شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أخبار :.: رياضة :.: مقالات إسلامية :.: قصص :.: أصوات :.: أدعية وخطب :.: صور إسلامية :.: برامج وألعاب :.: جوال :.:  
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة المزمل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد
عضو محترف
عضو محترف
محمد


نوع المتصفح نوع المتصفح : سورة المزمل Fmfire10
الجنس ذكر

عدد المساهمات عدد المساهمات : 325

نقاط نقاط : 15269

السٌّمعَة : 1
العمر العمر : 29

الدولة سورة المزمل Palest10

سورة المزمل Empty
مُساهمةموضوع: سورة المزمل   سورة المزمل Emptyالثلاثاء 17 مايو - 14:26

سورة المزمل

مكية وآياتها عشرون آية

بين يدي السورة

* سورة المزمل مكية، وهي تتناول جانبا من حياة الرسول الأعظم (ص)، في تبتله ، وطاعته ، وقيامه الليل ، وتلاوته لكتاب الله عز وجل ، ومحور السورة يدور حول الرسول (ص) ، ولهذا سميت "سورة المزمل " .



* ابتدأت السورة الكريمة بنداء الرسول (ص)، نداء شفيفا لطيفا، ينم عن لطف الله عز وجل ، ورحمته بعبده ورسوله محمد (ص)، الذي كان يجهد نفسه في عبادة الله ابتغاء مرضاته [يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا ، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا] .



* ثم تناولت السورة موضوع ثقل الوحي الذي كلف الله به رسوله ، ليقوم بتبليغه للناس بجد ونشاط ، ويستعين على ذلك بالاستعداد الروحي باحياء الليل في العبادة [إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا إن لك في النهار سبحا طويلا] .



* وأمرت الرسول (ص)بالصبر على أذى المشركين ، وهجرهم هجرا جميلا إلى أن ينتقم الله منهم [واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا وذرني والمكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلا] .



* ثم توعد الله المشركين بالعذاب والنكال يوم القيامة، حيث يكون فيه من الهول والفزع ، ما يشيب له رءوس الولدان [إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا . . ] الآيات .



* ثم تحدثت السورة الكريمة ، عن موقف المشركين من دعوة الرسول (ص) وقد جاءهم بالخير والهدى ، فعاندوه وكذبوه ، ووقفوا في وجه الدعوة ، يريدون إطفاء نور الله ، فأنذرهم بالعذاب الشديد، وضرب لهم المثل بفرعون الطاغية الجبار، الذي بعث الله إليه نبيه موسى، فعصاه وكذب برسالته ، وما كان من عاقبة أمره فى الهلاك والدمار، تحذيرا للكفار من أهل مكة ، أن يحل بهم مثل ذلك العذاب [إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصي فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا . . ] الآيات .



* وختمت السورة الكريمة بتخفيف الله عن رسوله وعن المؤمنين من قيام الليل ، رحمة به وبهم ، ليتفرغ الرسول وأصحابه لبعض شئون الحياة [إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك . . ] إلى قوله : [وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم



قال الله تعالى : [يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا.. ] إلى قوله [واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ] . من آية (1) إلى آية (20) نهاية السورة الكريمة .



اللغة :



[المزمل ] المتلفف بثيابه يقال : تزمل بثوبه أي التف به وتغطى ، وزمل غيره إذا غطاه ، قال امرؤ القيس : كبير أناسب في بجاد مزمل



[سبحا] تصرفا وتقلبا فى مهماتك ، وأصل السبح العوم على وجه الماء، واستعير للتصرف والتقلب في شئون الحياة



[أنكالا] جمع نكل وهو القيد الثقيل الذي يقيد به المجرم



[كثيبا] الكثيب : الرمل الكثيف المجتمع



[مهيلا] سائلا متناثرا منهارا ، قال أهل اللغة : المهيل الذي إذا وطأته بالقدم زل من تحتها ، وإذا أخذت أسفله انهال ، وأصله مهيول كمكيل أصله مكيول



[وبيلا] عظيما شديدا ، وخيم العاقبة .



التفسير:



[يا أيها المزمل ] أي يا أيها المتلفف بثيابه ، وأصله المتزمل وهو الذي تلفف وتغطى ، وخطابه ، بهذا الوصف [يا أيها المزمل ] فيه تأنيس وملاطفة له عليه السلام ، قال السهيلي : إن العرب إذا قصدت ملاطفة المخاطب وترك معاتبته ، سموه باسم مشتق من حالته التى هو عليها كقول النبى (ص) ، لعلي - حين غاضب فاطمة وقد نام ولصق بجنبه التراب - قم أبا تراب ، إشعارا بأنه ملاطف له ، وغير عاتب عليه ، والفائدة الثانية ؟ التنبيه لكل متزمل راقد ليله ، ليتنبه إلى قيام الليل ، وذكر الله تعالى ، لأن الاسم المشتق من الفعل ، يشترك فيه المخاطب ، وكل من اتصف بتلك الصفة، وسبب هذا التزمل ، ما روي في الصحيح أن رسول الله (ص)، لما جاءه جبريل وهو في غار حراء - في ابتداء الوحي - رجع إلى خديجة يرجف فؤاده فقال : زملوني ، زملوني ، لقد خشيت على نفسي ، وأخبرها بما جرى ، فنزلت [يا أيها المزمل ] أي يا أيها الذي تلفف بقطيفته ، واضطجع في زاوية بيته ، وقد أشبه من يؤثر الراحة والسكون ، ويحاول التخلص مما كلف به من مهمات الأمور



[قم الليل إلا قليلا] أي دع التزمل والتلفف ، وأنشط لصلاة الليل ، والقيام فيه ساعات ، في عبادة ربك ، لتستعد للأمر الجليل ، والمهمة الشاقة ، ألا وهي تبليغ دعوة ربك للناس ، وتبصيرهم بالدين الجديد . . ثم وضح المقدار الذي ينبغي أن يصرفه الرسول في عبادة الله ، فقال سبحانه



[نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ] أي قم للصلاة والعبادة نصف الليل ، أو أقل من النصف قليلا ، أو أكثر من النصف ، والمراد أن تكون هذه الساعات طويلة، بحيث لا تقل عن ثلث الليل ، ولا تزيد على الثلثين ، قال ابن عباس : إن قيام الليل كان فريضة على رسول الله (ص) لقوله [قم الليل ] ثم نسخ بقوله تعالى [فاقرءوا ما تيسر منه ] وكان بين أول هذا الوجوب ونسخه سنة(( وانما كلف رسول الله (ص) وأصحابه بقيام الليل ، ليكون ذلك حافزا لهم على الاستعداد الكامل لمجابهة خصوم الدعوة ، وتربية اصحابه التربية الجسمية والروحية على أكمل الوجوه ، حتى يصبروا على تحمل المشاق والمصاعب ، وتجشم الأهوال والأخطار، ويستفيدوا من هذه التربية الكريمة ما يجعلهم يتغلبون على كل أمر عسير يعرض لهم ، وقد كان من أثر هذه "التربية الروحية" أن ملك المسلمون مشارق الأرض ومغاربها بجهادهم وصبرهم وتحملهم للأذى في سبيل الله )) وهذه هي السورة التي نسخ آخرها أولها ، حيث رحم الله المؤمنين ، فأنزل التخفيف عليهم بقوله [إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك ] ثم قال تعالى



[ورتل القرآن ترتيلا] أي أقرا القرآن أثناء قيامك في الليل ، قراءة تثبت وتؤدة وتمهل ، ليكون عونا لك على فهم القرآن وتدبره ، قال الخازن : لما أمره تعالى بقيام الليل أتبعه بترتيل القرآن ، حتى يتمكن المصلى من حضور القلب ، والتفكر والتأمل في حقائق الآيات ومعانيها ، فعند الوصول إلى ذكر الله ، يستشعر بقلبه عظمة الله وجلاله ، وعند ذكر الوعد والوعيد، يحصل له الرجاء والخوف ، وعند ذكر القصص والامتثال ، يحصل له الاعتبار، فيستنير القلب بنور معرفة الله ، والإسراع في القراءة يدل على عدم الوقوف على المعانى ، فظهر بذلك أن المقصود من الترتيل ، إنما هو حضور القلب عند القراءة، وقد كان رسول الله (ص)يقطع القراءة حرفا حرفا - أي يقرأ القرآن بتمهل ، ويخرج الحروف واضحة ، لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل ، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ . . ثم بعد أن أمره تعالى باطراح النوم ، وقيام الليل ، وتدبر القرآن وتفهمه ، انتقل إلى بيان السبب في هذه الأوامر الثلاثة، ذات التكليف الصعب الشاق ، فقال سبحانه



[إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا] أي سننزل عليك يا محمد كلاما عظيما جليلا ، له هيبة وروعة وجلال ، لأنه كلام الملك العلام ، قال الإمام الفخر : والمراد من كونه ثقيلا هو عظم قدره ، وجلالة خطره ، وكل شيء نفس وعظم خطره فهو ثقيل ، وهذا معنى قول ابن عباس [قولا ثقيلا] يعني كلاما عظيما، وقيل المراد ما فى القرآن من الأوامر والنواهى ، التى هي تكاليف شاقة ، ثقيلة على المكلفين ، ووجه النظم عندي أنه لما أمره بصلاة الليل فكأنه قال : إنما أمرتك بصلاة الليل ، لأنا سنلقى عليك قولا عظيما، ولابد أن تجعل نفسك مستعدة لذلك القول العظيم ، وذلك بصلاة الليل ، فإن الإنسان إذا اشتغل بعبادة الله في الليلة الظلماء، وأقبل على ذكره والتضرع بين يديه ، استعدت نفسه لإشراق جلال الله فيها أقول : وهذا المعنى لطيف فى الربط بين قيام الليل ، وتلاوة القرآن ، فإن الله تعالى كلف رسوله أن يدعو الناس إلى دين جديد، فيه تكاليف شاقة على النفس ، وأن يكلفهم العمل بشرائعه وأحكامه ، ولا شك أن مثل هذا التكليف ، يحتاج إلى مجاهدة للنفس ومصابرة، لما فيه من حملهم على ترك ما ألفوه من العقائد، ونبذ ما ورثوه من أسلافهم من العادات ، فالرسول (ص) معرض لمتاعب كثيرة، وأخطار جمة فى سبيل هذه الدعوة، وحمل الناس على قبولها!! فكيف يمكنك يا محمد أن تقوم بهذه المهمة الكبيرة، وأنت على ما أنت عليه من التزمل والتلفف ، والخلود إلى الراحة والسكون ، والبعد عن المشاق ، ومجاهدة النفس بطول العبادة وكثرة التهجد ، ودراسة آيات القرآن دراسة تفهم وتدبر؟ فانشط من مضجعك إذا، واسهر معظم ليلك في مناجاة ربك ، استعدادا لتحمل مشاق الدعوة ، والتبشير بهذا الدين الجديد! ! ويا لها من لفتة كريمة، تيقظ لها قلب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ، فشمر عن ساعد الجد والعمل ، وقام بين يدي ربه حتى تشققت قدماه . . ثم بين تعالى فضل إحياء الليل بالعبادة ، فقال سبحانه



[إن ناشئة الليل] أي إن ساعات الليل وأوقاته ، التي فيها التفرغ والصفاء ، وما ينشئه المرء ويحدثه من طاعة وعبادة، يقوم لها من مضجعه بعد هدأة من الليل



[هي أشد وطئا] أي هي أشد على المصلى وأثقل من صلاة النهار، لأن الليل جعل للنوم والراحة ، فقيامه على النفس أشد وأثقل ، ومن شأن هذه الممارسة الصعبة أن تقوى النفوس ، وتشـد العزائم ، وتصلب الأبدان ، ولا ريب أن مصاولة الجاحدين أعداء الله ، تحتاج إلى نفوس قوية ، وأبدان صلبة



[وأقوم قيلا] أي وأثبت وأبين قولا ، لأن الليل تهدأ فيه الأصوات ، وتنقطع فيه الحركات ، فتكون النفس أصفى ، والذهن أجمع ، فإن هدوء الصوت في الليل ، وسكون البشر فيه ، أعون للنفس على التدبر والتفطن ، والتأمل في أسرار القرآن ومقاصده



[إن لك في النهار سبحا طويلا] أي إن لك فى النهار تصرفا وتقلبا ، واشتغالا طويلا في شئونك ، فاجعل ناشئة الليل ، لتهجدك وعبادتك ، قال فى التسهيل : السبح هنا عبارة عن التصرف فى الأعمال والأشغال ، والمعنى : يكفيك النهار للتصرف في أشغالك ، وتفرغ بالليل لعبادة ربك . . وبعد أن قرر تعالى في هذا (الخطاب الإلهى ) هذه المقدمات التي هي بمثابة تمهيد وبساط للدعوة ، انتقل إلى أمر الرسول (ص) بتبليغ الدعوة ، وتعليمه كيفية السير فيها عملا، بعد أن مهدها له نظرا فقال



[واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا] أي استعن على دعوتك بذكر الله ليلا ونهارا، وانقطع إليه انقطاعا تاما في عبادتك وتوكلك عليه ، ولا تعتمد فى شأن من شئونك على غيره تعالى ، قال ابن كثير : أي أكثر من ذكره وانقطع إليه جل وعلا ، وتفرغ لعبادته إذا فرغت من أشغالك مع إخلاص العبادة له



[رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا] أي هو جل وعلا الخالق المتصرف بتدبير شئون الخلق ، وهو المالك لمشارق الأرض ومغاربها ، لا إله غيره ولا رب سواه ، فاعتمد عليه وفوض أمورك إليه



[واصبر على ما يقولون ] أي اصبر على أذى هؤلاء السفهاء المكذبين ، فيما يتقولونه عليك من قولهم : "ساحر ، شاعر ، مجنون " فإن الله ناصرك عليهم



[واهجرهم هجرا جميلا] أي اتركهم ولا تتعرض لهم بأذى ولا شتيمة، قال المفسرون : الهجر الجميل هو الذي لا عتاب معه، ولا يشوبه أذى ولا شتم ، وقد كان هذا قبل أن يؤمر بالقتال ، كما قال سبحانه [وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم ] ثم أمر ، بقتالهم وقتلهم ، والحكمة فى هذا أن المؤمنين كانوا بمكة قلة مستضعفين ، فأمروا بالصبر وبالمجاهدة الليلية ، حتى يعدوا أنفسهم بهذه التربية الروحية على مناجزة الأعداء ، وحتى يكثر عددهم ، فيعفوا في وجه الطغيان ، أما قبل الوصول إلى هذه المرحلة ، فينبغى الصبر والاقتصار على الدعوة باللسان . . . ثم قال تعالى متوعدا ومتهددا صناديد قريش



[وذرنى والمكذبين أولي النعمة] أي دعني يا محمد وهؤلاء المكذبين بآياتى ، أصحاب الغنى ، والتنعم في الدنيا ، والترف والبطر ، فأنا أكفيك شرهم ، قال الصاوي : المعنى اتركني انتقم منهم ، ولا تشفع لهم ، وهذا من مزيد التعظيم له (ص)، وإجلال قدره



[ومهلهم قليلا] أي وأمهلهم زمنا يسيرا حتى ينالوا العذاب الشديد ، قال المفسرون : أمهلهم الله تعالى إلى أن هاجر رسول الله (ص) من مكة، فلما خرج منها سلط عليهم السنين المجدبة، وهو العذاب العام ، ثم قتل صناديدهم ببدر وهو العذاب الخاص . . ثم وصف تعالى ما أعده لهم من العذاب في الآخرة ، فقال سبحانه



[إن لدينا أنكالا وجحيما] أي إن لهم عندنا في الآخرة ، قيودا عظيمة ثقيلة ، يقيدون بها ، ونارا مستعرة هي نار الجحيم يحرقون بها ، قال في التسهيل : الأنكال جمع نكل وهو القيد من الحديد ، وروي أنها قيود سود من نار



[وطعاما ذا غصة] أي وطعاما كريها غير سائغ ، يغص به الإنسان وهو (الزقوم ) و(الضريع ) قال ابن عباس : شوك من نار يعترض في حلوقهم ، لا يخرج ولا ينزل



[وعذابا أليما] أي وعذابا وجيعا مؤلما ، زيادة على ما ذكر من النكال والأغلال . . ثم ذكر تعالى وقت هذا العذاب ، فقال سبحانه



[يوم ترجف الأرض والجبال ] أي يوم تتزلزل الأرض وتهتز بمن عليها ، اهتزازا عنيفا شديدا هي وسائر الجبال ، وذلك يوم القيامة



[وكانت الجبال كثيبا مهيلا] أي وتصبح الجبال على صلابتها ، تلا من الرمل سائلا متناثرا ، بعد أن كانت صلبة جامدة ، قال ابن كثير : أي تصير الجبال ككثبان الرمال ، بعد أن كانت حجارة صماء، ئم إنها تنسف نسفا فلا يبقى منها شىء إلا ذهب كقوله تعالى [ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا] أي لا شيء ينخفض ولا شيء يرتفع . . ذكر تعالى العذاب المؤلم الذي أعده للمشركين ، ومكانه وهو الجحيم ، وآلاته وهي القيود وطعام الزقوم ، ووقته وهو عند اضطراب الأرض وتزلزلها بمن عليها ، وأراد بذلك تخويف المكذبين وتهديدهم ، بأنه تعالى سيعاقبهم بذلك كله ، إن بقوا مستمرين في تكذيبهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام ، ثم أعقبه بتذكيرهم بما حل بالأمم الباغية ، التي قد خلت من قبلهم ، وكيف عصت وتمردت فأنزل الله بها من أمره ما أنزل ، وضرب لهم المثل بفرعون الجبار ، فقال سبحانه



[إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم] أي بعثنا لكم يا أهل مكة (محمدا)(ص)شاهدا على أعمالكم ، يشهد عليكم بما صدر منكم من الكفر والعصيان



[كما أرسلنا إلى فرعون رسولا] أي كما بعثنا إلى ذلك الطاغية فرعون الجبار ، رسولا من أولئك الرسل العظام أولي العزم " وهو (موسى بن عمران ) ، قال الخازن : دائما خص فرعون وموسى بالذكر من بين سائر الأمم والرسل ، لأن محمدا (ص)، آذاه أهل مكة ، واستخفوا به لأنه ولد فيهم ، كما أن فرعون ازدرى بموسى وآذاه لأنه رباه ،



[فعصى فرعون الرسول] أي فكذب فرعون بموسى ولم يؤمن به ، وعصى أمره كما عصيتم يا معشر قريش محمدا (ص)، وكذبتم برسالته



[فأخذناه أخذا وبيلا] أي فأهلكناه إهلاكا شديدا فظيعا ، خارجا عن حدود التصور ، وذلك بإغراقه في البحر مع قومه ، قال أبو السعود : وفى الآية التنبيه على أنه سيحيق بهؤلاء، ما حاق بأولئك لا محالة، و"الوبيل " الثقيل الغليظ ، من قولهم : كلا وبيل أي وخيم لا يستمر لثقله . . وبعد أن ذكر الله أخذه لفرعون ، وأن ملكه وجبروته لم يدفعا عنه العذاب ، عاد فذكر كفار مكة بالقيامة وأهوالها ، ليبين لهم أنهم لن يفلتوا من العذاب ، كما لم يفلت فرعون مما حدث له ، فقال سبحانه



[فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا] أي كيف لا تحذرون وتخافون يا معشر قريش ، عذاب يوم هائل إن كفرتم بالله ، ولم تؤمنوا به ؟ وكيف تأمنون ذلك اليوم الرهيب الذي يشيب فيه الوليد من شدة هوله ، وفظاعة أمره ؟ قال الطبري : وإنما تشيب الولدان من شدة هوله وكربه ، وذلك حين يقول الله لآدم : (أخرج من ذريتك بعث النار ، من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، فيشيب هنالك كل وليد) . . ثم زاد فى وصفه وهوله فقال



[السماء منفطر به] أي السماء متشققة ومتصدعة من هول ذلك اليوم الرهيب العصيب



[كان وعده مفعولا] أي كان وعده تعالى بمجيء ذلك اليوم ، واقعا لا محالة ، لأن الله لا يخلف الميعاد



[إن هذه تذكرة] أي إن هذه الآيات المخوفة ، التي فيها القوارع والزواجر، عظة وعبرة للناس



[فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا] أي فمن شاء من الغافلين الناسين ، أن يستفيد من هذه التذكرة ، قبل فوات الأوان ، فليسلك طريقا موصلا إلى الرحمن ، بالإيمان والطاعة ، فالأسباب ميسرة ، والسبل معبدة ، قال المفسرون : والغرض الحض على الإيمان وطاعة الله عز وجل ، وللترغيب في الأعمال الصالحة ، لتبقى ذخرا فى الآخرة . . ثم عادت الآيات الكريمة للحديث عما بدأته في أول السورة من قيام الليل فقال تعالى



[ان ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك ] أي إن ربك يا محمد يعلم أنك تقوم مع أصحابك للتهجد والعبادة أقل من ثلثي الليل ، وتارة تقومون نصفه ، وتارة ثلثه كقوله تعالى [كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون ] (( الآية نص صريح على أن قيام الليل كان واجبا على الرسول وعلى أصحابه ، وقد كلفوا أن يقوموا ساعات من الليل طويلة، لا تقل على ثلثه ، ولا تزيد على ثلثيه ، فإن قيام الليل واحياءه بأنواع الطاعات المختلفة، من ذكر ، وصلاة ، وتلاوة قرآن ، يقوي أبدانهم ، ويزكى أرواحهم ، ويعودهم الخشونة فى العيش ، واجتناب ما عليه المترفون من الراحة والرخاوة والانغماس في الملذات ، كلفهم الله تعالى بذلك ليعدهم إعدادا روحيا وجسميا للقيام بأعباء الدعوة الجديدة، وتحمل المشاق فى سبيل نشر هذا الدين ، ويا لها من تربية كريمة مجيدة، تنشىء الرجال والأبطال ! !



[والله يقدر الليل والنهار] أي والله جل وعلا هو العالم بمقادير الليل والنهار ، وأجزائهما وساعاتهما ، لا يفوته علم ما تفعلون من قيام هذه الساعات ، فى غلس الظلام ابتغاء رضوانه ، وهو تعالى المدبر لأمر الليل والنهار



[علم أن لن تحصوه فتاب عليكم ] أي علم تعالى أنكم لن تطيقوا قيام الليل كله ولا معظمه ، فرحمكم ورجع عليكم بالتخفيف ، قال الطبري : أي علم ربكم أن لن تطيقوا قيامه ، فتاب عليكم بالتخفيف عنكم



[فاقرءوا ما تيسر من القرآن ] أي فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل ، وإنما عبر عن الصلاة بالقراءة، لأن القراءة أحد أجزاء الصلاة، قال ابن عباس : سقط عن أصحاب رسول الله (قيام الليل ) وصارت تطوعا، وبقي ذلك فرضا على رسول الله (ص) . . ثم بين تعالى الحكمة في هذا التخفيف ، فقال سبحانه



[علم أن سيكون منكم مرضى ] أي علم تعالى أنه سيوجد فيكم ، من يعجزه المرض عن قيام الليل ، فخفف عنكم رحمة بكم



[وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله ] أي وقوم آخرون يسافرون في البلاد للتجارة ، يطلبون الرزق ، وكسب المال الحلال



[وآخرون يقاتلون فى سبيل الله] أي وقوم آخرون وهم الغزاة المجاهدون ، يجاهدون في سبيل الله ، لإعلاء كلمته ونشر دينه ، وكل من هذه الفرق الثلاثة ، يشق عليهم قيام الليل ، فلذلك خفف الله عنهم . . ذكر تعالى في هذه الآية ، الأعذار التي تكون للعباد ، تمنعهم من قيام الليل ، فمنها المرض ، ومنها السفر للتجارة، ومنها الجهاد في سبيل الله ، ثم كرر الأمر بقراءة ما تيسر من القرآن ، تأكيدا للتخفيف عنهم ، قال الإمام الفخر : أما المرضى فإنهم لا يمكنهم الاشتغال بالتهجد لمرضهم ، وأما المسافرون والمجاهدون فهم مشغولون في النهار بالأعمال الشاقة ، فلو لم يناموا في الليل ، لتوالت أسباب المشقة عليهم ، فلذلك خفف الله عنهم وصار وجوب التهجد منسوخا في حقهم



[فاقرءوا ما تيسر منه ] أي فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل ، ، واقرءوا في صلاتكم ما تيسر من القرآن



[وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة] أي وأدوا الصلاة المفروضة على الوجه الأكمل ، والزكاة الواجبة عليكم إلى مستحقيها ، قال المفسرون : قلما يذكر الأمر بالصلاة فى القرآن ، إلا ويقرن معه الأمر بالزكاة ، فإن الصلاة عماد الدين ، وهي صلة بين العبد وربه ، والزكاة كذلك عماد الدين ، وهي صلة بينه وبين إخوانه ، والصلاة أعظم العبادات البدنية ، والزكاة أعظم العبادات المالية



[وأقرضوا الله قرضا حسنا] أي تصدقوا في وجوه البر والإحسان ابتغاء وجه الله ، قال ابن عباس : يريد سائر الصدقات سوى الزكاة ، من صلة الرحم ، وقرئ الضيف وغيرهما



[وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ] أي أي شيء تفعلوه أيها الناس ، من وجوه البر والخير، تلقوا أجره وثوابه عند ربكم



[هو خيرا وأعظم أجرا] اي تجدوا ذلك الأجر والثواب يوم القيامة ، خيرا لكم مما قدمتم في الدنيا من صالح الأعمال ، فإن الدنيا فانية والآخرة باقية ، وما عند الله خير للأبرار



[واستغفروا الله ] أى اطلبوا مغفرة الله في جميع أحوالكم ، فإن الإنسان قلما يخلو من تقصير أو تفريط



[إن الله غفور رحيم ] أي عظيم المغفرة، واسع الرحمة . . ختم تعالى السورة بارشاد المنفقين المحسنين ، إلى أن يطلبوا من الله الصفح والعفو، إذ ربما كانوا لم يخلصوا النية فى الإنفاق ، أو لم يحسنوا العمل فى الاقراض ، فيضعوا النفقة في غير مواضعها، أو ينفقوها فيما لهم فيه غرض وشهوة، وهو ختم يتناسق مع موضوع الإنفاق ، ومع الإخلاص ، وصفاء النية ، وصدق الإيمان ، فسبحان منزل القرآن بأوضح بيان ! !



البلاغة :



تضمنت السورة الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :

1 - الطباق بين [انقص منه . . أو زد عليه] وبين [المشرق . . والمغرب ] وبين [الليل والنهار] .



2 - جناس الاشتقاق [أرسلنا إليكم رسولا] .



3 - تأكيد الفعل بالمصدر مثل [رتل القرآن ترتيلا] [وتبتل إليه تبتيلا] [فأخذناه أخذا وبيلا] زيادة في البيان والإيضاح .



4 - الالتفات من الغيبة إلى الخطاب [إنا أرسلنا اليكم رسولا] ولو جرى على الأصل لقال "إنا أرسلنا إليهم " ، والغرض من الالتفات : التقريع والتوبيخ علي عدم الإيمان .



5 - المجاز المرسل [فاقرءوا ما تيسر من القرآن ] أراد به الصلاة، فأطلق اسم الجزء على الكل ، لأن القراءة أحد أجزاء الصلاة ، وأهم أركانها .



6 - ذكر العام بعد الخاص [وما تقدموا لأنفسكم من خير] عمم بعد ذكر الصلاة ، والزكاة ، والإنفاق في سبيل الله ، ليعم جميع الصالحات .



7 - الاستعارة التبعية [وأقرضوا الله قرضا حسنا] شبه الإحسان إلى الفقراء والمساكين ، بإقراض رب العالمين ، وهو من لطيف الاستعارة .



8 - السجع المرصع كأنه الدر والياقوت ، مثل قوله تعالى [إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما] ومثل قوله [وأقوم قيلا] [سبحا طويلا] [وتبتل إليه تبتيلا] فإن ذلك يزيد في جمال الكلام ، وروعة بيانه ! !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://al-qudes.yoo7.com/u30contact
 
سورة المزمل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة نــــــــــــــــــــــــــــوح
» سورة الجـــــــــــــــــــن
» سورة قـــــــــــــــــــــــ
» سورة التحريم
»  سورة التوبة،

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة مسجد القدس :: ¨°o.O ( ..^ القسم الإسلامي والفقهي^.. ) O.o°¨ :: القرآن والتفسير-
انتقل الى:  
free counters