شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أخبار :.: رياضة :.: مقالات إسلامية :.: قصص :.: أصوات :.: أدعية وخطب :.: صور إسلامية :.: برامج وألعاب :.: جوال :.:  
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة القلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد
عضو محترف
عضو محترف
محمد


نوع المتصفح نوع المتصفح : سورة القلم Fmfire10
الجنس ذكر

عدد المساهمات عدد المساهمات : 325

نقاط نقاط : 15269

السٌّمعَة : 1
العمر العمر : 29

الدولة سورة القلم Palest10

سورة القلم Empty
مُساهمةموضوع: سورة القلم   سورة القلم Emptyالثلاثاء 17 مايو - 14:20

سورة القلم

مكية وآياتها اثنتان وخمسون آية

بين يدي السورة

* سورة القلم من السور المكية التي تعنى بأصول العقيدة والإيمان ، وقد تناولت هذه السورة ثلاثة مواضيع أساسية وهي :

أ - موضوع الرسالة، والشبه التي أثارها كفار مكة حول دعوة محمد بن عبد الله (ص).

ب - قصة أصحاب الجنة "البستان " لبيان نتيجة الكفر بنعم الله تعالى.

ج - الآخرة وأهوالها وشدائدها ، وما أعد الله للفريقين : المسلمين والمجرمين . ولكن المحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هو موضوع (إثبات نبوة محمد) صلى الله عليه وسلم .



* ابتدأت السورة الكريمة بالقسم على رفعة قدر الرسول (ص) وشرفه وبراءته مما ألصقه به المشركون من اتهامه - وحاشاه - بالجنون ، وبينت أخلاقه العظيمة ، ومناقبه السامية [ن والقلم وما يسطرون ما انت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم ] الآيات .



* ثم تناولت موقف المجرمين من دعوة رسول الله (ص) ما أعد الله لهم من العذاب والنكال في دار الجحيم [فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاف مهين . . ] الآيات .



* ثم ضربت مثلا لكفار مكة في كفرانهم (نعمة الله ) العظمى عليهم ، ببعثة خاتم الرسل (ص) إليهم ، وتكذيبهم به ، بقصة أصحاب الجنة "الحديقة" ذات الأشجار والزروع والثمار ، حيث جحدوا نعمة الله ، ومنعوا حقوق الفقراء والمساكين ، فأحرق الله حديقتهم وجعل قصتهم عبرة للمعتبرين [إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم ] الآيات .



* ثم قارنت السورة بين المؤمنين والمجرمين ، على طريقة القرآن في الجمع بين الترغيب والترهيب [أفنجعل المسلمين كالمجرمين . . ]؟ الآيات .



* وتناولت السورة الكريمة ، القيامة وأحوالها وأهوالها ، وموقف المجرمين في ذلك اليوم العصيب ، الذي يكلفون فيه بالسجود لرب العالمين فلا يقدرون [يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ] الآيات .



* وختمت السورة الكريمة بأمر الرسول (ص) بالصبر على أذى المشركين ، وعدم التبرم والضجر بما يلقاه في سبيل تبليغ دعوة الله ، كما حدث من يونس عليه السلام ، حين ترك قومه وسارع إلى ركوب البحر ، دون إذن من الله [فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم ] الآيات .



قال الله تعالى : [ن والقلم وما يسطرون . . ] إلى قوله [وما هو إلا ذكر للعالمين ] من آية (1) إلى آية (53) نهاية السورة الكربمة .



اللغة:



[يسطرون ] يكتبون ، سطر العلم كتبه بالقلم



[ممنون ] مقطوع يقال : مننت الحبل إذا قطعته



[عتل ] العتل : الغليظ الجافي ، السريع إلى الشر، مأخوذ من العتل وهو الجر [خذوه فاعتلوه ] قال في الصحاح : عتلت الرجل إذا جذبته جذبا عنيفا



[زنيم ] الزنيم : الملصق بالقوم وليس منهم ، وهو الدعى الذي لا يعرف أبوه ، قال الشاعر : زنيـم لـيس يعـرف من أبوه بـغى الأم ذو حـسب لئيـم



[صارمين ] صرم الشيء قطعه ، وصرم النخلة قطع ثمرها



[حرد] قصد وعزم



[زعيم ] كفيل وضمين



[مكظوم ] مملوء غيظا وغما.



التفسير:

[ن والقلم وما يسطرون ] نون حرف من الحروف المقطعة ، ذكر للتنبيه على إعجاز القرآن . . أقسم تعالى بالقلم الذي يكتب الناس به العلوم والمعارف ، فإن القلم أخو اللسان ، ونعمة من الرحمن على عباده والمعنى : أقسم بالقلم وما يكتبه الكاتبون ، على صدق محمد وسلامته مما نسبه إليه المجرمون ، من السفه والجنون ، وفي القسم بالقلم والكتابة إشادة بفضل الكتابة والقراءة، فالإنسان من بين سائر المخلوقات ، خصه الله بمعرفة الكتابة، ليفصح عما في ضميره ، كما قال سبحانه [الذي علم بالقلم علم الإنسـان ما لم يعلم ] وحسبك دليلا على شرف القلم ، أن الله أقسم به في هذه السورة تمجيدا لشأن الكاتبين ، ورفعا من قدر أهل العلم ، ففي القلم البيان كما في اللسان ، وبه قوام العلوم والمعارف ، قال ابن كثير : والظاهر من قوله تعالى [والقلم وما يسطرون ] أنه جنس القلم الذي يكتب به ، وهو قسم منه تعالى ، لتنبيه خلقه على ما أنعم به عليهم ، من تعليم الكتابة التي بها تنال العلوم



[ما أنت بنعمة ربك بمجنون ] أي لست يا محمد بفضل الله وإنعامه عليك بالنبوة بمجنون ، كما يقول الجهلة المجرمون ، فأنت بحمد الله عاقل ، لا كما قالوا [يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ] قال ابن عطية : هذا جواب القسم ، وقوله [بنعمة ربك ] اعتراض كما تقول للإنسان : أنت - بحمد الله - فاضل



[وإن لك لأجرا غير ممنون ] أي وإن لك لثوابا على ما تحملت من الأذى في سبيل تبليغ دعوة الله ، غير مقطوع ولا منقوص



[وإنك لعلى خلق عظيم ] أي وإنك يا محمد، لعلى أدب رفيع جم ، وخلق فاضل كريم ، فقد جمع الله فيك الفضائل والكمالات . . يا له من شرف عظيم ، لم يدرك شأنه بشر، فرب العزة جل وعلا يصف محمدا بهذا الوصف الجليل [وإنك لعلى خلق عظيم ] وقد كان من خلقه (ص) العلم والحلم ، وشدة الحياء ، وكثرة العبادة والسخاء ، والصبر والشكر ، والتواضع والزهد ، والرحمة والشفقة ، وحسن المعاشرة والأدب ، إلى غير ذلك من الخلال العلية ، والأخلاق المرضية (( اخرج الشيخان عن أنس رضي الله عنه قال : "خدمت رسول الله (ص) عشر سنين فما قال لي : أف قط ، ولا قال لى لشيء فعلته : لم فعلته ؟ ولا لشىء لم أفعله : ألا فعلته ؟ وكان (ص) أحسن الناس خلقا، وما مسست خزا ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف رسول الله (ص) ، ولا شممت مسكا ولا عطرا كان أطيب من عرق رسول الله (ص) " أخرجه البخاري ومسلم ، وفي البخاري عن عائشة لما سئلت عن خلقه (ص) قالت : (كان خلقه القرآن ) تعني التأدب بآدابه ، فهو نموذج تطبيقي للقرآن العظيم )) ولقد أحسن القائل : إذا الله أثنى بالـذي هـو أهـله عليك فما مقدار ما تمدح الورى ؟



[فستبصر ويبصرون ] أي فسوف ترى يا محمد، و يرى قومك ومخالفوك - كفار مكة - إذا نزل بهم العذاب



[بأيكم المفتون ] أي أيكم الذي فتن بالجنون ؟ هل أنت كما يفترون ؟ أم هم بكفرهم وانصرافهم عن الهدى ؟ قال القرطبي : والمفتون : المجنون الذى فتنه الشيطان ، ومعظم السورة نزل في "الوليد بن المغيرة" و "أبي جهل " وقد كان المشركون يقولون : إن بمحمد شيطانا، وعنوا بالمجنون هذا ، فقال الله تعالى : سيعلمون غدا بأيهم المجنون أي الشيطان الذي يحصل من مسه الجنون واختلاط العقل



[إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ] أي هو سبحانه العالم بالشقي المنحرف عن دين الله وطريق الهدى



[وهو أعلم بالمهتدين ] أي وهو العالم بالتقى المهتدي إلى الدين الحق ، وهو تعليل لما قبله ، وتأكيد للوعد والوعيد، كأنه يقول : إنهم هم المجانين على الحقيقة لا انت ، حيث كانت لهم عقول ، لم ينتفعوا بها، ولا استعملوها فيما ينجيهم ويسعدهم



[فلا تطع المكذبين ] أي فلا تطع رؤساء الكفر والضلال ، الذين كذبوا برسالتك وبالقرآن ، فيما يدعونك إليه ، قال الرازي : دعاه رؤساء أهل مكة إلى دين آبائه ، فنهاه الله أن يطيعهم ، وهذا من الله إلهاب وتهييج للتشدد في مخالفتهم



[ودوا لو تدهن فيدهنون ] أي تمنوا لو تلين لهم يا محمد، وتترك بعض ما لا يرضونه مصانعة لهم ، فيلينوا لك ويفعلوا مثل ذلك ، قال في التسهيل : المداهنة : هي الملاينة والمداراة فيما لا ينبغي ، روي أن الكفار قالوا للنبي (ص) : لو عبدت آلهتنا لعبدنا إلهك فنزلت الآية



[ولا تطع كل حلاف ] أي ولا تطع يا محمد كثير الحلف بالحق والباطل ، الذي يكثر من الحلف مستهينا بعظمة الله



[مهين ] أي فاجر حقير



[هماز] أي مغتاب يأكل لحوم الناس بالطعن والعيب



[مشاء بنميم ] أي يمشي بالنميمة بين الناس ، وينقل حديثهم ليوقع بينهم وهو الفتان ، وفي الحديث الصحيح (لا يدخل الجنة نمام )



[مناع للخير] أي بخيل ممسك عن الإنفاق في سبيل الله



[معتد أثيم ] أي ظالم متجاوز في الظلم والعدوان ، كثير الآثام والإجرام ، وجاءت الأوصاف [حلاف ، هماز، مشاء ، مناع ] بصيغة المبالغة للدلالة على الكثرة



[عتل ] أي جاف غليط ، قاسي القلب ، عديم الفهم



[بعد ذلك ] أي بعد تلك الأوصاف الذميمة التى تقدمت



[زنيم ] أي ابن زنا ، وهذه أشد معايبه وأقبحها ، انه لصيق دعى ليس له نسب صحيح ، قال المفسرون : نزلت في "الوليد بن المغيرة" فقد كان دعيا في قريش وليس منهم ، ادعاه أبوه بعد ثمان عشرة سنة - أي تبناه ونسبه لنفسه بعد أن كان لا يعرف له أب - قال ابن عباس : لا نعلم أحدا وصفه الله بهذه العيوب غير هذا، فالحق به عارا لا يفارقه أبدا، وإنما ذم بذلك لأن النطفة إذا خبثت خبث الولد ، وروي أن الآية لما نزلت جاء الوليد إلى آمه فقال لها : إن محمدا وصفني بتسع صفات ، كلها ظاهرة فى ، أعرفها غير التاسع منها ! ! يريد أنه [زنيم ] فإن لم تصدقيني ضربت عنقك بالسيف ، فقالت له : إن آباك كان عنينا - أي لا يستطيع معاشرة النساء - فخفت على المال فمكنت راعيا من نفسي ، فأنت ابن ذلك الراعي ، فلم يعرف أنه ابن زنا حتى نزلت الآية



[أن كان ذا مال وبنين ] أي لأن كان ذا مال وبنين ، كفر بالله وقال في القرآن ما قال ، وزعم أنه أساطير الأولين ؟ وكان ينبغي أن يقابل النعمة بالشكر ، لا بالجحود والتكذيب (( اختار الطبري وابن كثير هذا المعنى أن الآية متعلقة بما بعدها أي لأنه ذو مال وبنين يتكبر بماله وبنيه ويقول " إن القرآن خرافات وأباطيل ، واختار غيرهما أن الآية متعلقة بما سبق أي لا تطعه بسبب كثرة ماله وولده )).



[إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ] أي إذا قرئت آيات القرآن على ذلك الفاجر، قال مستهزئا ساخرا: إنها خرافات وأباطيل المتقدمين ، اختلقها محمد ونسبها إلى الله ، قال تعالى ردا عليه متوعدا له بالعذاب



[سنسمه على الخرطوم ] أي سنجعل له علامة على أنفه بالخطم عليه ، يعرف بها إلى موته ، وكنى بالخرطوم عن أنفه على سبيل الاستخفاف به ، لأن الخرطوم للفيل والخنزير، فإذا شبه أنف الإنسان به كان ذلك غاية في الإذلال والإهانة ، كما يعبر عن شفاه الناس بالمشافر، وعن أيديهم وأرجلهم بالأظلاف والحوافر ، قال ابن عباس : سنخطم أنفه بالسيف فنجعل ذلك علامة باقية على أنفه ما عاش ، وقد خطم يوم بدر بالسيف قال الإمام الفخر : لما كان الوجه أكرم موضع في الجسد، والأنف أكرم موضع من الوجه لإرتفاعه عليه ، ولذلك جعلوه مكان العزة والحمية ، واشتقوا منه الأنفة ، وقالوا في الذليل : رغم أنفه ، فعبر بالوسم على الخرطوم عن غاية الإذلال والإهانة ، لأن السمة على الوجه شين ، فكيف على أكرم موضع من الوجه ! ! ثم ذكر تعالى قصة أصحاب الحديقة وما ابتلاهم تعالى به من إتلاف الزروع والثمار ، وضربه مثلا لكفار مكة ، فقال سبحانه



[إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة] أي إنا اختبرنا أهل مكة بالقحط والجوع ، بدعوة رسول الله (ص) كما اختبرنا أصحاب البستان المشتمل علي أنواع الثمار والفواكه ، وكلفنا أهل مكة أن يشكروا ربهم على النعم ، كما كلفنا أصحاب الجنة أن يشكروا ربهم ويعطوا الفقراء حقوقهم ، قال المفسرون : كان لرجل مسلم بقرب (صنعاء) بستان فيه من أنواع النخيل والزروع والثمار ، وكان إذا حان وقت الحصاد ، دعا الفقراء فأعطاهم نصيبا وافرا منه ، وأكرمهم غاية الإكرام ، فلما مات الأب ورثه أبناؤه الثلاثة ، فقالوا : عيالنا كثير والمال قليل ، ولا يمكننا أن نعطي المساكين كما كان يفعل أبونا ، فتشاوروا فيما بينهم وعزموا على ألا يعطوا أحدا من الفقراء شيئا، وأن يجنوا ثمرها وقت الصباح خفية عنهم ، وحلفوا على ذلك ، فأرسل الله تعالى نارا على الحديقة ليلا أحرقت الأشجار، وأتلفت الثمار ، فلما أصبحوا ذهبوا إلى حديقتهم ، فلم يروا فيها شجرا ولا ثمرا، فظنوا أنهم أخطأوا الطريق ، ثم تبين لهم أنها بستانهم وحديقتهم ، وعرفوا أن الله تعالى عاقبهم فيها بنيتهم السيئة ، فندموا وتابوا بعد أن فات الأوان



[إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ] أي حين حلفوا ليقطعن ثمرها وقت الصباح ، قبل أن يخرج إليهم المساكين



[ولا يستثنون ] أي ولم يقولوا (إن شاء الله ) حين حلفوا ، كأنهم واثقون من الأمر



[فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ] أي فطرقها طارق من عذاب الله ، وهم في غفلة عما حدث ، لأنهم كانوا نياما، قال الكلبي : أرسل الله عليها نارا من السماء فاحترقت وهم نائمون



[فأصبحت كالصريم ] أي فأصبحت كالزرع المحصود إذا أصبح هشيما يابسا ، قال ابن عباس : أصبحت كالرماد الأسود ، قد حرموا خير جنتهم بذنبهم



[فتنادوا مصبحين ] أي نادى بعضهم بعضا حين أصبحوا ، ليمضوا على الميعاد إلى بستانهم



[أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين ] أي اذهبوا مبكرين إلى ثماركم وزروعكم وأعنابكم ، إن كنتم حاصدين للثمار ، تريدون قطعها



[فانطلقوا وهم يتخافتون ] أي فانطلقوا نحو البستان ، وهم يخفون كلامهم خوفا من أن يشعر بهم المساكين ، قائلين



[أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين ] أي لا تدخلوا في هذا اليوم أحدا من الفقراء إلى البستان ، ولا تمكنوه من الدخول



[وغدوا على حرد قادرين ] أي ومضوا على قصد وقدرة في أنفسهم ، يظنون أنهم تمكنوا من مرادهم ، قال ابن عباس : [على حرد] على قدرة وقصد ، وقال السدي : على حنق وغضب ، وقال الحسن : على فاقة وحاجة، وقول ابن عباس أظهر (( قال الطبري : وأولى الأقوال بالصواب قول من قال معناه : غدوا على أمر قد قصدوه واعتدوه واستسروه بينهم قادرين عليه ، وهو ترجيح لقول ابن عباس وهو الذي اخترناه وهو الأظهر، والله أعلم )).



[فلما رأوها قالوا إنا لضالون ] أي فلما رأوا حديقتهم سوداء محترقة ، قد استحالت من النضارة والبهجة ، إلى السواد والظلمة ، قالوا : لقد ضللنا الطريق إليها وليست هذه حديقتنا ! ! قال أبو حيان : كان قولهم ذلك في أول وصولهم إليها ، أنكروا أنها هي ، واعتقدوا أنهم أخطأوا الطريق ، ثم وضح لهم أنها هي ، وأنه أصابها من عذاب الله ما أذهب خيرها فقالوا عند ذلك



[بل نحن محرومون ] أي لسنا مخطئين للطريق ، بل نحن محرومون ، حرمنا ثمرها وخيرها بجنايتنا على أنفسنا



[قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون ]؟ أي قال أعقلهم وأفضلهم رأيا : هلا تسبحون الله فتقولون "سبحان الله" أو "إن شاء الله "! ! قال فى البحر : نبههم ووبخهم على تركهم ما حضهم عليه من التسبيح ، ولو ذكروا الله وإحسانه إليهم ، لامتثلوا ما أمر به من مواساة المساكين ، واقتفوا سنة أبيهم في ذلك ، فلما غفلوا عن ذكر الله ، وعزموا على منع المساكين ابتلاهم الله وقال الرازي : أن القوم حين عزموا على منع الزكاة ، واغتروا بمالهم وقوتهم ، قال الأوسط لهم : توبوا عن هذه المعصية قبل نزول العذاب ، فلما رأوا حالة البستان ذكرهم بالكلام الأول ، فاشتغلوا بالتوبة ولكن بعد خراب البصرة



[قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين ] أي فقالوا حينئذ : تنزه الله ربنا عن الظلم فيما فعل ، بل نحن كنا الظالمين لأنفسنا في منعنا حق المساكين



[فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ] أي يلوم بعضهم بعضا ، يقول هذا : أنت أشرت علينا بهذا الرأى ، ويقول ذاك : بل أنت ، ويقول آخر : آنت الذي خوفتنا الفقر ورغبتنا في جمع المال ، فهذا هو التلاوم



[قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين ] أي قالوا : يا هلاكنا وتعاستنا إن لم يغفر لنا ربنا، فقد كنا عاصين وباغين في منعنا الفقراء ، وعدم التوكل على الله ، قال الرازي : والمراد أنهم استعظموا جرمهم



[عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها] أي لعل الله يعطينا أفضل منها ، بسبب توبتنا واعترافنا بخطيئتنا



[إنا إلى ربنا راغبون ] أي فنحن راجون لعفوه ، طالبون لإحسانه وفضله . . ساق تعالى هذه القصة ، ليعلمنا أن مصير البخيل ومانع الزكاة إلى التلف ، وأنه يضن ببعض ماله في سبيل الله ، فيهلك كل ماله مصحوبا بغضب الله ، ولذلك عقب تعالى بعد ذكر هذه القصة بقوله



[كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ] أي مثل هذا العذاب الذي نزل بأهل الجنة ينزل بقريش ، ولعذاب الآخرة أعظم وأشد من عذاب الدنيا ، لو كان عندهم فهم وعلم ، قال ابن عباس : هذا مثل لأهل مكة حين خرجوا إلى بدر ، وحلفوا ألا يرجعوا إلى مكة ، حتى يقتلوا محمدا (ص) وأصحابه ، ويشربوا الخمور ، وتضرب القينات - المغنيات - على رءوسهم ، فأخلف الله ظنهم ، فقتلوا وأسروا وانهزموا ، كأهل هذه الجنة لما خرجوا عازمين على الصرام فخابوا . . ثم أخبر تعالى عن حال المؤمنين المتقين ، بعد أن ذكر حال المجرمين من كفار مكة ، فقال سبحانه



[إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم ] أي إن للمتقين في الآخرة حدائق وبساتين ، ليس فيها إلا النعيم الخالص ، الذي لا ثوبه كدر ولا منغص ، بخلاف حال الدنيا



[أفنجعل المسلمين كالمجرمين ]؟ الاستفهام للإنكار والتوبيخ ، أي أفنساوي بين المطيع والعاصى ، والمحسن والمجرم ؟



[ما لكم كيف تحكمون ]؟ تعجب منهم ، حيث أنهم يسوون المطيع بالعاصى ، والمؤمن بالكافر، فإن مثل هذا لا يصدر عن عاقل



[أم لكم كتاب فيه تدرسون ]؟ أي هل عندكم كتاب منزل من السماء تقرءون وتدرسون فيه



[إن لكم فيه لما تخيرون ] هذه الجملة مفعول لتدرسون أي تدرسون في هذا الكتاب أن لكم ما تشتهون وتطلبون ؟ وهذا توبيخ آخر للمشركين فيما كانوا يزعمونه من الباطل ، حيث قالوا : إن كان ثمة بعث وجزاء ، فسنعطى خيرا من المؤمنين ، كما أعطينا في الدنيا ، قال الطبري : وهذا توبيخ لهؤلاء القوم وتقريع لهم فيما كانوا يقولون من الباطل ، ويتمنون من الأماني الكاذبة



[أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة] أي هل لكم عهود ومواثيق مؤكدة من جهتنا ثابتة إلى يوم القيامة؟



[إن لكم لما تحكمون ] هذا جوابه أي إن لكم الذي تريدونه وتحكمون به ؟ قال ابن كثير : المعنى أمعكم عهود ومواثيق مؤكدة أنه سيحصل لكم ما تريدون وتشتهون



[سلهم أيهم بذلك زعيم ] أي سل يا محمد هؤلاء المكابرين ، أيهم كفيل وضامن بهذا الذي يزعمون ؟ وفيه نوع من السخرية والتهكم بهم ، حيث يحكمون بأمور خارجة عن العقول ، يرفضها المنطق وتأباها العدالة



[أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين ] أي أم لهم شركاء وأرباب يكفلون لهم بذلك ، فليأتوا بهم إن كانوا صادقين في دعواهم ، قال في التسهيل : وهذا تعجيز للكفار، والمراد : إن كان لكم شركاء يقدرون على شيء ، فأتوا بهم واحضروهم حتى نري حالهم . . ولما أبطل مزاعمهم وسفه أحلامهم ، شرع في بيان أهوال الآخرة وشدائدها فقال



[يوم يكشف عن ساق ] أي اذكر يا محمد لقومك ذلك اليوم العصيب ، الذي ينكشف فيه عن أمر فظيع شديد ، في غاية الهول والشدة ، قال ابن عباس : هو يوم القيامة يوم كرب وشدة وقال القرطبي : والأصل فيه أن من وقع في شيء يحتاج فيه إلى الجد شمر عن ساقه ، فاستعير الساق والكشف عنها في موضع الشدة كقول الراجز : قد كشفت عن ساقها فشدوا وجـدت الحـرب بكـم فجدوا



[ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ] أي ويدعى الكفار للسجود لرب العالمين فلا يستطيعون ، لأن ظهر أحدهم يصبح طبقا واحدا، وفي الحديث (يسجد لله كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا)



[خاشعة أبصارهم ] أي ذليلة متواضعة أبصارهم ، لا يستطيعون رفعها



[ترهقهم ذلة] أي تغشاهم وتلحقهم الذلة والهوان



[وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ] أي والحال أنهم كانوا في الدنيا يدعون إلى السجود ، وهم أصحاء الجسم معافون فيأبون ، قال الإمام الفخر : لا يدعون إلى السجود تعبدا وتكليفا، ولكن توبيخا وتعنيفا على تركهم السجود في الدنيا، ثم إنه تعالى يسلب عنهم القدرة على السجود ويحول بينهم وبين الاستطاعة، حتى تزداد حسرتهم وندامتهم على ما فرطوا فيه ، حين دعوا إليه في الدنيا وهم سالمو الأطراف والمفاصل



[فذرنى ومن يكذب بهذا الحديث ] أي اتركني يا محمد ومن يكذب بهذا القرآن لأكفيك شره ، وأنتقم لك منه ! ! وهذا منتهى الوعيد



[سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ] أي سنأخذهم بطريق الاستدراج بالنعم ، إلى الهلاك والدمار، من حيث لا يشعرون ، قال الحسن : كم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه قال الرازي : الاستدراج أن يستنزله إليه درجة درجة ، حتى يورطه فيه ، فكلما أذنبوا ذنبا ، جدد الله لهم نعمة، وأنساهم الاستغفار، فالاستدراج إنما حصل لهم من الإنعام عليهم ، لأنهم يحسبونه تفضيلا لهم على المؤمنين ، وهو في الحقيقة سبب لهلاكهم



[وأملى لهم ] أي أمهلهم وأطيل في أعمارهم ليزدادوا إثما



[إن كيدي متين ] أي إن انتقامي من الكافرين قوي شديد ، وفي الحديث (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) ثم قرأ [وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد] وإنما سمى إحسانه كيدا، كما سماه استدراجا، لكونه في صورة الكيد، فما وقع لهم من سعة الأرزاق ، وطول الأعمار ، وعافية الأبدان ، إحسان في الظاهر ، وبلاء في الباطن ، لأن المقصود معاقبتهم وتعذيبهم به



[أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون ] أي أتسألهم يا محمد غرامة مالية على تبليغ الرسالة ، فهم معرضون عن الإيمان ، بسبب ذلك التكليف الثقيل ببذلهم المال ؟ والغرض توبيخهم في عدم الإيمان ، فإن الرسول لا يطلب منهم شيئا من الأجر، قال الخازن : المعنى أتطلب منهم أجرا، فيثقل عليهم حمل الغرامات في أموالهم فيثبطهم عن الإيمان



[أم عندهم الغيب فهم يكتبون ] أي أم هل عندهم اللوح المحفوظ الذي فيه الغيب ، فهم ينقلون منه أنهم خير من أهل الإيمان ، فلذلك أصروا على الكفر والطغيان ؟ وهو استفهام على سبيل الإنكار والتوبيخ



[فاصبر لحكم ربك ] أي فاصبر يا محمد على أذاهم ، وأمض لما أمرت به من تبليغ رسالة ربك



[ولا تكن كصاحب الحوت ] أي ولا تكن في الضجر والعجلة، كيونس بن متى عليه السلام ، لما غضب على قومه لأنهم لم يؤمنوا، فتركهم وركب البحر ثم التقمه الحوت ، وكان من أمره ما كان



[إذ نادى وهو مكظوم ] أي حين دعا ربه في بطن الحوت ، وهو مملوء غما وغيظا بقوله [لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ]



[لولا أن تداركه نعمة من ربه ] اي لولا أن تداركته رحمة الله



[لنبذ بالعراء وهو مذموم ] أي لطرح في الفضاء الواسع الخالى من الأشجار والجبال ، وهو ملام على ما ارتكب ، ولكن الله أنعم عليه بالتوفيق للتوبة فلم يبق مذموما



[فاجتباه ربه فجعله من الصالحين ] أي فاصطفاه ربه واختاره لنفسه فجعله من المقربين ، قال ابن عباس : رد الله إليه الوحي وشفعه في قومه



[وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم ] أي ولقد كاد الكفار من شدة عداوتهم لك يا محمد، أن يصرعوك بأعينهم ويهلكوك ، من قولهم نظر إلى نظرى كاد يصرعنى ، قال ابن كثير: وفي الآية دليل على أن العين وإصابتها وتأثيرها حق ، بأمر الله عز وجل ، ويؤيده حديث (لو كان شيء يسبق القدر لسبقته العين )



[لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون ] أي حين سمعوك تقرأ القرآن ، ويقولون من شدة بغضهم وحسدهم لك : إن محمدا مجنون ، قال تعالى ردا عليهم



[وما هو إلا ذكر للعالمين ] أي وما هذا القرآن المعجز إلا موعظة وتذكير للإنس والجن ، فكيف ينسب من نزل عليه إلى الجنون ؟ ! ختم تعالى السورة ببيان عظمة القرآن ، كما بدأها ببيان عظمة الرسول ، ليتناسق البدء مع الختام ، فى أروع بيان وأجمل ختام ! !





البلاغة :



تضمنت السورة الكريمة وجوهأ من الفصاحة والبيان نوجزها فيما يلي :

1 - الجناس الناقص بين لفظي [مجنون ] و [ممنون ] لاختلاف الحرف الثانى .



2 - الوعيد والتهديد [فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون ] وحذف المفعول للتهويل .



3 - صيغ المبالغة في [حلاف ، هماز ، مشاء ، مناع ] وكذلك في [أثيم ، وزنيم ] .



4 - الاستعارة الفائقة [سنسمه على الخرطوم ] استعار الخرطوم للأنف لأن أصل الخرطوم للفيل ، واستعارته لأنف الإنسان تجعله في غاية الإبداع لأن الغرض الاستهانة به والاستخفاف .



5 - الطباق بين [المسلمين ] و [المجرمين ] وبين [ضل . . والمهتدين ] وهو من المحسنات البديعية .



6 - جناس الاشتقاق [فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ] .



7 - التقريع والتوبيخ [ما لكم كيف تحكمون ؟ أم لكم كتاب فيه تدرسون ]؟ والجمل التي بعدها .



8 - التشبيه المقلوب بجعل المشبه به مشبها والعكس [أفنجعل المسلمين كالمجرمين ]؟ لأن الأصل أفنجعل المجرمين كالمسلمين في الأجر والمثوبة؟ فقلب التشبيه ليكون أبلغ وأروع ، ويسمى (التشبيه المقلوب ) .



9 - الكناية الرائقة الفائقة [يوم يكشف عن ساق ] كناية عن شدة الهول ، وتفاقم الخطب يوم القيامة .



10 - السجع المرصع المحبوك ، كأنه الدر المنظوم ، اقرأ الآيات الكريمة [ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون . . ] إلخ وتدبر روعة القرآن ! !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://al-qudes.yoo7.com/u30contact
 
سورة القلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة قـــــــــــــــــــــــ
» سورة نــــــــــــــــــــــــــــوح
» سورة الجـــــــــــــــــــن
» سورة الملك
» سورة الفاتحة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة مسجد القدس :: ¨°o.O ( ..^ القسم الإسلامي والفقهي^.. ) O.o°¨ :: القرآن والتفسير-
انتقل الى:  
free counters