شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أخبار :.: رياضة :.: مقالات إسلامية :.: قصص :.: أصوات :.: أدعية وخطب :.: صور إسلامية :.: برامج وألعاب :.: جوال :.:  
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة المعارج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد
عضو محترف
عضو محترف
محمد


نوع المتصفح نوع المتصفح : سورة المعارج Fmfire10
الجنس ذكر

عدد المساهمات عدد المساهمات : 325

نقاط نقاط : 15269

السٌّمعَة : 1
العمر العمر : 29

الدولة سورة المعارج Palest10

سورة المعارج Empty
مُساهمةموضوع: سورة المعارج   سورة المعارج Emptyالثلاثاء 17 مايو - 14:22

سورة المعارج

مكية وآياتها أربع وأربعون آية

بين يدي السورة

* سورة المعارج من السور المكية ، التي تعالج أصول العقيدة الإسلامية ، وقد تناولت الحديث عن القيامة وأهوالها ، والآخرة وما فيها من سعادة وشقاوة ، وراحة ونصب ، وعن أحوال المؤمنين والمجرمين ، في دار الجزاء والخلود ، والمحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هو الحديث عن كفار مكة وإنكارهم للبعث والنشور ، واستهزاؤهم بدعوة الرسول (ص) .



* ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن طغيان أهل مكة ، وعن تمردهم على طاعة الرسول (ص) ، واستهزائهم بالإنذار والعذاب الذي خوفوا به ، وذكرت مثلا لطغيانهم بما طلبه بعض صناديدهم وهو " النضر بن الحارث " حين دعا أن ينزل الله عليه وعلى قومه العذاب العاجل ، ليستمتعوا به في الدنيا قبل الآخرة ، وذلك مكابرة في الجحود والعناد [سأل سائل بعذاب واقع ، للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج . . ] الآيات



* ثم تناولت الحديث عن المجرمين في ذلك اليوم الفظيع الذي تتفطر فيه السموات ، وتتطاير فيه الجبال ، فتصير كالصوف الملون ألوانا غريبة [يوم تكون السماء كالمهل " وتكون الجبال كالعهن ولا يسأل حميم حميما يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التى تئويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ] .



* ثم استطردت السورة إلى ذكر طبيعة الإنسان ، فإنه يجزع عند الشدة ، ويبطر عند النعمة فيمنع حق الفقير والمسكين [إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا] .



* ثم تحدثت عن المؤمنين ، وما اتصفوا به من جلائل الصفات ، وفضائل الأخلاق ، وبينت ما أعد الله لهم من عظيم الأجر، في جنات الخلد والنعيم [إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ] الايأت .



* ثم تناولت الكفرة المستهزئين بالرسول ، الطامعين في دخول جنات النعيم [فما للذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ].



* وختمت السورة الكريمة بالقسم الجليل برب العالمين ، على أن البعث والجزاء حق لا ريب فيه ، وعلى أن الله تعالى قادر على أن يخلق خيرا منهم [فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين . . ] إلى قوله تعالى [خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ]نهاية السورة الكريمة ، وهو ختم يناسب موضوع السورة ، في عقاب الكفرة المجرمين ، المكذبين بالبعث والنشور .



قال الله تعالى : [سأل سائل بعذاب واقع . . ] إلى قوله [ذلك اليوم الذى كانوا يوعدون ] من آية (1) إلى آية (44) نهاية السورة الكريمة .



اللغة:



[المعارج ] المصاعد والمدارج التي يرتقى بها الإنسان جمع معرج وهو المصعد ، والعروج الارتفاع إلى السماء ومنه معراج النبى (ص)



[المهل ] النحاس المذاب



[العهن ] الصوف المنفوش



[فصيلته ] الفصيلة : العشيرة الذي فصل عنهم وتولد منهم



[لظى] اسم لجهنم سميت بذلك لأن نيرانها تتلظى أي تلتهب



[الشوى] جمع شواة وهي جلدة الرأس ، قال الأعشى : قالـت قـتـيـلة مـاله قـد جـللت شيبا شواتـه؟



[هلوعا] كثير الجزع والضجر، قال أبو عبيدة : الهلوع هو الذي إذا مسه الخير لم يشكر، وإذا مسه الضر لم يصبر



[عزين ] جماعات متفرقين جمع عزة بكسر العين ، وهى الجماعة المتفرقة ، قال الشاعر : فجاءوا يهرعون إليه حتى يكونوا حول منبره عزينا،



[يوفضون ] يسرعون يقال : أوفض البعير إذا أسرع السير .



سبب النزول :



عن ابن عباس أن النضر بن الحارث قال حين خوفهم رسول الله (ص) من عذاب الله [اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء] فأنزل الله [سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ].



التفسير:



[سأل سائل بعذاب واقع ] أي دعا داع من كفار مكة لنفسه ولقومه ، بنزول عذاب واقع لا محالة، قال المفسرون : السائل هو "النضر بن الحارث " من صناديد قريش وطواغيتها ، لما خوفهم رسول الله عذاب الله قال استهزاء [اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم] فأهلكه الله يوم بدر، ومات شر ميتة ، ونزلت الآية بذمه



[للكافرين ] أي دعا بهذا العذاب على الكافرين



[ليس له دافع ] أي لا راد له إذا أراد الله وقوعه ، وهو نازل بهم لا محالة ، سواء طلبوه أو لم يطلبوه ، وإذا نزل العذاب ، فلن يرفع أو يدفع



[من الله ذى المعارج ] أي هو صادر من الله العظيم الجليل ، صاحب المصاعد التى تصعد بها الملائكة ، وتنزل بأمره ووحيه ، ثم فصل ذلك بقوله



[تعرج الملائكة والروح إليه ] أي تصعد الملائكة الأبرار وجبريل الأمين الذي خصه الله بالوحى إلى الله عز وجل (( إنما أفرد جبريل بالذكر، وإن كان من جملة الملائكة لشرفه وفضل منزلته ، وهو المسمى بالروح لقوله تعالى : {نزل به الروح الأمين } )).



[في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة] أي في يوم طوله خمسون ألف سنة من سني الدنيا، قال ابن عباس : هو يوم القيامة جعله الله على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة، ثم يدخلون النار للاستقرار قال المفسرون : والجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى في سورة السجدة [في يوم كان مقداره ألف سنة] أن القيامة مواقف ومواطن ، فيها خمسون موطنا، كل موطن ألف سنة ، وأن هذه المدة الطويلة تخف على المؤمن ، حتى تكون أخف عليه من صلاة مكتوبة (( أخرج الامام احمد عن أبي سعيد الخدري قال : قيل يا رسول الله ما أطول هذا اليوم ! فقال (ص) : "والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا " )) والصحيح الراجح من الأقوال ، أن آية الألف تتحدث عن "اليوم الإلهى" فاليوم عند الله كألف سنة عندنا ، وآية الخمسين ألفا تتحدث عن "يوم القيامة" فلا تعارض بين الآيتين



[فاصبر صبرا جميلا] آي فاصبر يا محمد على استهزاء قومك وأذاهم ، ولا تضجر، فإن الله ناصرك عليهم ، وهذا تسلية له عليه الصلاة والسلام ، لأن استعجال العذاب إنما كان على وجه الاستهزاء برسول الله (ص)، فأمره الله بالصبر، قال القرطبي : والصبر الجميل هو الذي لا جزع فيه ، ولا شكوى لغير الله



[إنهم يرونه بعيدا] أي إن هؤلاء المستهزئين يستبعدون العذاب ويعتقدون أنه غير نازل ، لإنكارهم للبعث والحساب



[ونراه قريبا] أي ونحن نراه قريبا لأن كل ما هو آت قريب . . ثم أخبر تعالى عن هول العذاب وشدته وعن أهوال يوم القيامة ، فقال سبحانه



[يوم تكون السماء كالمهل ] أي تكون السماء سائلة غير متماسكة، كالرصاص المذاب ، قال ابن عباس : كدردى الزيت أي كعكر الزيت



[وتكون الجبال كالعهن ] أي وتكون الجبال متناثرة متطايرة ، كالصوف المنفوش إذا طيرته الريح ، قال القرطبي : العهن : الصوف الأحمر أو ذو الألوان ، شبه الجبال به في تلونها ألوانا، وأول ما تتغير الجبال تصير رملا مهيلا ، ثم عهنا منفوشا ، ثم هباء منثورا . . هذه حال السماء والأرض في ذلك اليوم المفزع ، أما حال الخلائق فهى كما قال تعالى



[ولا يسأل حميم حميما] أي لا يسأل صديق صديقه ، ولا قريب قريبه عن شأنه ، لشغل كل إنسان بنفسه ، وذلك لشدة ما يحيط بهم ، من الهول والفزع



[يبصرونهم ] آي يرونهم ويعرفونهم ، حتى يرى الرجل أباه وأخاه ، وقرابته وعشيرته ، فلا يسأله ولا يكلمه بل يفر منه ، كقوله تعالى [يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه ] قال ابن عباس : [يبصرونهم ] اي يعرف بعضهم بعضا ويتعارفون بينهم ، ثم يفر بعضهم من بعض



[يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه ] أي يتمنى الكافر - مرتكب القبائح والجرائم - لو يفدى نفسه من عذاب الله ، بأعز من كان عليه في الدنيا ، من ابن ، وزوجة ، وأخ



[وفصيلته التى تئويه ] أي وعشيرته التي كانت تضمه إليها ، ويتكل في نوائبه عليها ، وليس هذا فحسب ، بل يتمنى لو يفتدي بجميع أهل الأرض



[ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ] أي وبجميع من في الأرض من البشر وغيرهم ، ثم ينجو من عذاب الله ، ولكن هيهات أن ينجو المجرم من العذاب ، أو ينقذه ذلك من شدة الكرب ، وفادح الخطب ، قال الإمام الفخر : و [ثم ] لاستبعاد الإنجاء يعني يتمنى لو كان هؤلاء جميعا تحت يده ، وبذلهم فى فداء نفسه ، ثم ينجيه ذلك ، وهيهات أن ينجيه



[كلا أنها لظى ] [كلا] أداة زجر وتعنيف أي لينزجر هذا الكافر الأليم ، وليرتدع عن هذه الأماني ، فليس ينجيه من عذاب الله فداء ، بل أمامه جهنم تتلظى نيرانها وتلتهب



[نزاعة للشوى ] أي تنزع بشدة حرها جلدة الرأس من الإنسان ، كلما قلعت عادت كما كانت زيادة في التنكيل والعذاب ، وخصها بالذكر لأنها أشد الجسم حساسية وتأثرا بالنار،



[تدعو من أدبر وتولى ] أي تنادي جهنم وتهتف بمن كذب بالرحمن ، وأعرض عن الإيمان ، قال ابن عباس : يدعو الكافرين والمنافقين بأسمائهم بلسان فصيح ، تقول : إلى يا كافر، إلى يا منافق ، ثم تلتقطهم كما يلتقط الطير الحب



[وجمع فأوعى ] أي وتدعو من جمع المال وخبأه ، وكنزه في الخزائن والصناديق ، ولم يؤد منه حق الله وحق المساكين ، قال المفسرون : والآية وعيد شديد لمن يبخل بالمال ، ويحرص على جمعه ، فلا ينفقه في سبيل الخير، ولا يخرج منه حق الله وحق المسكين ، وقد كان الحسن البصري يقول : يا ابن آدم سمعت وعيد الله ثم أوعيت الدنيا - أي جمعتها - من حلال وحرام ! ! ثم أخبر تعالى عن طبيعة الإنسان ، وما جبل عليه من الحرص الشديد على جمع حطام الدنيا ، فقال سبحانه



[إن الإنسان خلق هلوعا] اي إن الإنسان جبل على الضجر، لا يصبر على بلاء، ولا يشكر على نعماء، قال المفسرون : الهلع : شدة الحرص وقلة الصبر، يقال : جاع فهلع ، والمراد بالإنسان العموم بدليل الاستثناء منه ، والاستثناء معيار العموم ، ثم فسره تعالى بقوله



[إذا مسه الشر جزوعا] أي إذا نزل به مكروه ، من فقر، أو مرض ، أو خوف ، كان مبالغا في الجزع مكثرا منه ، واستولى عليه اليأس والقنوط



[وإذا مسه الخير منوعا] أي وإذا أصابه خير من غنى ، وصحة ، وسعة رزق ، كان مبالغا في المنع والإمساك ، فهو إذا أصابه الفقر لم يصبر، وإذا أغناه الله لم ينفق ، قال ابن كيسان : خلق الله الإنسان يحب ما يسره ، ويهرب مما يكرهه ، ثم تعبده بإنفاق ما يحب ، والصبر على ما يكره



[إلا المصلين ] استثناهم من أفراد البشر الموصوفين بالهلع ، لأن صلاتهم تحملهم على قلة الاكتراث بالدنيا ، فلا يجزعون من شرها ومصائبها ، ولا يبخلون بخيرها



[الذين هم على صلاتهم دائمون ] اي مواظبون على أداء الصلاة ، لا يشغلهم عنها شاغل ، لأن نفوسهم صفت من أكدار الحياة ، بتعرضهم لنفحات الله



[والذين فى أموالهم حق معلوم ] أي في أموالهم نصيب معين، فرضه الله عليهم وهو الزكاة



[للسائل والمحروم ] أي للفقير الذي يسأل ويتكفف الناس ، والمحروم الذي يتعفف عن السؤال ، فيظن أنه غنى فيحرم كقوله تعالى [يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ]



[والذين يصدقون بيوم الدين ] أي يؤمنون بيوم الحساب والجزاء ، يصدقون بمجيئه تصديقا جازما ، لا يشوبه شك ولا ارتياب ، فيستعدون له بالأعمال الصالحة



[والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ] أي خائفون على أنفسهم من عذاب الله ، يرجون الثواب ويخافون العقاب



[إن عذاب ربهم غير مأمون ] أي لأن عذاب الله لا ينبغى أن يأمنه إنسان ، إلا من أمنه الرحمن ، والأمور بخواتيمها . . إن هؤلاء المصدقين المشفقين ، قلما تغويهم الدنيا ، أو يبطرهم نعيمها ، أو يجزعون على ما فاتهم من حطامها ، فسواء عليهم أخسروا حظوظ الدنيا أم غنموا، إذ إن لديهم من الفكر فى جلال ربهم ، وذكر معادهم ، ما يشغلهم عن الجزع إذا مسهم الشر، ويربأ بهم عن المنع إذا مسهم الخير! ! ثم ذكر تعالى الفريق الخامس من الموفقين للخيرات وفعل الطاعات ، فقال سبحانه :



[والذين هم لفروجهم حافظون ] أي هم أعفاء لا يرتكبون المحارم ، ولا يتلوثون بالمآثم ، قد صانوا أنفسهم عن الزنى والفواحش



[إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ] أي يقتصرون على ما أحل الله لهم من الزوجات المنكوحات ، والرقيقات المملوكات



[فإنهم غير ملومين ] أي فإنهم غير مؤاخذين ، لأن وضع الشهوة فيما أباح الله من الزوجات والمملوكات ، حلال يؤجر عليه الإنسان ، لما فيه من تكثير النسل والذرية



[فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ] أي فمن طلب لقضاء شهوته غير الزوجات والمملوكات ، فقد تعدى حدود الله ، وعرض نفسه لعذاب الله ، قال الطبري : من التمس لفرجه منكحا سوى زوجته أو ملك يمينه ، ففاعلوا ذلك هم العادون ، الذين تعدوا حدود ما أحد الله لهم ، إلى ما حرمه عليهم ، فهم الملومون (( ومن هذه الآية استدل جمهور الفقهاء على حرمة (زواج المتعة) لأن المنكوحة لمتعة ليست بزوجة ، ولا بملك يمين ، فيكون الزواج بها محرما )).



[والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ] أي يؤدون الأمانات ، ويحفظون العهود ، فإذا ائتمنوا لم يخونوا ، وإذا عاهدوا لم يغدروا



[والذين هم بشهاداتهم قائمون ] أي يشهدون بالحق على القريب والبعيد، ولا يكتمون الشهادة ولا يغيرونها ، بل يؤدونها على وجهها الكامل ، بحيث تصان بها حقوق الناس ومصالحهم ، وخصها بالذكر مع اندراجها في الأمانات ، تنبيها على فضلها ، لأن في إقامتها إحياء للحقوق ، وفي تركها تضييعا للحقوق



[والذين هم على صلاتهم يحافظون ] هذا هو الوصف الثامن من أوصاف المؤمنين ، الذين وفقهم الله إلى تطهير نفوسهم ، من خلق الهلع المذموم ، أي يراعون شرائط الصلاة ويلتزمون آدابها ، ولا سيما الخشوع والتدبر، ومراقبة الله فيها ، وإلا كانت حركات صورية، لا يجنى العبد ثمرتها ، فإن فائدة الصلاة أن تكف عن المحارم كما قال سبحانه : [إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر] ولما كانت الصلاة عمود الإسلام ، بولغ في التوكيد فيها ، فذكرت في أولى الخصال الحميدة وفي آخرها ، ليعلم مرتبتها في الأركان ، التي بنى عليها الإسلام ، قال القرطبي : ذكر تعالى من أوصافهم في البدء [الذين هم على صلاتهم دائمون ] ثم قال في الختم [والذين هم على صلاتهم يحافظون ] والدوام غير المحافظة ، فدوامهم عليها أن يحافظوا على أدائها، لا يخلون بها ولا يشتغلون عنها بشيء من الشواغل ، ومحافظتهم عليها أن يراعوا إسباغ الوضوء لها ومواقيتها ، ويقيموا أركانها ، ويكملوها بسننها وآدابها ، ويحفظوها من الإحباط باقتراف المآثم ، فالدوام يرجع إلى نفس الصلوات ، والمحافظة يرجع إلى أحوالها (( قال ابن كثير: افتتح تعالى الكلام بذكر الصلاة واختتمه بذكرها، فدل على الاعتناء بها والتنويه بشرفها بدءا ونهاية )) وبعد أن ذكر تعالى أوصاف المؤمنين المتقين ، ذكر مآلهم وعاقبتهم ، فقال سبحانه



[أولئك فى جنات مكرمون ] أي أولئك المتصفون بتلك الأوصاف الجليلة ، والمناقب الرفيعة ، مستقرون في جنات النعيم ، التي أكرمهم الله فيها بأنواع الكرامات ، مع الإنعام والتكريم بأنواع الملاذ والمشتهيات ، لاتصافهم بمكارم الأخلاق



[فما للذين كفروا قبلك مهطعين ]؟ أي ما لهؤلاء الكفرة المجرمين ، مسرعين نحوك يا محمد، مادين أعناقهم إليك ، مقبلين بأبصارهم عليك ؟ قال المفسرون : كان المشركون يجتمعون حول النبى (ص) ، حلقا حلقا، يسمعون كلامه ويستهزئون به وبأصحابه ، ويقولون : إن دخل هؤلاء الجنة " كما يقول محمد - فلندخلنها قبلهم ، فنزلت الآية



[عن اليمين وعن الشمال عزين ] أي جالسين عن يمينك وعن شمالك فرقا فرقا ، وجماعات جماعات ، يتحدثون ويتعجبون ؟ قال أبو عبيدة : عزين أي جماعات جماعات فى تفرقة ، ومنه حديث (ما لي أراكم عزين ؟ ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ قلنا يا رسول الله : وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال : يتمون الصفوف الاولي ، ويتراصون في الصف )



[أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم ] استفهام انكاري مع التقريع والتوبيخ أي أيطمع كل واحد من هؤلاء الكفار، أن يدخله الله جنات النعيم ، وقد كذب خاتم المرسلين



[كلا] ردع وزجر أي ليس الأمر كما يطمعون ، فإنهم لا يدخلونها أبدا، ثم قال تعالى :



[إنا خلقناهم مما يعلمون ] أي خلقناهم من الأشياء المستقذرة، من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة، فمن أين يتشرفون بدخول جنات النعيم قبل المؤمنين ، وليس لهم فضل يستوجبون به دخول الجنة؟ وإنما يستوجب دخول الجنة من أطاع الله ، قال القرطبي : كانوا يستهزئون بفقراء المسلمين ويتكبرون عليهم ، فقال تعالى [إنا خلقناهم مما يعلمون ] أي من القذر فلا يليق بهم هذا التكبر



[فلا أقسم برب المشارق والمغارب ] أي فأقسم برب مشارق الشمس والقمر والكواكب ومغاربها



[إنا لقادرون على أن نبدل خيرا منهم ] أي قادرون على إهلاكهم ، واستبدالهم بقوم أفضل منهم وأطوع لله



[وما نحن بمسبوقين ] أى ولسنا بعاجزين عن ذلك



[فذرهم يخوضوا ويلعبوا] أي اتركهم يا محمد يخوضوا في باطلهم ، ويلعبوا في دنياهم ، واشتغل أنت بما امرت به ، وهو أمر على جهة الوعيد والتهديد للمشركين



[حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ] أي حتى يلاقوا ذلك اليوم العصيب الرهيب ، الذي لا ينفعهم فيه توبة ولا ندم



[يوم يخرجون من الأجداث سراعا] أي يوم يخرجون من القبور إلى أرض المحشر مسرعين



[كأنهم إلى نصب يوفضون ] أي كأنهم يسعون ويستبقون إلى أصنامهم التي نصبوها ليعبدوها ، شبه حالة إسراعهم إلى موقف الحساب ، بحالة إسراعهم وتسابقهم في الدنيا ، إلى آلهتهم ليعبدوها، وفي هذا التشبيه تهكم بهم ، وتعريض بسخافة عقولهم ، إذ عبدوا ما لا يستحق العبادة ، وتركوا عبادة الواحد الأحد



[خاشعة أبصارهم ] أي خاضعة منكسرة أبصارهم إلى الأرض ، لا يرفعونها خجلا من الله



[ترهقهم ذلة] أي يغشاهم الذل والهوان من كل مكان ، وعلى وجوههم آثار الذلة والانكسار



[ذلك اليوم الذى كانوا يوعدون ] أي هذا هو اليوم الذي وعدوا به في الدنيا وكانوا يهزءون ويكذبون ، فاليوم يرون عقابهم وجزاءهم ! !



البلاغة :



تضمنت السورة الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :

1 - الطباق بين [بعيدا . . وقريبا] وبين [اليمين . . والشمال ] وبين [المشارق والمغارب ] .



2 - جناس الاشتقاق [سأل سائل ] وكذلك [تعرج - المعارج ] .



3 - ذكر الخاص بعد العام تنبيها لفضله وتشريفا له [تعرج الملائكة والروح ] الروح هو جبريل عليه السلام ، ذكر أولا ضمن الملائكة ، ثم ذكر مرة أخرى تعظيما له وتشريفا .



4 - التشبيه المرسل المجمل [يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن ] لحذف وجه الشـبه فيه .



5 - ذكر العام بعد الخاص [لو يفتدى من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تئويه ومن في الأرض جميعا] جاء بالعموم بعد الخصوص لبيان هول الموقف .



6 - المقابلة اللطيفة [إذا مسه الشر جزوعا] قابله بقوله [وإذا مسه الخير منوعا] .



7 - الاستفهام الإنكاري للتقريع والتوبيخ [أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم ]؟



8 - الكناية الفائقة الرائقة [كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ] كناية عن المنى القذر، مع النزاهة التامة في التعبير ، وحسن الإيقاظ والتذكير ، بألطف عبارة وأبلغ إشارة .



9 - التشبيه المرسل المجمل [كأنهم إلى نصب يوفضون ] وفي تشبيههم بذلك تهكم بهم ، وتعريض بسخافة عقولهم ، وتسجيل عليهم بالجهل المشين بالإسراع في عبادة غير من يستحق العبادة .



10 - السجع المرصع كأنه الدر والياقوت مثل [إنها لظى نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى ] إلخ .



تنبيه :



نبه تعالى بقوله [إن الإنسان خلق هلوعا] الآيات إلى طبائع البشر، فبين أن الإنسان يتسرع إلى مشتهاه ، اتباعا لهواه ، وإنه مفرط في الهلع والجزع ، فإن مسه خير شحت به نفسه ، وإن نزل به شر اشتد له قلقه ، ثم استثنى من ذلك الخلق الذميم أصنافا من البشر، وهم الذين جمعوا مع الايمان صالح الأعمال [إلا المصلين . الذين هم على صلاتهم دائمون ] فهؤلاء فازوا بالرضوان ، ودخول الجنان ، اللهم اجعلنا منهم با رحيم ويا رحمن ! !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://al-qudes.yoo7.com/u30contact
 
سورة المعارج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة مسجد القدس :: ¨°o.O ( ..^ القسم الإسلامي والفقهي^.. ) O.o°¨ :: القرآن والتفسير-
انتقل الى:  
free counters