ ما الذي أدخلكم جهنم ، وجعلكم تذوقون سعيرها؟ قال في البحر : وسؤالهم سؤال توبيخ لهم وتحقير، وإلا فهم عالمون ما الذي أدخلهم النار ،



[قالوا لم نك من المصلين ] أي قال المجرمون مجيبين للسائلين : لم نكن من المصلين في الدنيا لرب العالمين



[ولم نك نطعم المسكين ] أي ولم نكن نتصدق ونحسن إلى الفقراء والمساكين ، قال ابن كثير : مرادهم في الآيتين : ما عبدنا ربنا ، ولا أحسنا إلى خلقه من جنسنا



[وكنا نخوض مع الخائضين ] أي وكنا نتحدث بالباطل مع أهل الغواية والضلالة ، ونقع معهم فيما لا ينبغى من الأباطيل ، قال في التسهيل : والخوض هو كثرة الكلام بما لا ينبغي من الباطل وشبهه



[وكنا نكذب بيوم الدين ] أي نكذب بيوم القيامة ، وبالجزاء والمعاد ، وإنما أخر التكذيب بيوم الدين تعظيما له ، لأنه أعظم جرائمهم وأفحشها



[حتى أتانا اليقين ] أي حتى جاءنا الموت ونحن في تلك المنكرات والضلالات ، قال تعالى معقبا على اعترافهم بتلك الجرائم :



[فما تنفعهم شفاعة الشافعين ] أي ليس لهم شافع ينقذهم من عذاب الله ، ولو شفع لهم أهل الأرض ، ما قبلت شفاعتهم فيهم ، قال ابن كثير : من كان متصفا بمثل هذه الصفات ، فإنه لا تنفعه يوم القيامة شفاعة شافع فيه ، لأن الشفاعة إنما تنجح ، إذا كان المحل قابلا، فأما من وافى الله كافرا، فإنه مخلد في النار أبدا . . ولما ذكر تعالى قبائحهم وشنائعهم عاد بالتوبيخ والتقريع عليهم فقال :



[فما لهم عن التذكرة معرضين ]؟ فما لهؤلاء المشركين معرضين عن القرآن وآياته ، وما فيه من المواعظ البليغة والنصائح والإرشادات ؟



[كأنهم حمر مستنفرة] أي كأن هؤلاء الكفار حمر وحشية نافرة وشاردة



[فرت من قسورة] أي هربت ونفرت من الأسد من شدة الفزع ، قال في البحر : شبههم تعالى بالحمر النافرة مذمة لهم وتوبيخا وقال ابن عباس : الحمر الوحشية إذا عاينت الأسد هربت ، كذلك هؤلاء المشركون إذا رآوا محمدا (ص)، هربوا منه كما يهرب الحمار من الأسد ، ثم قال : والقسورة : الأسد



[بل يريد كل امرىء منهم أن يؤتى صحفا منشرة] أي بل يطمع كل واحد من هؤلاء المجرمين ، أن ينزل عليه كتاب من الله ، كما أنزل على محمد (ص)؟ ويريد أن يتنزل عليه الوحي كما تنزل على الرسل والأنبياء؟ والغرض من الآية بيان إمعانهم في الضلالة ، وكأنه يقول : دع عنك ذكر إعراضهم وغباوتهم ، ونفارهم نفار العجماوات ، مما فيه خيرهم وسعادتهم ، واستمع لما هو أعجب وأغرب ، وذلك طمع كل فرد منهم ، أن يكون رسولا يوحى إليه ، وهيهات أن يصل الأشقياء إلى مراتب الأنبياء ، ثم قال تعالى :



[كلا بل لا يخافون الأخرة] أي ليرتدعوا وينزجروا عن مثل ذلك الطمع ، بل الحقيقة أنهم قوم لا يصدقون بالبعث والحساب ، ولا يؤمنون بالنعيم والعذاب ، وهذا هو الذي أفسدهم وجعلهم يعرضون عن مواعظ القرآن



[كلا إنه تذكرة] كرر الردع والزجر لهم بقوله [كلا] ثم قال [إنه تذكرة] أي إن هذا القرآن موعظة بليغة ، كافية لإتعاظهم ، لو أرادوا لأنفسهم السعادة



[فمن شاء ذكره ] أي فمن شاء اتعظ بما فيه ، وانتفع بهداه



[وما يذكرون إلا أن يشاء الله ] أي وما يتعظون به إلا أن يشاء الله لهم الهدى، فيتذكروا ويتعظوا ، وفيه تسلية للنبي (ص)، وترويح عن قلبه الشريف ، مما كان يخامره من إعراضهم وتكذيبهم له



[هو أهل التقوى وأهل المغفرة] أي هو جل وعلا أهل لأن يتقى لشدة عقابه ، وأهل لأن يغفر الذنوب ، لكرمه وسعة رحمته ، قال الألوسي : أي حقيق بأن يتقى عذابه ويطاع ، وحقيق بأن يغفر لمن آمن به وأطاعه وفى الحديث عن أنس أن رسول الله (ص) قرأ هذه الآية [هو أهل التقوى وأهل المغفرة ] ثم قال : (قال ربكم : أنا أهل أن أتقى ، فمن اتقانى فلم يجعل معى إلها ، فأنا أهل أن أغفر له ) .





البلاغة :



تضمنت السورة الكريمة وجوها من البيان والبديع كالاتي :

1 - الطباق بين [عسير. . ويسير] كما أن بين اللفظتين جناس الاشتقاق .



2 - المقابلة بين [والليل إذ أدبر] وبين [والصبح إذا أسفر] .



3 - الإطناب بتكرار الجملة [فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر] زيادة في التوبيخ والتشنيع .



4 - جناس الاشتقاق [فإذا نقر في الناقور] .



5 - تقديم المفعول لإفادة الاختصاص [وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز فاهجر] .



6 - الطباق بين [كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء] وبين [يقدم أو يتأخر].



7 - أسلوب التقريع والتوبيخ بطريق الاستفهام [فما لهم عن التذكرة معرضين ]؟ .



8 - التشبيه التمثيلى [كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة] لأن وجه الشبه منتزع من متعدد، وهو من روائع صور التشبيه .



9 - الإيجاز بحذف بعض الجمل [يتساءلون عن المجرمين ، ما سلككم في سقر]؟ أي قائلين لهم : ما سلككم في سقر، فحذف اعتمادا على فهم المخاطبين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://al-qudes.yoo7.com/u30contact
 
سورة المدثر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة مسجد القدس :: ¨°o.O ( ..^ القسم الإسلامي والفقهي^.. ) O.o°¨ :: القرآن والتفسير-
انتقل الى:  
free counters