شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أخبار :.: رياضة :.: مقالات إسلامية :.: قصص :.: أصوات :.: أدعية وخطب :.: صور إسلامية :.: برامج وألعاب :.: جوال :.:  
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة التحريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد
عضو محترف
عضو محترف
محمد


نوع المتصفح نوع المتصفح : سورة التحريم Fmfire10
الجنس ذكر

عدد المساهمات عدد المساهمات : 325

نقاط نقاط : 15269

السٌّمعَة : 1
العمر العمر : 29

الدولة سورة التحريم Palest10

سورة التحريم Empty
مُساهمةموضوع: سورة التحريم   سورة التحريم Emptyالثلاثاء 17 مايو - 14:16

سورة التحريم

مدنية وآياتها اثنتا عشرة آية

بين يدي السورة

* سورة التحريم من السور المدنية التي تتناول الشئون التشريعية، وهي هنا تعالج قضايا وأحكامأ تتعلق "ببيت النبوة" وبأمهات المؤمنين أزواج رسول الله (ص) الطاهرات ، وذلك في إطار تهيئة (البيت المسلم ) ، والنموذج الأكمل للأسرة السعيدة ، المتمسكة بآداب بالإسلام .



* تناولت السورة الكريمة في البدء الحديث عن تحريم الرسول (ص)لجاريته ومملوكته "مارية القبطية" على نفسه ، وامتناعه عن معاشرتها إرضاء لرغبة بعض زوجاته الطاهرات ، وجاء العتاب له لطيفا رقيقا، يشف عن عناية الله بعبده ورسوله محمد (ص)أن يضيق على نفسه ما وسعه الله له [يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك . . ] الآية .



* ثم تناولت السورة أمرا على جانب كبير من الخطورة، ألا وهو "إفشاء السر" الذي يكون بين الزوجين ، والذي يهدد الحياة الزوجية، وضربت المثل على ذلك برسول الله (ص)حين أسر إلى حفصة بسر واستكتمها إياه ، فأفشته إلى عائشة، حتى شاع الأمر وذاع ، مما أغضب الرسول حتى هم بتطليق أزواجه [وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حدبثا . . ] الآية .



* وحملت السورة الكريمة حملة شديدة عنيفة، على أزواج النبي (ص)حين حدث ما حدث بينهن من التنافس ، وغيرة بعضهن من بعض ، لأمور يسيرة، وتوعدتهن بإبدال الله لرسوله (ص) بنساء خير منهن ، انتصارا لرسول الله (ص) [عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ، مسلمات ، مؤمنات ، قانتات ، تائبات . . ] ا لآية .



* وختمت السورة بضرب مثلين : مثل (للزوجة الكافرة) في عصمة الرجل الصالح المؤمن ، ومثل! (للزوجة المؤمنة) في عصمة الرجل الفاجر الكافر، تنبيها للعباد على أنه لا يغني في الآخرة أحد عن أحد، ولا ينفع حسب ولا نسب ، إذا لـم يكن عمل الإنسان صالحا [ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما - أي كفرتا بالله ولم تؤمنا - فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل أدخلا النار مع الداخلين وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة . . ] الآيات . وهو ختم رائع يتناسق مع جو السورة وهدفها في ترسيخ دعائم الفضيلة والإيمان .



قال الله تعالى : [يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك . . ] إلى قوله [وكانت من القانتين ] . من آية (1) إلى آية (12) نهابة السورة الكريمة .



اللغة:



[تحلة] تحليل اليمين بالكفارة



[صغت ] مالت عن الحق وزاغت ، وأصغى الإناء أماله



[قانتات ] مطيعات من القنوت وهو ملازمة الطاعة مع الخضوع



[نصوحا] خالصة صادقة ، والتوبة الئصوح هي التي لا عودة بعدها إلى الذنب ، سميت نصوحا لما فيها من الصدق والإخلاص ، يقال : هذا عسل ناصح إذا خلص من الشمع



[أغلظ ] من الغلظة وهي الشدة



[أحصنت ] عفت وصانت نفسها عن مقارفة الفاحشة .



سبب النزول :

أ - روي أن النبي (ص) كان يقسم بين نسائه ، فلما كان يوم حفصة استأذنت رسول الله (ص) في زيارة أبويها فأذن لها ، فلما خرجت أرسل إلى جاريته "مارية القبطية" فعاشرها في بيت حفصة ، فرجعت فوجدتها في بيتها ، فغارت غيرة شديدة ، وقالت : أدخلتها بيتي في غيابي ، وعاشرتها على فراشي ؟ ! ما أراك فعلت هذا إلا لهواني عليك ! فقال لها رسول الله (ص) مسترضيا لها : إني حرمتها علي ، وأبشرك بأن أباك عمر ، وأبا بكر سيكونان خليفتين بعدي ، ولا تخبري بذلك أحدا !! فلما خرج من عندها قرعت حفصة الجدار الذي بينها وبين عائشة - وكانتا متصافيتين - وأخبرتها بسر النبي (ص) فغضب رسول الله (ص) وحلف ألا يدخل على نسائه شهرا واعتزلهن فأنزل الله [يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك . . ] الآية.



ب - وروي أن رسول الله (ص)*،كان يدخل على زوجه "زينب "، رضي الله عنها فيشرب عندها عسلا، فاتفقت عانعة وحفصة على أن تقول له كل واحدة إذا دنا منها : أكلت مناقير - وهو طعام حلو كريه الريح - فلما مر على حفصة قالت له ذلك ، ئم دخل على عائشة فقالت له مثل ذلك - وكان (ص)يكره أن توجد منه رائحة كريهة - فقال عليه السلام : لا، ولكني شربت عسلا عند زينب ولن أعود له وحلف فنزلت [يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك . . ] الآيات (( الرواية الأولى عند المفسرين أشهر في سبب النزول ، وهي أن الرسول (ص) حرم عليه "مارية القبطية" وقد أخرجها الدارقطنى عن ابن عباس ، والرواية الثانية ذكرت في الصحيحين بأوسع من هذا وهي أصح إسنادا من الأولى، ولكن كونها سببا للنزول مستبعد، والذي يرجح الرواية الأولى أمور : أن مثل تحريم بعض النساء مما يبتغى به مرضاة بعض الزوجات لا شرب العسل أو عدمه ، ثانيا أن الاهتمام بإنزال سورة فيها الوعيد والتهديد لأزواج رسول الله بالطلاق واستبدالهن بنساء خير منهن ، وأن الله وملائكته وصالح المؤمنين عون لرسول الله (ص) ، يدل على وجود تنافس بينهن وغيرة بعضهن من بعض، مما أدى إلى إيذاء رسول الله (ص) فعلا حتى حرم بعض جواريه إرضاء لهن ، واستكتم البعض منهن الأمر فأفشين السر، وهذا يرجح ما ذكرناه وقد قال العلامة ابن كثير : وكون قضية شرب العسل سببا للنزول فيه نظر، والله أعلم )) .



التفسير:



[يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك ] الخطاب بلفظ النبوة، شعر بالتوقير والتعظيم ، والتنويه بمقامه الرفيع الشريف ، فلم يخاطبه باسمه العلم ، كما خاطب سائر الرسل ، بقوله "يا إبراهيم ، يا نوح ، يا عيسى ابن مريم " وإنما خاطبه بلفظ النبوة أو الرسالة ، وذلك أعظم دليل! وبرهان على أنه - صلوات الله عليه - أفضل الأنبياء والمرسلين ، ومعنى الآية : يا أيها الموحى إليه من السماء ،المنبأ بواسطة الأمين جبريل عليه السلام ، لماذا تمنع نفسك مما أحل الله لك من النساء؟ ! قال المفسرون : إن رسول الله (ص)خلا بأم ولده "مارية" في بيت حفصة وعلمت بذلك فقال لها : اكتمى على وقد حرمت مارية على نفسي ، فنزلت الآية [يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك ] وفي افتتاح العتاب من حسن التلطف ما لا يخفى ، فقد عاتبه على إتعاب نفسه ، والتضييق عليها من أجل مرضاة أزواجه ، كأنه يقول : لا تتعب نفسك في سبيل أزواجك ، وأزواجك يسعين في مرضاتك ، فأرح نفسك من هذا العناء



[تبتغي مرضات أزواجك ]؟ أي تطلب رضا أزواجك بتحريم ما أحل الله لك ؟ قال في التسهيل : يعنى تحريمه للجارية ابتغاء رضا حفصة ، وهذا يدل على أنها نزلت في (تحريم الجارية) ، وأما تحريم العسل فلم يقصد فيه رضا أزواجه ، وإنما تركه لرائحته



[والله غفور رحيم ]أي والله واسع المغفرة ، عظيم الرحمة ، حيث سامحك في امتناعك عن مارية ، وإنما عاتبك رحمة بك ، وفي هذا إشارة إلى أن عتابه فى ذلك ، إنما كان كرامة له ، وإنما وقع العتاب لتضييقه عليه السلام على نفسه ، وامتناعه مما كان له فيه أنس ومتعة!! وبئس ما قاله الزمخشري في أن هذا كان منه (ص)في زلة، لأنه حرم ما أحل الله له إلخ فإن هذا القول قلة أدب مع مقام النبؤة، وجهل بصفات المعصوم ، فلم يكن منه صلوات الله عليه تحريم للحلال كما زعم حتى تعتبر مخالفة ومعصية ، وإنما امتنع عن بعض إمائه تطيببا لخاطر بعض أزواجه ، فعاتبه الله تعالى عليه رفقا به ، وتنويها بقدره ، واجلالا لمنصبه عليه السلام ، أن يراعي مرضاة أزواجه بما يشق عليه ، جريا على ما ألف من لطف الله تعالى به



[قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم ] أي قد شرع الله لكم يا معشر المؤمنين ، ما تتحللون به من أيمانكم وذلك بالكفارة



[والله مولاكم] أي والله وليكم وناصركم



[وهو العليم الحكيم ] أي وهو العليم بخلقه ، الحكيم في صنعه ، فلا يأمر ولا ينهى، إلا بما تقتضيه الحكمة والمصلحة . . ثم شرع تعالى في بيان القصة التي حدثت لرسول الله (ص)مع بعض زوجاته ، فقال سبحانه



[وإذ أسر النبى إلى بعض أزواجه حديثا] أي واذكر حين أسر النبى محمد (ص)إلى زوجته حفصة خبرا واستكتمها إياه قال ابن عباس : هو ما أسر إلى حفصة من تحريم الجارية على نفسه ، كما أخبرها بأن الخلافة بعده تكون في أبى بكر وعمر (( قال الرازي : لما رأى النبي (ص) الغيرة في وجه حفصة أراد أن يترضاها ، فأسر إليها بشيئين : تحريم الأمة على نفسه ، والبشارة بأن الخلافة بعده فى أبى بكر وعمر فافشت السر، فكان ذلك سببا لغضب الرسول (ص) )). وطلب منها ألا تخبر بذلك أحدا



[فلما نبأت به ] أي فلما أخبرت بذلك السر عائشة وأفشته لها



[وأظهره الله عليه ] أي وأطلع الله نبيه بواسطة جبريل الأمين على إفشائها للسر



[عرف بعضة وأعرض عن بعض] أي أعلمها وأخبرها رسول الله (ص) ببعض الحديث الذي أفشته معاتبا لها، ولم يخبرها بجميع ما حصل منها ، حياة منه وكرما ، فإن من عادة الفضلاء التغافل عن الزلات ، والتقصير في اللوم والعتاب قال الحسن : ما استقصى كريم قط ، وقال سفيان : ما زال التغافل من شيم الكرام قال الخازن : المعنى أن النبي (ص) أخبر حفصة ببعض ما أخبرت به عائشة ، وهو تحريم مارية على نفسه ، وأعرض عن ذكر الخلافة لأنه (ص) كره أن ينتشر ذلك في الناس



[فلما نبأها به ] أي فلما أخبر الرسول حفصة بأنها قد أفشت سره



[قالت من أنبأك هذا] أي قالت : من أخبرك يا رسول الله بأني أفشيت سرك ؟ قال أبو حيان : ظنت حفصة أن عائشة فضحتها - وكانت قد استكتمتها - فقالت : من أنبأك هذا على سبيل التثبت ، فأخبرها أن الله جل وعلا هو الذي نبأه به ، فسكتت وسلمت



[قال نبأني العليم الخبير] أي فقال عليه السلام : أخبرني بذلك رب العزة ، العليم بسرائر العباد ، الخبير الذي لا تخفى عليه خافية



[أن تتوبا إلى الله ] الخطاب لحفصة وعائشة ، خاطبهما تعالى بطريق الالتفات ، ليكون أبلغ في معاتبتهما ، وحملهما على التوبة ، مما بدر منهما من الإيذاء لسيد الأنبياء ، وجوابه محذوف تقديره أي إن تبتما كان خيرا لكما ، من التعاون على النبي (ص) بالإيذاء



[فقد صغت قلوبكما] أي فقد زاغت ومالت قلوبكما ، عما يجب عليكما ، من الإخلاص لرسول الله ، بحب ما يحبه ، وكراهة ما يكرهه



[وإن تظاهرا عليه ] أي وأن تتعاونا على النبي (ص) بما يسوءه ، من الوقيعة بينه وبين سائر نسائه



[فإن الله هو مولاه ] أي فإن الله تعالى هو وليه وناصره ، فلا يضره ذلك التظاهر منكما



[وجبريل وصالح المؤمنين ] أي وجبريل كذلك وليه وناصره ، والصالحون من المؤمنين قال ابن عباس : أراد بصالح المؤمنين (أبا بكر وعمر) فقد كانا عونا له عليه الصلاة والسلام عليهما قال في التسهيل : معنى الآية : إن تعاونتما عليه (ص)بما يسوءه من إفراط الغيرة، وإفشاء سره ونحو ذلك ، فإن له من ينصره ويتولاه ، وقد ورد في الصحيح أنه لما وقع ذلك جاء عمر إلى رسول الله (ص) فقال يا رسول الله : ما يشق عليك من شأن النساء؟ فإن كنت طلقتهن ، فإن الله معك وملائكته وجبريل ، وأبو بكر وعمر معك ، فنزلت الآية موافقة لقول عمر



[والملائكة بعد ذلك ظهير] أي والملائكة الأبرار بعد حضرة الله ، وجبريل ، وصالح المؤمنين ، أعوان لرسول الله (ص)على من عاداه ، فماذا يفيد تظاهر امرأتين ، على من هؤلاء أعوانه وأنصاره ؟ ! أفرد [جبريل ] بالذكر تعظيما له ، وإظهارا لمكانته عند الله تعالى ، فيكون قد ذكر مرتين : مرة بالإفراد ، ومرة في العموم ، ووسط [صالح المؤمنين ] بين جبريل والملائكة تشريفا لهم ، واعتناء بهم ، وإشادة بفضل الصلاح ، وختم الآية بذكر [الملائكة] أعظم المخلوقات وجعلهم ظهراء للنبي عليه السلام ، ليكون أفخم بالنبى صلوات الله عليه ، وعظم مكانته ، والانتصار له ، إذ هم بمثابة جيش جرار ، يملأ القفار، نصرة للنبي المختار، فمن ذا الذي يستطيع أن يناوىء الرسول (ص) بعد ذلك ؟ ثم خوف تعالى نساء النبي بقوله



[عسى ربه أن طلقكن ] قال المفسرون : [عسى ] من الله واجب أي حق واجب على الله إن طلقكن رسوله



[أن يبدله أزواجا خيرا منكن ] أي أن يعطيه عليه السلام بدلكن زوجات صالحات ، خيرا وأفضل منكن قال القرطبي : هذا وعد من الله تعالى لرسوله لو طلقهن في الدنيا أن يزوجه نساء خيرا منهن ، والله عالم بأنه لا يطلقهن ، ولكن أخبر عن قدرته ، على أن رسوله لو طلقهن ، لأبدله الله خيرا منهن ، تخويفا لهن. . ثم وصف تعالى هؤلاء الزوجات اللواتي سيبدله بهن ، فقال سبحانه



[مسلمات ] أي خاضعات مستسلمات لأمر الله تعالى وأمر رسوله



[مؤمنات ] أي مصدقات بالله وبرسوله



[قانتات ] أي مطيعات لما يؤمرن به ، مواظبات على الطاعة



[تائبات ] أي تائبات من الذنوب ، لا يصررن علئ معصية



[عابدات ] أي متعبدات لله تعالى يكثرن العبادة ، كأن العبادة امتزجت بقلوبهن حتى صارت سجية لهن



[سائحات ] أي مسافرات مهاجرات إلى الله ورسوله (( قال ابن عباس : {سائحات} أي صائمات واستدل بحديث : "سياحة هذه الأمة الصيام" وقال زيد بن أسلم : {سائحات } أي مهاجرات وتلا قوله تعالى : {التائبون العابدون السائحون } أي لمهاجرون ، ولعل هذا الرأي أرجح لأنه يتفق مع المعنى اللغوي للسياحة وهي السفر في الأرض للاعتبار ، وقد رجح ابن كثير الرأي الأول والله أعلم )).



[ثيبات وأبكارا] أي منهن ثيبات ، ومنهن أبكارا قال ابن كثير : قسمهن إلى نوعين ليكون ذلك أشهى إلى النفس ، فإن التنوع يبسط النفس ، وإنما دخلت واو العطف هنا [ثيبات وأبكارا] للتنويع والتقسيم ، ولو سقطت لأختل المعنى ، لأن الثيوبة والبكارة لا يجتمعان ، فتدبر سر القرآن . . ولما وعظ نساء الرسول موعظة خاصة، اتبع ذلك بموعظة عامة للمؤمنين ، فقال سبحانه



[يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا] أي يا من صدقتم بالله ورسوله ، وأسلمتم وجوهكـم لله ، احفظوا أنفسكـم ، وصونوا أزواجكم وأولادكم ، من نار حامية مستعرة ، وذلك بترك المعاصي وفعل الطاعات ، وبتأديبهم وتعليمهم قال مجاهد : أي اتقوا الله ، وأوصوا أهليكم بتقوى الله وقال الخازن : أي مروهم بالخير ، وانهوهم عن الشر ، وعلموهم وأدبوهم ، حتى تقوهم بذلك من النار ، والمراد بالأهل النساء والأولاد وما الحق بهما



[وقودها الناس والحجارة] أي حطبها الذي تسعر به نار جهنم ، هو الخلائق والحجارة قال المفسرون : أراد بالحجارة حجارة الكبريت ، لأنها أشد الأشياء حرا ، وأسرع اتقادا، وعنى بذلك أنها مفرطة الحرارة، تتقد بما ذكر، لا كنار الدنيا تنقد بالحطب ونحوه قال ابن مسعود: حطبها الذي يلقى فيها : بنو آدم ، وحجارة من كبريت ، أنتن من الجيفة



[عليها ملائكة غلاظ شداد] أي على هذه النار زبانية غلاظ القلوب ، لا يرحمون أحدا ، مكلفون بتعذيب الكفار قال القرطبي : المراد بالملائكة الزبانية ، وهم غلاظ القلوب ، لا يرحمون إذا استرحموا ، لأنهم خلقوا من الغضب ، وحبب إليهم عذاب الخلق ، كما حبب لبني آدم أكل الطعام والشراب



[لا يعصون الله ما أمرهم ] أي لا يعصون أمر الله بحال من الأحوال



[ويفعلون ما يؤمرون ] أي وينفذون الأوامر بدون إمهال ولا تأخير . . ثم يقال للكفار عند دخولهم النار



[يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم ] أي لا تعتذروا عن ذنوبكم وإجرامكم ، فلا ينفعكم اليوم الاعتذار، لأنه قد قدم إليكم الإنذار والإعذار



[إنما تجزون ما كنتم تعملون ] أي إنما تنالون جزاء أعمالكم القبيحة، ولا تظلمون شيئا، كقوله تعالى [اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب ] ثم دعا المؤمنين إلى التوبة الصادقة الناصحة ، فقال سبحانه



[يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا] أي توبوا إلى الله من ذنوبكم ، توبة صادقة خالصة، بالغة في النصح الغاية القصوئ ، سنل عمر عن التوبة النصوح ؟ فقال : هي أن يتوب ثم لا يعود إلى الذنب ، كما لا يعود اللبن إلى الضرع قال العلماء : التوبة النصوح هي التي جمعت ثلاثة شروط : الإقلاع عن الذنب ، والندم على ما حدث ، والعزم على عدم العودة إليه ، وإن كان الحق لآدمي زيد شرط رابع وهو : رد المظالم لأصحابها



[عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ] أي لعل الله يرحمكـم فيمحو عنكم ذنوبكم ، قال المفسرون : "عسى من الله واجبة بمنزلة التحقيق ، وهذا إطماع من الله لعباده في قبول التوبة ، تفضلا منه وتكرما ، لأن العظيم إذا وعد وفى ، وعادة الملوك أنهم إذا أرادوا فعلا ، قالوا "عسى " فهو بمنزلة المحقق،



[ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار] أي ويدخلكم في الآخرة، حدائق وبساتين ناضرة ، تجري من تحت قصورها أنهار الجنة



[يوم لا يخزي الله النبى والذين آمنوا معه ] أي يوم لا يفضح الله النبي وأتباعه المؤمنين أمام الكفار، بل يعزهم ويكرمهم قال أبو السعود : وفيه تعريض بمن أخزاهم الله تعالى من أهل الكفر والفسوق



[نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ] أي نور هؤلاء المؤمنين ، يضىء لهم على الصراط ، ويسطع أمامهم وخلفهم ، وعن أيمانهم وشمائلهم ، كإضاءة القمر في سواد الليل (( وفي الحديث أن النبي (ص) سئل : (كيف تعرف أمتك يوم القيامة من بين الأمم ؟ فقال : "إنهم يأتون غرا محجلين من آثار الوضوء) أي تسطع جباههم وأيديهم بالنور من آثار الطهور فيعرفهم بذلك رسول الله (ص) )).



[يقولون ربنا أتمم لنا نورنا] أي يدعون الله قائلين : يا ربنا أكمل علينا هذا النور وأدمه لنا، ولا تتركنا نتخبط في الظلمات قال ابن عباس : هذا دعاء المؤمنين ، حين أطفأ الله نور المنافقين ، يدعون ربهم به إشفاقا، حتى يصلوا إلى الجنة



[واغفر لنا] أي وأمح عنا ما فرط من الذنوب



[إنك على كل شيء قدير] أي إنك أنت القادر على كل شيء ، من المغفرة والعقاب ، والرحمة والعذاب . . ثم أمر تعالى بجهاد أعداء الله ، من الكفرة والمنافقين ، فقال سبحانه



[يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين ] أي جاهد الكفار بالسيف والسنان ، والمنافقين بالحجة والبرهان ، لأن المنافقين يظهرون الإيمان ، فهم مسلمون ظاهرا، فلذلك لم يؤمر عليه الصلاة والسلام بقتالهم



[واغلظ عليهم ] أي وشدد عليهم في الخطاب ، ولا تعاملهم بالرأفة واللين ، إرعابا وإذلالا لهم ، لتنكسر صلابتهم ، وتلين شكيمتهم



[ومأواهم جهنم ] أي ومستقرهم في الآخرة جهنم



[وبئس المصير] أي وبئست جهنم مسنقرا ومصيرا للمجرمين . . ثم ضرب تعالى مثلا للكفار في عدم انتفاعهم بصلة القرابة أو المصاهرة أو النكاح ، لأن الأسباب كلها تنقطع يوم القيامة ، ولا ينفع إلا العمل الصالح ، فقال سبحانه



[ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط] أي مثل تعالى للكفار، في عدم استفادتهم بقرابة المؤمنين ، بحال امرأة نوح وامرأة لوط



[كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين ] أي كانتا في عصمة نبيين عظيمين هما "نوح " و "لوط " عليهما السلام ، وإنما وصفهما بالعبودية ، تشريفا وتكريما لهما بإضاقتهما إليه تعالى



[فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا] أي فخانت كل واحدة زوجها بالكفر وعدم الإيمان، فلم يدفعا عن امرأتيهما - مع نبوتهما - شيئا من عذاب الله (( الخيانة هنا يراد بها الخيانة في الدين لا في العرض ، وقد أخطأ البعض حيث نسب لهما فاحشة الزنى، وهذا لا يجوز، لأن الله تعالى أكرم أنبياءه من أن تتعاطى واحدة منهن الفجور، بل هن شريفات مصونات لحرمة الأنبياء ، وقد قال ابن عباس : "ما بغت امرأة نبى قط ، وإنما كانت خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما وكانتا مشركتين " ، فتدبره فإنه دقيق )).



[وقيل أدخلا النار مع الداخلين ] أي وتقول لهما خزنة النار يوم القيامة : أدخلا نار جهنم مع سائر الداخلين ، من الكفرة المجرمين ، قال القرطبي : ضرب تعالى هذا المثل ، تنبيها على أنه لا يغني في الآخرة أحد عن قريب ولا نسيب ، إذا فرق بينهما الدين ، كما لم يدفع نوح ولوط - مع كرامتهما على الله تعالى - عن زوجتيهما، لما عصتا وكفرتا شيئا من عذاب الله



[وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون ] وهذا مثل آخر للمؤمن ، في عدم تضرره ببقاء قريبه على الكفر، إذا كان هو مؤمنا، قال أبو السعود : أي جعل حالها مثلا لحال المؤمنين ، في أن وصلة الكفر لا تضرهم ، حيث كانت في الدنيا تحت أعدى أعداء الله "فرعون" وهي في أعلى غرف الجنة قال المفسرون : واسمها "آسية بنت مزاحم " آمنت بموسى عليه السلام ، فبلغ ذلك فرعون فأمر بقتلها ، فنجاها الله من شره ، فلم يضر امرأة فرعون اتصالها به ، وهو من أكفر الكافرين ، ولم ينفع آمرأة نوح ولوط اتصالهما بهما ، وهما رسولا رب العالمين



[إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة] أي حين دعت ربها قائلة : يا رب اجعل لي قصرا مشيدا بجوار رحمتك ، في جنة النعيم قال بعض العلماء : ما أحسن هذا الكلام ؟ فقد اختارت الجار قبل الدار، حيث قالت [ابن لي عندك بيتا في الجنة] فهي تطمع في جوار الله ، قبل طمعها في القصور، وفي الآية دليل على إيمانها ، وتصديقها بالبعث



[ونجني من فرعون وعمله ] أي وأنقذني من كفر فرعون وطغيانه



[ونجني من القوم الظالمين ] أي وأنقذني من الأقباط ، أتباع فرعون الطاغين ، قال الحسن : لما دعت بالنجاة ، نجاها الله تعالى أكرم نجاة ، فرفعها إلى الجنة ، تأكل وتشرب وتتنعم ،



[ومريم ابنت عمران ] أي ومريم ابنة عمران مثل آخر في الإيمان



[التي أحصنت فرجها] أي حفظت فرجها ، وصانته عن مقارفة الفواحش ، فهى عفيفة شريفة طاهرة ، لا كما يزعم اليهود عليهم لعنة الله ، أنها زنت وأن ولدها عيسى ابن زنى



[فنفخنا فيه من روحنا] أي فنفخ رسولنا جبريل في فتحة جيبها، فوصل أثر ذلك إلى فرجها فحملت بعيسى قال ابن كثير: إن الله بعث جبريل ، فتمثل لها في صورة بشر، وأمره أن ينفخ بفيه في جيب درعها - أي ثوبها - فنزلت النفخة، فولجت في فرجها فكان منه الحمل بعيسى عليه السلام



[وصدقت بكلمات ربها وكتبه ] أي وآمنت بشرائع الله القدسية ، وكتبه السماوية



[وكانت من القانتين ] أي وكانت من القوم المطيعين ، العابدين لله عز وجل ، وهو ثناء عليها بكثرة العبادة، والطاعة ، والخشوع ! ! وفي الحديث (كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء ، إلا آسية امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ).



البلاغة:



تضمنت السورة الكريمة وجوها من آلبيان والبديع هي الآتى :

1 - الطباق بين حرم وأحل [لم تحرم ما أحل ] وبين [عرف . . وأعرض ] وبين [ثيبات وأبكارا] وكلها من المحسنات البديعية .



2 - الالتفات من الغيبة إلى الخطاب [أن تتوبا إلى الله ] زيادة في اللوم والعتاب ، والأصل : إن يتوبا.



3 - صيغ المبالغة [العليم الخبير] [نصوحا] [ظهير] [قدير] إلخ .



4 - ذكر العام بعد الخاص [وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة] فقد خص جبريل بالذكر تشريفا، ثم ذكره ثانية ضمن العموم ، اعتناء بشأن الرسول (ص)ووسط "صالح المؤمنين" بين الملائكة المقربين تفخيما لأمرهم .



5 - المجاز المرسل [قوا أنفسكم وأهليكم نارا] ذكر المسبب وأراد السبب أي لازموا على الطاعة، لتقوا أنفسكم وأهليكم من عذاب الله .



6 - المقابلة بين مصير أهل الإيمان ومصير أهل الطغيان [ضرب الله مثلا لله للذين كفروا] وقابله بقوله [وضرب الله مثلا للذين آمنوا] .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://al-qudes.yoo7.com/u30contact
 
سورة التحريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة نــــــــــــــــــــــــــــوح
» سورة الجـــــــــــــــــــن
» سورة قـــــــــــــــــــــــ
» سورة المزمل
» سورة المدثر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة مسجد القدس :: ¨°o.O ( ..^ القسم الإسلامي والفقهي^.. ) O.o°¨ :: القرآن والتفسير-
انتقل الى:  
free counters