شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أخبار :.: رياضة :.: مقالات إسلامية :.: قصص :.: أصوات :.: أدعية وخطب :.: صور إسلامية :.: برامج وألعاب :.: جوال :.:  
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة الملك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد
عضو محترف
عضو محترف
محمد


نوع المتصفح نوع المتصفح : سورة الملك Fmfire10
الجنس ذكر

عدد المساهمات عدد المساهمات : 325

نقاط نقاط : 15269

السٌّمعَة : 1
العمر العمر : 29

الدولة سورة الملك Palest10

سورة الملك Empty
مُساهمةموضوع: سورة الملك   سورة الملك Emptyالثلاثاء 17 مايو - 14:17

سورة الملك

مكية وآياتها ثلاثون آية

بين يدي السورة

* سورة الملك من السور المكية ، شأنها شأن سائر السور المكية ، التي تعالج موضوع العقيدة في أصولها الكبرى ، وقد تناولت هذه السور أهدافا رئيسية ثلاثة وهي (إثبات عظمة الله وقدرته على الإحياء والإماتة . . وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين . . ثم بيان عاقبة المكذبين الجاحدين للبعث والنشور) .



* ابتدأت السورة الكريمة بتوضيح الهدف الأول ، فذكرت أن الله جل وعلا بيده الملك والسلطان ، وهو المهيمن على الأكوان ، الذي تخضع لعظمته الرقاب ، وتعنو له الجباه ، وهو المتصرف في الكائنات بالخلق والإيجاد ، والإحياء والإماتة [تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ] الآيات .



* ثم تحدثت عن خلق السموات السبع ، وما زين الله به السماء الدنيا من الكواكب الساطعة ، والنجوم اللامعة ، وكلها أدلة على قدرة الله ووحدانيته [الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت . . ] الآيات .



* ثم تناولت الحديث عن المجرمين بشيء من الإسهاب ، وهم يرون جهنم تتلظى ، وتكاد تتقطع من شدة الغضب ، والغيظ على أعداء الله ، وقارنت بين مآل الكافرين والمؤمنين ، على طريقة القرآن في الجمع بين الترهيب والترغيب [إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور . . ] الآيات .



* وبعد أن ساقت بعض الأدلة والشواهد على عظمة الله وقدرته ، حذرت من عذابه وسخطه ، أن يحل بأولئك الكفرة الجاحدين [ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور . . ] الآيات .



* وختمت السورة الكريمة بالإنذار والتحذير للمكذبين بدعوة الرسول ، من حلول العذاب بهم في الوقت الذي كانوا يتمنون فيه موت الرسول (ص)، وهلاك المؤمنين [قل أرآيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم ]؟ الآيات ، ويا له من وعيد شديد ، ترتعد له الفرائص ! ! .



فضلها:

تسمى هذه السورة "الواقية" و "المنجية" لأنها تقي قارئها من عذاب القبر، فقد قال (ص) (هي المانعة وهي المنجية، تنجي من عذاب القبر).



قال الله تعالى : [تبارك الذي بيده الملك . . . ] إلى قوله [فمن يأتيكم بماء معين ] من آية (1) إلى آية (30) نهاية السورة الكريمة .



اللغة :



[طباقا] بعضها فوق بعض ، من طابق النعل بالنعل إذا قطعه بقدره وجعله فوقه



[فطور] شقوق وخروق ، من فطر بمعنى شق ، قال الشاعر: بنى لكـم و بلا عمد سـماء وسواها فـما فيها فطـور



[حسير] كليل من الحسور وهو الإعياء ، يقال : حسر البعير إذا كل وانقطع ، قال الشاعر : نظرت إليها بالمحصب من منى فعاد إلى الطرف وهو حسير



[شهيقا] صوتا منكرا كصوت الحمير



[تمير] تتقطع وينفصل بعضها من بعض ، وأصلها تتميز حذفت إحدى التاءين تخفيفا



[مناكبها] أطرافها ونواحيها ، وأصل المنكب : الجانب ومنه منكب الرجل



[لجوا] تمادوا وأصروا



[تمور] ترتج وتضطرب



[زلفة] قريبا منهم



[غورا] غائرا ذاهبا في الأرض .



التفسير:

[تبارك الذي بيده الملك ] أي تمجد وتعالى الله العلى الكبير، المفيض على المخلوقات فنون الخيرات ، الذي بقبضة قدرته ملك السموات والأرض ، يتصرف فيهما كيف يشاء ، قال ابن عباس : بيده الملك ، يعز من يشاء ويذل من يشاء، ويحيى ويميت ، ويغني ويفقر، ويعطى ويمنع



[وهو على كل شيء قدير] أي وهو القادر على كل شيء له القدرة التامة، والتصرف الكامل في كل الأمور، من غير منازع ولا مدافع . . ثم بين تعالى طرفا من آثار قدرته ، وجليل حكمته ، فقال سبحانه



[الذي خلق الموت والحياة] أي أوجد في الدنيا الحياة والموت ، فأحيا من شاء وأمات من شاء ، وهو الواحد القهار، وإنما قدم الموت لأنه أهيب في النفوس وأفزع ، قال العلماء : ليس الموت فناء وانقطاعا بالكلية عن الحياة، وإنما هو انتقال من دار إلى دار، ولهذا ثبت في الصحيح أن الميت يسمع ، ويرى ، ويحس وهو في قبره ، كما قال عليه السلام (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم ) الحديث وقال ، : (والذي نفسى بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، لكنهم لا يجيبون ) فالموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ، ومفارقتها للجسد



[ليبلوكم أيكم أحسن عملا] أي ليمتحنكم ويختبركم - أيها الناس - فيرى المحسن منكم من المسيء ، قال القرطبي : أي يعاملكم معاملة المختبر، فإن الله تعالى عالم بالمطيع والعاصي أزلا



[وهو العزيز] أي الغالب في انتقامه ممن عصاه



[الغفور] لذنوب من تاب وأناب إليه



[الذي خلق سبع سموات طباقا] أي خلق سبع سموات متطابقة ، بعضها فوق بعض ، كل سماء كالقبة للأخري



[ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ]أي لست ترى أيها السامع في خلق الرحمن البديع من نقص أو خلل ، أو اختلاف أو تنافر، بل هى في غاية الإحكام والإتقان ، وإنما قال [في خلق الرحمن ] ولم يقل "فيهن " تعظيما لخلقهن ، وتنبيها على باهر قدرة الله



[فارجع البصر هل ترى من فطور]؟ أي فكرر النظر في السموات ، وردده في خلقهن المحكم ، هل ترى من شقوق وصدوع ؟



[ثم ارجع البصر كرتين ] أي ثم ردد النظر مرة بعد أخرى ، وانظر بعين الاعتبار في هذه السموات العجيبة، مرة بعد مرة



[ينقلب إليك البصر خاسئا] أي يرجع إليك بصرك خاشعا ذليلا ، لم ير ما تريد



[وهو حسير] أي وهو كليل متعب ، قد بلغ الغاية في الإعياء ، قال الإمام الفخر : المعنى إنك إذا كررت نظرك لم يرجع إليك بصرك ، بما طلبته من وجود الخلل والعيب ، بل رجع خاسئا مبعدا لم ير ما يهوى مع الكلل والإعياء وقال القرطبى : أي ردد طرفك وقلب البصر في السماء [كرتين ] أي مرة بعد أخرى ، يرجع إليك البصر خاشعا صاغرا، متباعدا عن أن يرى شيئا من ذلك العيب والخلل ، وإنما أمر بالنظر كرتين ، لأن الإنسان إذا نظر في الشيء مرة لا يرى عيبه ، ما لم ينظر إليه مرة أخرى، والمراد بالكرتين التكثير بدليل قوله [ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير] وهو دليل على كثرة النظر . . ثم بين تعالى ما زين به السماء من النجوم الزاهرة، والكواكب الساطعة، فقال سبحانه



[ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح ] اللام لام القسم و [قد] للتحقيق ، والمعنى : والله لقد زينا السماء القريبة منكم أيها الناس ، بكواكب مضيئة ساطعة ، هي السماء الأولى أقرب السموات إلى الأرض ، قال المفسرون : سميت الكواكب مصابيح لإضاءتها بالليل إضاءة السراج



[وجعلناها رجوما للشياطين ] أي وجعلنا لها فائدة أخرى وهي رجم أعدائكم الشياطين ، الذين يسترقون السمع ، قال قتادة : خلق الله تعالى النجوم لثلاث : زينة للسماء ، ورجوما للشياطين ، وعلامة يهتدى بها في البر والبحر وقال الخازن : فإن قيل : كيف تكون زينة للسماء ، ورجوما للشياطين ، وكونها زينة يقتضي بقاءها ، وكونها رجوما يقتضي زوالها ، فكيف الجمع بين هاتين الحالتين ؟ فالجواب أنه ليس المراد أنهم يرمون بأجرام الكواكب ، بل يجوز أن تنفصل من الكواكب شعلة، وترمى الشياطين بتلك الشعلة وهي الشهب ، ومثلها كمثل قبس يؤخذ من النار وهي على حالها، أقول : ويؤيده قوله تعالى [إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ] فعلى هذا ، الكواكب لا يرجم بها ، وإنما الرجم بالشهب



[وأعتدنا لهم عذاب السعير] أي وهيأنا وأعددنا للشياطين في الآخرة - بعد الإحراق بالشهب في الدنيا - العذاب المستعر، وهو النار الموقدة



[وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم ] أي وللكافرين بربهم ، عذاب جهنم أيضا، فليس العذاب مختصا بالشياطين ، بل هو لكل كافر بالله من الإنس والجن



[وبئس المصير] أي وبئست النار مرجعا ومصيرا للكافرين . . ثم وصف تعالى جهنم وما فيها من العذاب والأهوال والأغلال ، فقال سبحانه



[إذا ألقوا فيها] أي إذا قذفوا وطرحوا في جهنم ، كما يطرح الحطب فى النار العظيمة



[سمعوا لها شهيقا] أي سمعوا لجهنم صوتا منكرا فظيعا كصوت الحمار، لشدة توقدها وغليانها قال ابن عباس : الشهيق لجهنم عند إلقاء الكفار فيها ، تشهق إليهم شهقة البغلة للشعير، ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف



[وهي تفور] أي وهي تغلى بهم كما يغلي المرجل - القدر - من شدة اللهب ، ومن شدة الغضب ، قال مجاهد : تفور بهم كما يفور الحب القليل في الماء الكثير



[تكاد تميز من الغيظ ] أي تكاد جهنم تتقطع وينفصل بعضها من بعض ، من شدة غيظها وحنقها على أعداء الله



[كلما ألقي فيها فوج ] أي كلما طرح فيها جماعة من الكفرة



[سألهم خزنتها] أي سألتهم الملائكة الموكلون على جهنم - وهم الزبانية - سؤال . توبيخ وتقريع



[ألم يأتكم نذير] أي ألم يأتكم رسول ينذركم ويخوفكم من هذا اليوم الرهيب ؟ قال المفسرون : وهذا السؤال زيادة لهم في الإيلام ، ليزدادوا حسرة فوق حسرتهم ، وعذابا فوق عذابهم



[قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا] أي أجابوا نعم لقد جاءنا رسول منذر، وتلا علينا آيات الله ، ولكننا كذبناه وأنكرنا رسالته



[وقلنا ما نزل الله من شيء ] أي وقلنا إمعانا في التكذيب وتماديا في التنكير : ما انزل الله شيئا من الوحي على أحد ، قال الرازي : هذا اعتراف منهم بعدل الله ، واقرار بأن الله أزاح عللهم ببعثة الرسل الكرام ، ولكنهم كذبوا الرسل وقالوا ما نزل الله من شيء



[إن أنتم إلا في ضلال كبير] هذا من تتمة كلام الكفار أي ما أنتم يا معشر الرسل إلا في بعد عن الحق ، وضلال واضح عميق



[وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ] أي وقال الكفار: لو كانت لنا عقول ننتفع بها أو كنا نسمع سماع طالب للحق ، ملتمس للهدى



[ما كنا في أصحاب السعير] أي ما كنا نستوجب الخلود في جهنم



[فاعترفوا بذنبهم ] أي فأقروا بإجرامهم وتكذيبهم للرسل



[فسحقا لأصحاب السعير] أي فبعدا وهلاكا لأهل النار، قال ابن كثير : عادوا على أنفسهم بالملامة ، وندموا حيث لا تنفعهم الندامة، والجملة دعائية أي أبعدهم الله من رحمته وسحقهم سحقا . . ثم لما ذكر حال الأشقياء الكفار، أتبعه بذكر حال السعداء الأبرار، فقال سبحانه



[إن الذين يخشون ربهم بالغيب ] أي يخافون ربهم مع أنهم لم يروه ، ويكفون عن المعاصي طلبا لمرضاة الله



[لهم مغفرة وأجر كبير] أي لهم عند الله مغفرة عظيمة لذنوبهم ، وثواب جزيل لا يعلم قدره غير الله تعالى



[وأسروا قولكم أو اجهروا به ] الخطاب لجميع الخلق أي أخفوا قولكم وكلامكم أيها الناس ، أو أعلنوه وأظهروه !! فسواء أخفيتموه أو أظهرتموه فإن الله يعلمه



[إنه عليم بذات الصدور] أي لأنه تعالى العالم بالخفايا والنوايا ، يعلم ما يخطر في القلوب ، وما توسوس به الصدور، قال ابن عباس : نزلت في المشركين كانوا ينالون من رسول الله (ص) فيخبره جبريل بما قالوا، فقال بعضهم لبعض : أسروا قولكم حتى لا يسمع إله محمد فيطلعه على ما نقول !! فأخبره الله أنه لا تخفى عليه خافية



[ألا يعلم من خلق ]؟ أي ألا يعلم الخالق مخلوقاته ؟ كيف لا يعلم من خلق الأشياء وأوجدها، سر المخلوق وجهره ؟



[وهو اللطيف الخبير] أي وألحال أنه اللطيف بالعباد ، الذي يعلم دقائق الأمور وغوامضها ، الخبير الذي لا يعزب عن علمه شيء ، فلا تتحرك ذرة، ولا تسكن أو تضطرب نفس ، إلا وعنده خبرها! ! ثم ذكر تعالى دلائل قدرته ووحدانيته ، وآثار فضله وامتنانه على العباد فقال



[هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا] أي الله جل وعلا جعل لكم الأرض لينة سهلة المسالك



[فامشوا في مناكبها] أي فاسلكوا أيها الناس في جوانبها وأطرافها ، قال ابن كثير : أي فسافروا حيث شئتم من أقطارها ، وترددوا في أقاليمها وأرجائها للمكاسب والتجارات



[وكلوا من رزقه ] أي وانتفعوا بما أنعم به جل وعلا عليكم من أنواع الكسب والرزق ، قال الألوسي : كثيرا ما يعبر عن وجوه الانتفاع بالأكل ، لأنه الأهم الأعم ، وفي الآية دليل على ندب التسبب والكسب ، وهو لا ينافي التوكل ، فقد مر عمر رضى الله عنه بقوم فقال : من أنتم ؟ فقالوا : المتوكلون ، فقال : بل أنتم المتواكلون ، إنما المتوكل رجل ألقى حبه في بطن الأرض ، وتوكل على ربه عز وجل



[وإليه النشور] أي ثم إليه تعالى المرجع بعد الموت والفناء ، للحساب والجزاء . . ثم توعد تعالى كفار مكة المكذبين لرسول الله (ص) فقال سبحانه



[ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ] أي هل أمنتم يا معشر الكفار ربكم العلى الكبير، أن يخسف بكم الأرض فيغيبكم في مجاهلها، بعد ما جعلها لكم ذلولا تمشون في مناكبها؟



[فإذا هي تمور] أي فإذا بها تضطرب ، وتهتز بكم هزا شديدا عنيفا، قال الرازي : والمراد أن الله تعالى يحرك الأرض عند الخسف بهم حتى تضطرب وتتحرك ، فتعلو عليهم وهم يخسفون فيها فيذهبون ، والأرض فوقهم تمور فتلقيهم إلى أسفل سافلين



[أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا] أي هل أمنتم الله العلى الكبير، أن يرسل عليكم حجارة من السماء ، كما أرسلها على قوم لوط وأصحاب الفيل ؟



[فستعلمون كيف نذير] أي فستعلمون عند معاينة العذاب ، كيف يكون إنذاري وعقابي للمكذبين ! ! وفيه وعيد وتهديد شديد ، وأصلها [نذيري ] و [نكيري ] حذفت الياء مراعاة لرءوس الآيات



[ولقد كذب الذين من قبلهم ] أي ولقد كذب كفار الأمم السابقة رسلهم ، كقوم نوح ، وعاد ، وثمود وأمثالهم ، وهذا تسلية للرسول (ص) وتهديد لقومه المشركين



[فكيف كان نكير] أي فكيف كان إنكاري عليهم بنزول العذاب ؟ ألم يكن في غاية الهول والفظاعة؟ ثم لما حذرهم ما عسى أن يحل بهم من الخسف وارسال الحاصب ، نبههم على الاعتبار بالطير، وما أحكم الله من خلقها، وعن عجز آلهتهم المزعومة عن خلق شىء من ذلك ، فقال سبحانه



[أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ] أي أولم ينظروا نظر اعتبار إلى الطيور فوقهم ، باسطات أجنحتهن في الجو، عند طيرانها وتحليقها، [ويقبضن ] أي ويضممنها إذا ضربن بها جنوبهن ، وقتا بعد وقت ؟ ولما كان الغالب هو فتح الجناحين ، فكأنه هو الثابت عبر عنه بالإسم [صافات ] وكان القبض متجددا عبر عنه بالفعل [ويقبضن ] قال في التسهيل : فإن قيل : لم لم يقل "قابضات " على طريقة [صافات ]؟ فالجوآب أن بسط الجناحين هو الأصل في الطيران ، كما أن مد الأطراف هو الأصل في السباحة ، فذكره بصيغة اسم الفاعل [صافات ] لدوامه وكثرته ، وأما قبض الجناحين فإنما يفعله الطائر قليلا ، للاستراحة والاستعانة، فلذلك ذكره بلفظ الفعل لقلته



[ما يمسكهن إلا الرحمن ] أي ما يمسكهن في الجو عن السقوط في حال البسط والقبض ، إلا الخالق الرحمن الذي وسعت رحمته كل ما في الأكوان ، قال الرازي : وذلك أنها مع ثقلها وضخامة أجسامها ، لم يكن بقاؤها في جو الهواء ، إلا بإمساك الله وحفظه ، وإلهامها إلي كيفية البسط والقبض ، المطابق للمنفعة من رحمة الرحمن



[إنه بكل شيء بصير] أي يعلم كيف يخلق ، وكيف يبدع العجائب ، بمقتضى علمه وحكمته . . ثم وبخ تعالى المشركين في عبادتهم لما لا ينفع ولا يسمع ، فقال سبحانه



[أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن ]؟ أي من هذا الذي يستطيع أن يدفع عنكم عذاب الله ، من الأنصار والأعوان ؟ ! قال ابن عباس : أي من ينصركم مني إن أردت عذابكم



[إن الكافرون إلا في غرور] أي ليس الكافرون في اعتقادهم أن آلهتهم تنفع أو تضر، إلا في جهل عظيم ، وضلال مبين ، حيث ظنوا الأوهام حقائق ، فاعتزوا بالأوثان والأصنام



[أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه ]؟ أي من هذا الذي يرزقكم غير الله ، إن منع الله عنكم رزقه ؟ والخطاب في الآيتين للكفار على وجه التوبيخ والتهديد، وإقامة الحجة عليهم



[بل لجوا في عتو ونفور] أي بل تمادوا في الطغيان ، وأصروا على العصيان ، ونفروا عن الحق والإيمان . . ثم ضرب تعالي مثلا للكافر والمؤمن رائعا، فقال سبحانه :



[أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم ]؟ أي هل من يمشى منكسا رأسه ، لا يرى طريقه فهو يخبط خبط عشواء، مثل الأعمى الذي يتعثر كل ساعة فيخر لوجهه ، هل هذا أهدى أم من يمشي منتصب القامة، يرى طريقه ولا يتعثر في خطواته ، لأنه يسير على طريق بين واضح ؟ قال المفسرون : هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر، فالكافر كالأعمى الماشي على غير هدى وبصيرة، لا يهتدي إلى الطريق ، فيتعسر ولا يزال ينكب على وجهه ، والمؤمن كالرجل السوي الصحيح البصر، الماشي على الطريق المستقيم ، فهو آمن من الخبط والعثار، هذا مثلهما في الدنيا، وكذلك يكون حالهما في الآخرة، المؤمن يحشر يمشي سويا على صراط مستقيم ، والكافر يحشر يمشى على وجهه إلى دركات الجحيم ، قال قتادة : الكافر أكب على معاصي الله ، فحشره يوم القيامة على وجهه ، والمؤمن كان على الدين الواضح ، فحشره الله على الطريق السوي يوم القيامة (( قال ابن كثير: هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر، فالكافر مثله فيما هو فيه من الضلالة كمثل من يمشي مكبا على وجهه أي منحنيا لا مستويا، لا يدري أين يسلك ولا كيف يذهب ، فهو تائه حائر ضال ، والمؤمن يمشي منتصب القامة على طريق واضح بين ، أيهما أهدى سبيلا أهذا أم ذاك ! ! )) وقال ابن عباس : هو مثل لمن سلك طريق الضلالة ولمن سلك طريق الهدى (( قال ابن عطية : المراد نفي الشكر، فعبر بالقلة كما تقول العرب : هذه أرض قل ما تنبت كذا وهي لا تنبته البتة )) ثم ذكرهم تعالى بنعمه الجليلة، ليعرفوا قبح ما هم عليه من الكفر والإشراك ، فقال سبحانه



[قل هو الذي أنشئكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة] أي قل لهم يا أيها الرسول : الله جل وعلا هو الذي أوجدكم من العدم ، وأنعم عليكم بهذه النعم "السمع والبصر والعقل " وخص هذه الجوارح بالذكر ، لأنها أداة العلم والفهم



[قليلا ما تشكرون ] أي قلما تشكرون ربكم على نعمه التي لا تحصى ، قال الطبري : أي قليلا ما تشكرون ربكم على هذه النعم التي أنعم بها عليكم



[قل هو الذى ذرأكم في الأرض ] أي خلقكم وكثركم في الأرض



[وإليه تحشرون ] أي إليه وحده مرجعكم للحساب والجزاء



[ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ] أي متى يكون الحشر والجزاء الذي تعدوننا به ؟ إن كنتم صادقين فيما تخبروننا به ، من مجيء الساعة والحشر والنشر؟ وهذا استهزاء منهم



[قل إنما العلم عند الله ] أي قل لهم يا محمد : علم وقت قيام الساعة، ووقت العذاب عند الله تعالى لا يعلمه غيره



[وإنما أنا نذير مبين ] أي وما أنا إلا رسول منذر، أخوفكم عذاب الله امتثالا لأمره . . ثم أخبر تعالى عن حال المشركين ، في ذلك اليوم العصيب ، فقال سبحانه



[فلما رأوه زلفة] أي فلما رأوا العذاب قريبا منهم ، وعاينوا أهوال القيامة



[سيئت وجوه الذين كفروا] أي ظهرت على وجوههم آثار الاستياء ، فعلتها الكآبة والغم والحزن ، وغشيها الذل والانكسار، قال في البحر : أي ساءت رؤية العذاب وجوههم ، وظهر فيها السوء والكآبة ، كمن يساق إلى القتل



[وقيل هذا الذي كنتم به تدعون ] أي وقالت لهم الملائكة توبيخا وتبكيتا : هذا الذين كنتم تطلبونه في الدنيا وتستعجلونه استهزاء وتكذيبا



[قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا] أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يتمنون هلاكك : أخبروني إن أماتنى الله ومن معى من المؤمنين ، أو رحمنا بتأخير آجالنا



[فمن يجير الكافرين من عذاب أليم ] أي فمن يحميكم من عذاب الله الأليم ، ووضع لفظ [الكافرين ] عوضا عن الضمير "يجيركم " تشنيعا وتسجيلا عليهم بالكفر، قال المفسرون : كان الكفار يتمنون هلاك النبي (ص) والمسلمين ، فأمره الله أن يقول لهم : إن أهلكنى الله بالإماتة ، وأهلك من معي ، فأي راحة وأي منفعة لكم فيه ، ومن الذي يجيركم من عذاب الله إذا نزل بكم ؟ هل تظنون أن الأصنام تختصكم ؟ وتنقذكم من العذاب الأليم



[قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا] أي قل لهم : آمنا بالله الواحد الأحد ، وعليه اعتمدنا في جميع أمورنا ، لا على الأموال والرجال



[فستعلمون من هو في ضلال مبين ] أي فسوف تعلمون عن قريب ، من هو في الضلالة نحن أم أنتم ؟ وفيه تهديد للمشركين



[قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا] أي قل لهم يا محمد : أخبرونى إذا صار الماء غائرا، ذاهبا في أعماق الأرض ، بحيث لا تستطيعون إخراجه



[فمن يأتيكم بماء معين ] أي فمن الذي يخرجه لكم ، حتى يكون ظاهرا جاريا على وجه الأرض ؟ هل يأتيكم غير الله به ؟ فلم تشركون مع الخالق الرازق غيره ، من الأصنام والأوثان ؟ وهي لا ترى ولا تسمع ، ولا تضر ولا تنفع ؟



البلاغة:



تضمنت السورة الكريمة وجوها من البيان والبديع هي الآتي :

1 - الطباق بين [ الموت . . والحياة] وبين [وأسروا ] [اجهروآ] وبين [صافات . . ويقبضن ] لأن المعنى صافات وقابضات .



2 - وضع الموصول للتفخيم والتعظيم [الذي بيده الملك ] أي له الملك والسلطان ، والتصرف في الأكوان .



3 - الاطناب بتكرار الجملة مرتين زيادة قي التذكير والتنبيه [فارجع البصر . . ثم ارجع البصر كرتين ] وكذلك [ما كنا في أصحاب السعير . . فسحقا لأصحاب السعير] .



4 - الاستفهام الانكاري للتقريع والتوبيخ [ألم يأتكم نذير] ؟



5 - المقابلة [وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم ] قابله بقوله [إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة] وهو من المحسنات البديعية .



6 - الاستعارة المكنية [تكاد تميز من الغيظ ] شبه جهنم في شدة غليانها ولهبها، بإنسان شديد الغيظ والحنق على عدوه ، يكاد يتقطع من شدة الغيظ ، وحذف المشبه به ورمز إليه بشىء من لوازمه وهو الغيظ الشديد بطريق الاستعارة المكنية .



7 - الاستعارة التمثيلية [أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم ] وردت هذه الاستعارة اللطيفة ، بطريق التمثيل ، للمؤمن والكافر، فالمؤمن يمشى سويا على صراط مستقيم ، والكافر يمشي مكبا على وجهه إلى طريق الجحيم ، ويا لها من استعارة رائعة! !



8 - السجع المرصع مراعاة لرءوس الآيات مثل [فستعلمون كيف نذير] [فكيف كان نكير] ؟ [إنه بكل شيء بصير].



تنبيه هام :

السماء محدودة لها طول ولها عرض ، والمحدود لا يمكن أن يحيط بالخالق الموجود سبحانه وتعالى ، فلا يصح أن نفهم من قوله تعالى : [ءأمنتم من في السماء] أن الله تعالى داخل السماء ، وأن السماء محيطة به ، كما يحيط البيت بساكنه ، فهذا ظن خاطىء وفهم سقيم ، قال ابن تيمية : ويصان ربنا عن الظنون والأوهام الخاطئة، كأن يعتقد الإنسان من قوله تعالى [ءأمنتم من في السماء] أن السماء تظله أو تقئه ، فإن ذلك خطأ فاحش [وسع كرسيه السموات والأرض . . ] انظر الفتاوى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://al-qudes.yoo7.com/u30contact
 
سورة الملك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة مسجد القدس :: ¨°o.O ( ..^ القسم الإسلامي والفقهي^.. ) O.o°¨ :: القرآن والتفسير-
انتقل الى:  
free counters