شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أخبار :.: رياضة :.: مقالات إسلامية :.: قصص :.: أصوات :.: أدعية وخطب :.: صور إسلامية :.: برامج وألعاب :.: جوال :.:  
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة الطلاق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد
عضو محترف
عضو محترف
محمد


نوع المتصفح نوع المتصفح : سورة الطلاق Fmfire10
الجنس ذكر

عدد المساهمات عدد المساهمات : 325

نقاط نقاط : 15269

السٌّمعَة : 1
العمر العمر : 29

الدولة سورة الطلاق Palest10

سورة الطلاق Empty
مُساهمةموضوع: سورة الطلاق   سورة الطلاق Emptyالثلاثاء 17 مايو - 14:15

سورة الطلاق

مدنية وآياتها اثنا عشر آية

بين يدي السورة

* سورة الطلاق مدنية وقد تناولت بعض الأحكام التشريعية المتعلقة بأحوال الزوجين ، كبيان أحكام الطلاق وكيفيته ، وما يترتب على الطلاق من (العدة ، والنفقة ، والسكنى ، وأجر المرضع ) إلى غير ما هنالك من أحكام .



* تناولت السورة الكريمة في البدء أحكام الطلاق (الطلاق السني ) و (الطلاق البدعي ) فأمرت المؤمنين بسلوك أفضل الطرق ، عند تعذر استمرار الحياة الزوجية ، ودعت إلى تطليق الزوجة في الوقت المناسب ، وعلى الوجه المشروع ، وهو أن يطلقها طاهرا من غير جماع ، ثم يتركها إلى انقضاء عدتها [يا أيها النبى إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن . . ] الآيات .



* وفي هذا التوجيه الإلهي دعوة للرجال أن يتمهلوا ، ولا يتسرعوا في فصل عرى الزوجية ، فإن الطلاق أبغض الحلال إلى الله ، ولولا الضرورات القسرية لما أبيح الطلاق لأنه هدم للأسرة [فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف ] الآيات .



* ودعت السورة إلى إحصاء العدة لضبط انتهائها ، لئلا تختلط الأنساب ، ولئلا يطول الأمد على المطلقة ، فيلحقها الضرر ، ودعت إلى الوقوف عند حدود الله ، وعدم عصيان أوامره [وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه . . ] الآيات .



* وتناولت السورة أحكام العدة ، فبينت عدة اليائس التي انقطع عنها دم الحيض لكبر أو مرض ، وكذلك عدة الصغيرة ، وعدة الحامل ، فبينته أوضح بيان مع التوجيه والإرشاد [واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن . . ] الآيات .



* وفي خلال تلك الأحكام التشريعية ، تكررت الدعوة إلى "تقوى الله" بالترغيب تارة ، وبالترهيب أخرى، لئلا يقع حيف أو ظلم من أحد الزوجين ، كما وضحت أحكام السكنى والنفقة [ذلك أمر الله أنزله إليكم ، ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا. . ] الآيات .



* وختمت السورة بالتحذير من تعدي حدود الله ، وضربت الأمثلة بالأمم الباغية التي عتت عن أمر الله ، وما ذاقت من الوبال والدمار، ثم أشارت إلى قدرة الله في خلق سبع سموات طباق ، وخلق الأرضين ، وكلها براهين على وحدانية رب العالمين [وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا . . ] الآيات إلى نهاية السورة الكريمة .



قال الله تعالى : [يا أيها النبى إذا طلقتم النساء . . ] إلى قوله [وأن الله قد أحاط بكل شيء علما] من بدابة السورة الكريمة إلى نهايتها .



اللغه :



[العدة] المدة التي تحتبس فيها المرأة لمعرفة براءة رحمها



[أحصوا] اضبطوا بطريق العدد



[حسبه ] كافيه



[وجدكم ] طا قتكم ووسعكم



[ارتبتم ] شككتم



[كأين ] كثير



[عتت ] تكبرت وتجبرت وأعرضت



[نكرا] منكرا شنيعا وفظيعا



[خسرا] خسارا وهلاكا .



سبب النزول :

أ- روى البخاري أن عبد الله بن عمر طلق امرأته وهي حائض ، فذكر ذلك عمر لرسول الله (ص) فقال له (ص) : (ليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر، ثم تحيض فتطهر، فإن بدا له ان يطلقها فليطلقها، طاهرل قبل أن يمسها، فتلك العدة التي أمر بها الله عز وجل ) .



ب - وروي عن أنس قال : طلق رسول الله (ص) حفصة فأتت أهلها فأنزل الله تعالى [يا أيها النبى إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ] فقيل له : راجغها فإنها صوامة قوامة، وهي من أزواجك ونسائك في الجنة.



ج - وروي أنه لما نزل قوله تعالى [والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاتة قروء] قال جماعة من الصحابة يا رسول الله : فما عدة من لا قرء لها، من صغر أو كبر، فنزلت [واللاتي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللاتي لم يحضن . . ] الآية .



التفسير :



[يا أيها النبى إذا طلقتم النساء] الخطاب للنبي (ص) والحكم عام له ولأمته ، وخص هو بالنداء (ص)تعظيما له ، كما يقال لرئيس القوم وكبيرهم : يا فلان افعلوا أي افعل أنت وقومك ، فهو نداء على سبيل التكريم والتعظيم ، قال القرطبي : الخطاب للنبي (ص) خوطب بلفظ الجماعة [طلقتم ] تعظيما وتفخيما، والمعنى : يا أيها النبي ويا أيها المؤمنون إذا أردتم تطليق النساء



[فطلقوهن لعدتهن ] أي فطلقوهن مستقبلات لعدتهن ، وذلك في الطهر، ولا تطلقوهن في الحيض ، قال مجاهد : أي طاهرا من غير جماع لقوله (ص): (فليطلقها طاهرا قبل ان يمسها، فتلك العذة التي أمر الله تعالى أن يطلق لها النساء) قال المفسرون : وإنما نهي عن طلاق المرأة وقت الحيض لئلا تطول عليها العذة فتتضرر، ولأن حالة الحيض منفرة للزوج ، تجعله يتسرع في طلاقها، بخلاف ما إذا كانت طاهرا ، وكونه لم يجامعها في ذلك الطهر، لئلا يحصل من ذلك الوطء حمل ، فتنتقل العذة من الحيض لوضع الحمل ، وفي ذلك ضرر ظاهر



[وأحصوا العدة] أي اضبطوها وأكملوها ثلاثة أقراء كاملة لئلا تختلط الأنساب



[واتقوا الله ربكم ] أي خافوا الله رب العالمين ، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه



[لا تخرجوهن من بيوتهن ] أي لا تخرجوهن من مساكنهن ، بعد فراقكم لهن ، إلى أن تنقضى عدتهن



[ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة] أي ولا يخرجن من البيوت حتى تنقضي عدتهن ، إلا إذا قارفت المطلقة عملا قبيحا، كالزنى، فتخرج لإقامة الحد عليها (( تفسير الفاحشة بالزنى هو قول ابن عباس وابن مسعود ومجاهد وعكرمة، وروي عن ابن عباس ايضا أنه البذاء باللسان على الأحماء وهو قول أبي بن كعب وهو الأظهر )) قال في التسهيل : نهى الله سبحانه وتعالى أن يخرج الرجل المرأة المطلقة من المسكن الذي طلقها فيه ، ونهاها هي أن تخرج باختيارها، فلا يجوز لها المبيت خارجا عن بيتها، ولا أن تغيب عنه نهارا إلا لضرورة التصرف ، وذلك لحفظ النسب وصيانة المرأة، واختلف في الفاحشة التى تبيح خروج المعتدة فقيل : إنها الزنى فتخرج لإقامة الحد عليها، وقيل : إنه سوء الكلام مع الأصهار وبذاءة اللسان فتخرج ، ويسقط حقها من السكنى، ويؤيده قراءة "إلا أن يفحشن عليكم "



[وتلك حدود الله ] أي وهذه الأحكام هي شرائع الله ومحارمه



[ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ] أي ومن يخرج عن هذه الأحكام ، ويتجاوزها إلى غيرها ، ولا يأتمر بها ، فقد ظلم نفسه بتعريضها للعقاب ، وأضر بها حيث فوت على نفسه ، إمكان إرجاع زوجته إليه قال الرازي : وهذا تشديد فيمن يتعدى طلاق السنة ، ومن يطلق لغير العدة



[لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا] أي لا تعرف أيها السامع ، ماذا يحدث الله بعد ذلك الطلاق من الأمر؟ فلعل الله يقلب قلبه من بغضها إلى محبتها، ومن الرغبة عنها إلى الرغبة فيها، فيجعله راغبا في زوجته ، بعدما كان كارها لها قال ابن عباس : يريد الندم على طلاقها ، والمحبة لرجعتها في العدة (( قال ابن القيم : "إن الله تعالى لما كان يبغض الطلاق ، لما فيه من انفصام عرى الزوجية، وموافقة عدوه إبليس ، حيث يفرح بافتراق الزوجين ، وكان مع ذلك يحتاج إليه الزوج أو الزوجة ، شرعه على وجه تحصل به المصلحة ، وتندفع به المفسدة ، وحرمه على غير ذلك الوجه ، فشرع له أن يطلقها طاهرا من غير جماع ، طلقة واحدة ، ثم يتركها حتى تنقضي عدتها ، فان زالت اسباب الخلاف وحصلت الموافقة ، كان له سبيل الى إعادتها ، وجعل العدة ثلاثة قروء ، ليطول زمن المهلة والاختيار، فهذا هو الذي شرعه وأذن فيه " نقلا عن محاسن التأويل



[فإذا بلغن أجلهن ] أي فإذا شارفن على انقضاء العدة وقاربن ذلك



[فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف ] أي فراجعوهن إلى عصمة النكاح مع الإحسان في صحبتهن كما أمر الله ، أو اتركوهن حتى تنقضي عدتهن فيملكن أنفسهن ، قال المفسرون : الإمساك بالمعروف هو إحسان العشرة وتوفية النفقة ، من غير قصد المضارة في الرجعة ، لتطول عليها العدة، والفراق بالمعروف هو أداء الصداق ، والمتعة عند الطلاق ، والوفاء بالشروط مع توفية جميع حقوقها



[وأشهدوا ذوي عدل منكم ] أي واشهدوا عند الطلاق أو الرجعة ، شخصين من أهل العدالة والاستقامة ممن تثقون في دينهما وأمانتهما قال في البحر : وهذا الإشهاد مندوب إليه عند أبي حنيفة كقوله تعالى [واشهدوا إذا تبايعتم ] وعند الشافعية واجب في الرجعة ، مندوب إليه في الفرقة



[وأقيموا الشهادة لله ] أي اشهدوا بالحق دون تحيز لأحد ، خالصا لوجه الله تعالى من غير تبديل ولا تغيير، ودون مراعاة للمشهود له أو المشهود عليه



[ذلكم يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر] أي هذا الذي شرعناه من الأحكام ، إنما ينتفع ويتعظ به المؤمن الذي يخشى الله ، ويخاف الحساب والعقاب في الدار الآخرة



[ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ] أي ومن يراقب الله ويقف عند حدوده ، يجعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، ويرزقه من وجه لا يخطر بباله ولا يعلمه ، قال مجاهد: كنت عند ابن عباس فجاءه رجل فقال : إنه طلق امرأته ثلاثا ، فسكت حتى ظننت أنه رادها إليه ، ثم قال : ينطلق أحدكم فيركب أحموقته ثم يقول : يا ابن عباس ، يا ابن عباس !! والله تعالى يقول [ومن يتق الله يجعل له مخرجا] وإنك لم تتق الله فلا أجد لك مخرجا ، عصيت ربك ، وبانت منك امرأتك وقال المفسرون : الآية عامة وقد نزلت في (عوف بن مالك الأشجعي ) أسر المشركون ابنه ، فأتى رسول الله (ص)وشكا إليه الفاقة ، وقال : ان العدو أسر ابني وجزعت أمه فما تأمرني ؟ فقال (ص)له : اتق الله واصبر، وآمرك واياها أن تستكثرا من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله ) ففعل هو وامرأته ، فبينا هو في بيته إذ قرع ابنه الباب ، ومعه مائة من الإبل ، غفل عنها العدو فاستاقها ، فنزلت [ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ]



[ومن يتوكل على الله فهو حسبه ] أي ومن يعتمد على الله ، ويتق به فيما أصابه ونابه ، فإن الله كافيه ، قال الصاوي : أي من فوض إليه أمره كفاه ما أهمه ، والأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل ، لأنه مأمور به ، ولكن لا يعتمد على تلك الأسباب ، وفي الحديث (لو توكلتم على الله حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا)



[إن الله بالغ أمره ] أي نافذ أمره في جميع خلقه ، يبلغ ما يريد ولا يعجزه شيء ، قال في التسهيل : وهذا حض على التوكل وتأكيد له ، لأن العبد إذا تحقق أن الأمور كلها بيد الله ، توكل على الله وحده ، ولم يعول على سواه



[قد جعل الله لكل شيء قدرا] أي قد جعل الله لكل أمر من الأمور، مقدارا معلوما ووقتا محدودا، حسب الحكمة الأزلية ، قال القرطبي : أي جعل لكل شيء من الشدة والرخاء، أجلا ينتهى إليه. . ثم بين سبحانه حكم المطلقة التي لا تحيض لصغرها أو لكبر سنها ، فقال سبحانه



[واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم ] أي والنسوة اللواتي انقطع حيضهن ، لكبر سنهن ، إن شككتم وجهلتم كيف عدتهن ؟ فهذا حكمهن



[فعدتهن ثلاثة أشهر] اي فعدة الواحدة منهن ثلاثة أشهر، كل شهر يقوم مقام حيضة



[واللائي لم يحضن ] أي وكذلك اللواتي لم يحضن لصغرهن ، عدتهن ثلاثة أشهر



[وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ] أي والمرأة الحامل تنتهي عدتها بوضع الحمل ، سواء كانت مطلقة، أو متوفى عنها زوجها



[ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا] أي ومن يراقب الله ، ويخشاه في أقواله وأفعاله ، ويجتنب ما حرم الله عليه ، يسهل عليه أمره ويوفقه لكل خير



[ذلك أمر الله أنزله إليكم ] أي ذلك هو حكم الله وشرعه الحكيم ، أنزله عليكم أيها المؤمنون لتأتمروا به ، وتعملوا بمقتضاه



[ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا] أي ومن يتق ربه ، يمح عنه ذنوبه ، ويضاعف له الأجر والثواب ، قال الصاوي : كرر التقوى لعلمه سبحانه وتعالى أن النساء ناقصات عقل وديني ، فلا يصبر على أمورهن إلا أهل التقوى وقال في البحر : لما كان الكلام في أمر المطلقات ، وكن لا يطلقن إلا عن بغض أزواجهن لهن ، وقد ينسب الزوج إليها ما يشينها وينفر الخطاب عنها ، فلذلك تكرر الأمر بالتقوى ، وجاء مبررا في صورة شرط وجزاء [ومن يتق الله يجعل ] الآية



[اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ] أي أسكنوا هؤلاء المطلقات ، في بعض مساكنكم التي تسكنونها ، على قدر طاقتكم ومقدرتكم ، فإن كان موسرا وسع عليها في المسكن والنفقة ، وإن كان فقيرا فعلى قدر الطاقة



[ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن ] أي ولا تضيقوا عليهن في السكنى والنفقة ، حتى تضطروهن إلى الخروج أو الافتداء



[وإن كن أولات حمل ] أي وإن كانت المطلقة حاملا



[فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن ] أي فعلى الزوج أن ينفق عليها - ولو طالت مدة الحمل - حتى تضع حملها



[فإن أرضعن لكم ] أي فإذا ولدت ورضيت أن ترضع له ولده



[فآتوهن أجورهن ] أي فعلى الرجل أن يدفع لها أجر الرضاعة ، لأن الأولاد ينسبون إلى الآباء قال في التسهيل : والمعنى إن أرضع هؤلاء الزوجات المطلقات أولادكم ، فآتوهن أجرة الرضاع وهي النفقة وسائر المؤن ،



[وأتمروا بينكم بمعروف ] أي وليأمر كل منهما صاحبه بالخير ، من المسامحة والرفق والإحسان ، قال القرطبي : أي وليقبل بعضكم من بعض ما أمره به من المعروف الجميل ، والمعروف منها : إرضاع الولد من غير أجرة ، والمعروف منه : توفير الأجرة عليها للإرضاع



[وإن تعاسرتم ] أي تضايقتم وتشددتم ، وعسر الاتفاق بين الزوجين ، فأبى الزوج أن يدفع لها ما تطلب ، وأبت الزوجة أن ترضعه بأنقص من ذلك الأجر



[فسترضع له أخرى] أي فليستأجر لولده مرضعة غيرها ، وهو خير بمعنى الأمر أي فليسترضع لولده مرضعة أخرى قال أبو حيان : وفيه عتاب للأم لطيف ، كما تقول لمن تطلب منه حاجة فيتوانى عنها : سيقضيها غيرك ، تريد أنها لن تبقى غير مقضية وأنت ملوم ) قال الضحاك : إن أبت الأم أن ترضع ، استأجر لولده أخرى ، فإن لم يقبل أجبرت أمه على الرضاع بالأجر



[لينفق ذو سعة من سعته ] هذا بيان لقدر الإنفاق والمعنى : لينفق الزوج على زوجته ، وعلى ولده الصغير، على قدر وسعه وطاقته ، قال في التسهيل : وهو أمر بأن ينفق كل واحد على مقدار حاله ، فلا يكلف الزوج ما لا يطيق ، ولا تضيع الزوجة بل يكون الحال معتدلا ، وفي الآية دليل على أن النفقة تختلف باختلاف أحوال الناس يسرا وعسرا



[ومن قدر عليه رزقه ] أي ومن ضيق عليه رزقه ، فكان دون الكفاية



[فلينفق مما آتاه الله ] أي فلينفق علئ مقدار طاقته ، وعلى مقدار ما آتاه الله من المال



[لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها] أي لا يكلف الله أحدا إلا بقدر طاقته واستطاعته ، فلا يكلف الفقير، مثل ما يكلف الغني قال أبو السعود : وفيه تطييب لقلب المعسر، وترغيب له في بذل مجهوده ، وقد أكد ذلك الوعد بقوله



[سيجعل الله بعد عسر يسرا] أي سيجعل الله بعد الضيق الغنى ، وبعد الشذة السعة والرخاء ، وفيه بشارة للفقراء بفتح أبواب الرزق عليهم . . ثم حذر تعالى من عصيانه وتعدي حدوده ، وضرب الأمثال بالأمم السابقة ، فقال



[وكأين من قرية ] أي وكثير من أهل قرية من الأمم السالفة



[عتت عن أمر ربها ورسله ] أي طغت وتمردت على أوامر الله وأوامر رسله



[فحاسبناها حسابا شديدا] أي فجازيناها على عصيانها وطغيانها بأنواع العذاب الأليم ، من الجوع ، والقحط ، وعذاب الاستئصال



[وعذبناها عذابا نكرا] أي عذابا منكرا عظيما يفوق التصور



[فذاقت وبال أمرها] أي فذاقت عاقبة كفرها وطغيانها وتمردها على أوامر الله



[وكان عاقبة أمرها خسرا] أي وكانت نتيجة بغيها الهلاك والدمار، والخسران الذي ما بعده خسران . . ولما ذكر ما حل بالأمم الطاغية ، أمر المؤمنين بتقوى الله ، تحذيرا من عقابه ، لئلا يصيبهم ما أصاب أولئك المجرمين ، فقال سبحانه



[أعد الله لهم عذابا شديدا] أي هيأ الله لهم فى الآخرة عذاب جهنم الشديد المؤبد



[فاتقوا الله يا أولي الألباب ] أي فخاقوا الله واحذروا بطشه وانتقامه ، يا أصحاب العقول السليمة



[الذين آمنوا] أي أنتم يا معشر المؤمنين ، الذين صدقتم بالله ورسوله



[قد أنزل الله إليكم ذكرا] آي قد أنزل الله إليكم وحيا يتلى وهو القرآن الحكيم (( اختار بعض المفسرين أن المراد بالذكر هو الرسول (ص) بدليل أنه أبدل منه قوله : {رسولا يتلوا} واليه ذهب الطبري وأبو السعود ، وما ذكرناه هو ارجح الأقوال أن المراد بالذكر "القرآن " وبالرسول محمد (ص) وهو منصوب بفعل محذوف تقديره وأرسل رسولا ، وهو اختيار ابن عطية وصاحب البحر المحيط ، وهو الأصح والأرجح والله أعلم )) .



[رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ] أي وأرسل إليكم رسولا وهو محمد (ص) يقرأ عليكم آيات الله ، واضحات جليات ، تبين الحلال والحرام ، وما تحتاجون إليه من الأحكام قال في البحر : والظاهر أن الذكر هو القرآن ، وأن الرسول هو محمد (ص)



[ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور] أي ليخرج المؤمنين المتقين ، من الضلالة إلى الهدى ، ومن ظلمة الكفر والجهل إلى نور الإيمان والعلم



[ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا] أي ومن يصدق بالله ويعمل بطاعته



[يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار] أي يدخله في الآخرة جنات النعيم ، تجري من تحت قصورها أنهار الجنة



[خالدين فيها أبدا] أي ماكثين فى تلك الجنان - جنان الخلد - أبدا، لا يخرجون منها ولا يموتون



[قد أحسن الله له رزقا] أي قد طيب الله رزقهم في الجنة، ووسعه لهم ، لأن نعيمها دائم لا ينقطع ، قال الطبري : أي وسع لهم في الجنات الرزق ، وهو ما رزقهم من المطاعم والمشارب ، وسائر ما أعد لأوليائه فيها فطيبه لهم ، وفي الآية معنى التعجب ، والتعظيم لما رزق الله المؤمن من الثواب ؟ أي ما أطيبه من رزق ، وما أكرمه من ثواب ؟ . . ثم أشار تعالى إلى آثار قدرته ، وعظيم سلطانه وجلاله فقال



[الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ] أي الله العظيم الكبير هو الذي خلق بقدرته سبع سموات طباقا ومن الأرض كذلك خلق سبع أرضين بعضها فوق بعض ، بدون فتوق ، بخلاف السموات (( لا خلاف بين العلماء أن السموات سبع ، وأما الأرض فاختلف فيها فقيل : إنها سبع أرضين لظاهر الآية وللحديث الصحيح (من ظلم قيد شبر من أرض طوقه من سبع أرضين ) وقيل : إنها أرض واحدة وأن المماثلة ليست في العدد وإنما هي في الخلق والإبداع أي مثلهن في الإبداع والإحكام ، لأن السموات تجمع في كثير من الآيات ، والأرض تفرد دائما {الله الذي خلق السموات والأرض } وكقوله سبحانه {ألم تر أن الله خلق السموات والأرض بالحق } والأول أظهر ، والله أعلم ))



[يتنزل الأمر بينهن ] أي يتنزل وحي الله ، ويجري أمره وقضاؤه ، بين السموات والأرضين



[لتعلموا أن الله على كل شيء قدير] أي لتعلموا أن من قدر على خلق ذلك ، قادر على كل شيء



[وأن الله قد أحاط بكل شيء علما] أي ولتعلموا أنه تعالى عالم بكل شىء، لاتخفى عليه خافية.



البلاغة :



تضمنت السورة الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما بلى :

1 - الطباق [فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن ] وكذلك [بعد عسير يسرا] .



2 - الإظهار في موضع الإضمار للتهويل [وتلك حدود الله ، ومن يتعد حدود الله ] أعاد اللفظ دون الضمير، تهويلا للأمر ، وتخويفا للعباد .



3 - الالتفات لمزيد الاهتمام [لا تدري لعل الله بحدث بعد ذلك أمرا] ورد بطريق المخاطب والأصل أن يكون بطريق الغائب "لا يدري " .



4 - إيجاز الحذف [واللائي لم يحضن ] حذف منه الخبر أي فعدتهن ثلاثة أشهر أيضا .



5 - تكرار الوعيد للتفظيع والترهيب [فحاسبناها حسابا شديدا ، وعذبناها عذابا نكرا ، فذاقت وبال أمرها ] ا لآية .



6 - المجاز المرسل [وكأين من قرية ] يراد بها أهل القرية من باب تسمية الساكن المقيم باسم المحل ، كقوله تعالى : [واسأل القرية] أي أهلها .



7 - الاستعارة اللطيفة [ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور] استعار الظلمات للضلال والكفر ، واستعار النور للهدى والإيمان ، وهو من روائع البيان ، وجلال تعبير القرآن .



8 - السجع المرصع كأنه الدر والياقوت مثل [قد جعل الله لكل شيء قدرا. . يجعل له من أمره يسرا . . ويعظم له أجرا . . وكان عاقبة أمرها خسرا] إلخ وهو من المحسنات البديعية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://al-qudes.yoo7.com/u30contact
 
سورة الطلاق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة مسجد القدس :: ¨°o.O ( ..^ القسم الإسلامي والفقهي^.. ) O.o°¨ :: القرآن والتفسير-
انتقل الى:  
free counters