شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس

,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸-(_ (مرحبا بك زائرنا الكريم في مسجد القدس) _)-,.-~*'¨¯¨'*·~-.

•°اهلاً بك قلماً مميزاً وقلبا ً حاضراً °•.

.•° هنا حيث القلوب تشابهت طيبة ٍ °•.

.•° بكل المحبه والموده نحييك لتشريفك لنا

ونرحب بك اجمل ترحيب ممزوج بعبارات الود والاخوه

.•° نتمنى لك إقامة رائعه وممتعه مع اخوانك و اخواتك

.•°ارق تحية معطره بروح الورد لك°

.•° في شبكة مسجد القدس °•
شبكة مسجد القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أخبار :.: رياضة :.: مقالات إسلامية :.: قصص :.: أصوات :.: أدعية وخطب :.: صور إسلامية :.: برامج وألعاب :.: جوال :.:  
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة قـــــــــــــــــــــــ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد
عضو محترف
عضو محترف
محمد


نوع المتصفح نوع المتصفح : سورة قـــــــــــــــــــــــ Fmfire10
الجنس ذكر

عدد المساهمات عدد المساهمات : 325

نقاط نقاط : 15269

السٌّمعَة : 1
العمر العمر : 29

الدولة سورة قـــــــــــــــــــــــ Palest10

سورة قـــــــــــــــــــــــ Empty
مُساهمةموضوع: سورة قـــــــــــــــــــــــ   سورة قـــــــــــــــــــــــ Emptyالثلاثاء 17 مايو - 14:14

سورة ق

مكية وآياتها خمس وأربعون آية

بين يدي السورة

* هذه السورة مكية وهي تعالج أصول العقيدة الإسلامية (الوحدانية ، الرسالة ، البعث ) ولكن المحور الذي تدور حوله هو موضوع (البعث والنشور) حتى ليكاد يكون هو الطابع الخاص للسورة الكريمة ، وقد عالجه القرآن بالبرهان الناصع ، والحجة الدامغة . وهذه السورة رهيبة ، شديدة الوقع على الحس ، تهز القلب هزا ، وترج النفس رجا ، وتثير فيها روعة الإعجاب ، ورعشة الخوف ، بما فيها من الترغيب والترهيب .



* ابتدأت السورة بالقضية الأساسية التي أنكرها كفار قريش ، وتعجبوا منها غاية العجب ، وهي قضية الحياة بعد الموت ، والبعث بعد الفناء [ق والقرآن المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد . .] الآيات .



* ثم لفتت السورة أنظار المشركين - المنكرين للبعث - إلى قدرة الله العظيمة ، المتجلية في صفحات هذا الكون المنظور، في السماء والأرض ، والماء والنبت ، والثمر والطلع ، والنخيل والزرع ، وكلها براهين قاطعة على قدرة العلي الكبير [أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها . . ] الآيات .



* وانتقلت السورة الكريمة للحديث عن المكذبين من الأمم السالفة ، وما حل بهم من الكوارث وأنواع العذاب ، تحذيرا لكفار مكة أن يحل بهم ما حل بالسابقين [كذبت قبلهم قوم نوج وأصحاب الرس وثمود . . ] الآيات .



* ثم انتقلت السورة للحديث عن سكرة الموت ، ووهلة الحشر ، وهول الحساب ، وما يلقاه المجرم في ذلك اليوم العصيب ، من أهوال وشدائد تنتهي بإلقائه في الجحيم [ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد . . ] الآيات .



* وختمت السورة الكريمة بالحديث عن "صيحة الحق" وهي الصيحة التي يخرج الناس بها من القبور، كأنهم جراد منتشر، ويساقون للحساب والجزاء، لا يخفى على الله منهم أحد، وفيه إثبات للبعث والنشور، الذي كذب به المشركون [واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج . . ] الآيات . تفسير سورة ق



قال الله تعالى : [ق والقرآن المجيد . . ] إلى قوله [فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد] . من آية (1 ) إلى نهاية آية (22) .



اللغة:



[مريج ] مختلط قال ابن قتيبة : مرج الأمر، ومرج الدين : اختلط ، وأصله أن يقلق الشىء ولا يستقر، يقال : مرج الخاتم في يدي إذا قلق للهزال



[فروج ] شقوق صدوع جمع قرج وهو الشق



[باسقات ] طوال بسق الشيء بسوقا إذا طال



[نضيد] متراكب بعضه فوق بعض



[لبس] حيرة وشك واضطراب



[عيينا] عجزنا يقال : عيي به يعيا أي عجز عنه



[رقيب ] حافظ شاهد على أعمال الإنسان



[عتيد] حاضر مهيأ قال الجوهري : العتيد الشيء الحاضر المهيأ ومنه



[وأعتدت لهن متكأ] وفرس عتيد معد للجرى



[حديد] حاد نافذ



[محيص ] مهرب



[حشر] جمع ، قال تعالى [وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا] .



التفسير:



[ق] الحروف المقطعة للتنبيه على إعجاز القرآن ، وللإشارة إلى أن هذا الكتاب المعجز، منظوم من أمثال هذه الحروف الهجائية



[والقرآن المجيد] قسم حذف جوابه أي أقسم بالقرآن الكريم ، ذي المجد والشرف على سائر الكتب السماوية ، لتبعثن بعد الموت ، قال ابن كثبر : وجواب القسم محذوف وهو مضمون الكلام بعده ، وهو إثبات النبوة ، وإثبات المعاد ، وتقديره : إنك يا محمد لرسول ، وإن البعث لحق ، وهذا كثير في القرآن ، وقال أبو حيان : والقرآن مقسم به ، والمجيد صفته وهو الشريف على غيره من الكتب ، والجواب محذوف يدل عليه ما بعده تقديره : لقد جئتهم منذرا بالبعث فلم يقبلوا



[بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم ] أي تعجب المشركون من إرسال رسول إليهم من البشر، يخوفهم من عذاب الله



[فقال الكافرون هذا شيء عجيب] أي فقال كفار مكة : هذا شيء في منتهى الغرابة والعجب ، والإظهار في موضع الإضمار لتسجيل جريمة الكفر عليهم ، والآية إنكار تعجبهم مما ليس بعجب ، فإنهم قد عرفوا صدق الرسول ، وأمانته ونصحه ، فكان الواجب عليهم أن يسارعوا إلى الإيمان ، لا أن يعجبوا ويستهزئوا ، ثم أخبر تعالى عن وجه تعجبهم ، فقال :



[أئذا متنا وكنا ترابا] أي أئذا متنا وامعتحالت واستحالت إلى تراب ، هل سنحيا ونرجع كما كنا؟



[ذلك رجع بعيد] أي ذلك رجوع بعيد غاية البعد، مستحيل حصوله



[قد علمنا ما تنقص الأرض منهم] أي قد علمنا ما تنقصه الأرض من أجسادهم ، وما تأكله من لحومهم وأشعارهم ودمائهم إذا ماتوا ، فلا يضل عنا شيء حتى تتعذر علينا الإعادة



[وعندنا كتاب حفيظ ] أي ومع علمنا الواسع ، عندنا كتاب حافظ لعددهم وأسمائهم ، وما تأكله الأرض منهم ، وهو (اللوح المحفوظ ) الذي يحصي تفصيل كل شيء



[بل كذبوا بالحق لما جاءهم ] إضراب إلى ما هو أفظع وأشنع من التعجب ، وهو التكذيب بالقرآن العظيم ، أي كذبوا بالقرآن حين جاءهم ، مع سطوع آياته ، ووضوح بيانه



[فهم في أمر مريج ] أي فهم في أمر مختلط مضطرب ، فتارة يقولون عن الرسول إنه ساحر ، وتارة يقولون إنه شاعر ، وتارة يقولون إنه كاهن ، وهكذا قالوا أيضا عن القرآن إنه سحر ، أو شعر ، أو أساطير الأولين إلى غير ذلك . . ثم ذكر تعالى دلائل القدرة والوحدانية الدالة على عظمة رب العالمين ، فقال سبحانه :



[أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم ] أي أفلم ينظروا نظر تفكر واعتبار، إلى السماء في ارتفاعها وإحكامها ، فيعلموا أن القادر على إيجادها ، قادر على إعادة الإنسان بعد موته ؟ كما قال سبحانه [لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون ]



[كيف بنيناها وزيناها] أي كيف رفعناها بلا عمد ، وزيناها بالنجوم الساطعة



[وما لها من فروج ] أي ما لها من شقوق وصدوع



[والأرض مددناها] أي والأرض بسطناها ووسعناها



[وألقينا فيها رواسي ] أي وجعلنا فيها جبالا ثوابت ، تمنعها من الاضطراب بسكانها



[وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ] أي وأنبتنا فيها من كل نوع من النبات ، حسن المنظر، يبهج ويسر الناظر إليه



[تبصرة وذكرى لكل عبد منيب] أي فعلنا ذلك تبصيرا منا ، وتذكيرا على كمال قدرتنا ، لكل عبد راجع إلى الله ، متفكر في بديع مخلوقاته



[ونزلنا من السماء ماء مباركا] أي ونزلنا من السحاب مافى كثير المنافع والبركة



[فأنبتنا به جنات وحب الحصيد] أي فأخرجنا بهذا الماء البساتين الناضرة ، والأشجار المثمرة ، وحب الزرع المحصود ، كالحنطة والشعير ، وسائر الحبوب التي تحصد



[والنخل باسقات] أي وأخرجنا شجر النخيل طوالا مستويات



[لها طلع نضيد] أي لها طلع منضود ، منظم بعضه فوق بعض ، قال أبو حيان : يريد كثرة الطلع وتراكمه وكثرة ما فيه من الثمر، وأول ظهور الثمر يكون منضدا كحب الرمان ، فما دام ملتصقا بعضه ببعض فهو نضيد، فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد ،



[رزقا للعباد] أي أنبتنا كل ذلك رزقا للخلق لينتفعوا به



[وأحيينا به بلدة ميتا] أي وأحيينا بذلك الماء أرضا جدبة ، لا ماء فيها ولا زرع ، فأنبتنا فيها الكلأ والعشب



[كذلك الخروج ] أي كما أحييناها بعد موتها ، كذلك نخرجكم أحياء بعد موتكم ، قال ابن كثير : وهذه الأرض الميتة كانت هامدة ، فلما نزل عليها الماء ، اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ، من أزاهير وغير ذلك ، مما يحار الطرف في حسنها ، وذلك بعد ما كانت لا نبات بها، فأصبحت تهتز خضراء ، فهذا مثال للبعث بعد الموت ، فكما أحيا الله الأرض الميتة ، كذلك يحي الله الموتى . .ثم ذكر تعالى كفار مكة ، بما حل بمن سبقهم من المكذبين ، إنذارا لهم وإعذارا فقال سبحانه :



[كذبت قبلهم قوم نوح ] أي كذب قبل هؤلاء الكفار (قوم نوح )



[وأصحاب الرس] أي وأصحاب البئر وهم بقية من الطغاة الكفار ، رسوا نبيهم فيها أي دسوه فيها



[وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط ] سماهم إخوانه لأنه صاهرهم وتزوج منهم



[وأصحاب الأيكة] أي وأصحاب الشجر الكثير الملتف ، وهم قوم شعيب ، نسبوا إلى الأيكة ، لأنهم كانوا في رفاهية ، تحيط بهم البساتين والأشجار الكثيرة ، الملتف بعضها على بعض



[وقوم تبع ] قال المفسرون : هو ملك كان باليمن ، أسلم ودعا قومه إلى الإسلام فكذبوه ، وهو "تبع اليمانى"



[كل كذب الرسل] أي جميع هؤلاء المذكورين ، كذبوا رسولهم ، قال ابن كثير : وإنما جمع الرسل ، لأن من كذب رسولا، فإنما كذب جميع الرسل ، كقوله تعالى : [كذبت قوم نوح المرسلين]



[فحق وعيد] أي فوجب عليهم وعيدي وعقابي ، والآية تسلية للنبى (ص) وتهديد للكفرة المجرمين



[أفعيينا بالخلق الأول] أي أعجزنا عن ابتداء الخلق ، حتى نعجز عن إعادتهم بعد الموت ؟ قال القرطبي : وهو توبيخ لمنكري البعث ، وجواب لقولهم ؟ [ذلك رجع بعيد] ومراده أن ابتداء الخلق لم يعجزنا ، والإعادة أسهل منه ، فكيف توهم عجزنا عن البعث والإعادة؟



[بل هم في لبس من خلق جديد] أي بل هم في خلط وشبهة وحيرة من البعث والنشور، قال الألوسي : وإنما نكر الخلق ووصف بجديد، ولم يقل : من الخلق الثاني ، تنبيها على استبعادهم له ، وأنه خلق عظيم يجب أن يهتم بشأنه فله نبأ عظيم . . ثم نبه تعالى على سعة علمه وكمال قدرته ، فقال سبحانه :



[ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ] أي خلقنا جنس الإنسان ونعلم ما يجول في قلبه وخاطره ، لا يخفى علينا شيء من خفاياه ونواياه



[ونحن أقرب إليه من حبل الوريد] أي ونحن أقرب إليه من حبل وريده ، وهو عرق كبير في العنق متصل بالقلب ، قال أبو حيان : ونحن أقرب إليه قرب علم ، نعلم به وبأحواله لا يخفى علينا شيء من خفياته ، فكأن ذاته تعالى قريبة منه ، وهو تمثيل لفرط القرب كقول العرب : هو مني معقد الإزار وقال ابن كثير : المراد ملائكتنا أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه ، والحلول والاتحاد منفيان بالإجماع ، تعالى الله وتقدس ، وهذا كما قال في المحتضر : [ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ] يريد به الملائكة، ويدل عليه قوله بعده



[إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد] أي حين يتلقى الملكان الموكلان بالإنسان ، ملك عن يمينه يكتب الحسنات ، وملك عن شماله يكتب السيئات ، وفي الكلام حذف تقديره : عن اليمين قعيد، وعن الشمال قعيد ، فحذف الأول لدلالة الثاني عليه ، قال مجاهد : وكل الله بالإنسان - مع علمه بأحواله - ملكين بالليل وملكين بالنهار ، يحفظان عمله ، ويكتبان أثره إلزاما للحجة ، أحدهما عن يمينه يكتب الحسنات ، والآخر عن شماله يكتب السيئات ، فذلك قوله تعالى : [عن اليمين وعن الشمال قعيد] وقال الألوسي : والمراد أنه سبحانه أعلم بحال الإنسان من كل رقيب ، حين يتلقى المتلقيان الحفيظان ما يتلفظ به ، وفيه إيذان بأنه عز وجل غنى عن استحفاظ الملكين ، فإنه تعالى أعلم منهما، ومطلع على ما يخفى عليهما، لكن الحكمة اقتضت كتابة الملكين لعرض صحائفهما يوم يقوم الأشهاد، فإذا علم العبد ذلك - مع علمه بإحاطة الله تعالى بعلمه - ازداد رغبة في الحسنات ، وانتهاء عن السيئات



[ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب ] أي ما يتلفظ كلمة من خير أو شر، إلا وعنده ملك يرقب قوله ويكتبه



[عتيد] أي حاضر معه أينما كان ، مهيأ لكتابة ما أمر به ، قال ابن عباس : يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر وقال الحسن : فإذا مات ابن آدم طويت صحيفته ، وقيل له يوم القيامة [اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا]



[وجاءت سكرة الموت بالحق] أي وجاءت غمرة الموت وشدته ، التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله ، بالأمر الحق من أهوال الآخرة ، حتى يراها المنكر لها عيانا



[ذلك ما كنت منه تحيد] أي ذلك ما كنت تفر منه وتميل عنه ، وتهرب منه وتفزع ، وفي الحديث عن عائشة أن النبي (ص) لما تغشاه الموت ، جعل يمسح العرق عن وجهه ويقول : "سبحان الله إن للموت لسكرات"



[ونفح في الصور ذلك يوم الوعيد] أي ونفخ في الصور نفخة البعث ، ذلك هو اليوم الذي وعد الله الكفار به العذاب



[وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد] أي وجاء كل إنسان ، برا كان أو فاجرا، ومعه ملكان : أحدهما يسوقه إلى المحشر، والآخر يشهد عليه بعمله ، قال ابن عباس : السائق من الملائكة ، والشهيد من أنفسهم وهي (الأيدي ) و(الأرجل) [يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون] وقال مجاهد : السائق والشهيد ملكان ، ملك يسوقه ، وملك يشهد عليه



[لقد كنت في غفلة من هذا] أي لقد كنت أيها الإنسان في غفلة من هذا اليوم العصيب



[فكشفنا عنك غطاءك ] أي فأزلنا عنك الحجاب ، الذي كان على قلبك وسمعك وبصرك في الدنيا



[فبصرك اليوم حديد] أي فبصرك اليوم قوي نافذ ، ترى به ما كان محجوبا عنك ، لزوال الموانع بالكلية .



قال الله تعالى : [وقال قرينه هذا ما لدى عتيد . . ] إلى قوله [فذكر بالقرآن من يخاف وعيد] . من آية (23) إلى آية (45 ) نهاية السورة الكريمة .





المناسبة :

لما حكى تعالى في الآيات السابقة ، إنكار المشركين للبعث ، وأقام الأدلة والبراهين على البعث وا لنشور ، ذكر هنا الأهوال والشدائد التي يلقاها الكافر في الآخرة ، والنعيم الذي أعده الله للمؤمنين الأبرار في الجنة ، وختم السورة ا لكريمة ببيان دلائل البعث وأحواله وأطواره ، وهو االمقصد ا لرئيسي للسورة ا لكريمة .



اللغة:



[أزلفت] قربت يقال : زلف يزلف أي قرب ، أزلفه قربه



[أواب] رجاع إلى الله من آب يئوب أوبا إذا رجع



[بطشا] البطش : الأخذ بالشدة والعنف



[نقبوا] طوقوا وساروا ، وأصل التنقيب : التنقير عن الشيء والبحث عنه ، قال الشاعر: نقبوا في البلاد من حذر الموت وجالوا في الأرض كل مجال



[محيص] مفر ومهرب ، من حاص يحيص حيصا إذا أراد الهرب



[لغوب ] تعب .



سبب النزول :



عن قتادة أن اليهود قالوا إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ، أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة ، وأنه تعب فاستراح يوم السبت وسموه يوم الراحة ، "راحة الرب" ، فكذبهم تعالى فيما قالوا فنزلت [ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما منا من لغوب] أي ما لحقنا ولا أصابنا من عناء أو تعب .



التفسير:



[وقال قرينه هذا ما لدى عتيد] أي وقال الملك الموكل به : هذا الذي وكلتني به من بني آدم ، قد أحضرت ديوان عمله



[ألقيا في جهنم كل كفار عنيد] أي يقول تعالى للملكين : (السائق) و(الشهيد) أقذفا في جهنم كل كافر معاند للحق ، لا يؤمن بيوم الحساب



[مناع للخير] أي مبالغ في المنع لكل حق واجب عليه في ماله



[معتد مريب ] أي ظالم غاشم ، شاك في الدين



[الذي جعل مع الله إلها آخر] أي أشرك بالله ولم يؤمن بوحدانيته



[فألقياه في العذاب الشديد] أي فألقياه في نار جهنم ، وكرر اللفظ [فألقياه] للتوكيد



[قال قرينه ربنا ما أطغيته ] أي قال قرينه - وهو الشيطان المقبض له - ربنا ما أضللته



[ولكن كان في ضلال بعيد] أي ولكنه ضل باختياره ، وآثر العمى على الهدى ، من غير إكراه أو إجبار ، وفي الآية محذوف دل عليه السياق ، كأن الكافر قال : يا رب إن شيطاني هو الذي أطغانى ، فيقول قرينه : ربنا ما أطغيته ، بل كان هو نفسه ضالا معاندا للحق ، فأعنته عليه



[قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد] أي فيقول الله عز وجل للكافرين وقرنائهم من الشياطين : لا تتخاصموا هنا ، فما ينفع الخصام ولا الجدال ، وقد سبق أن أنذرتكم على ألسنة الرسل بعذابي ، وحذرتكم شديد عقابي ، فلم تنفعكم الآيات والنذر



[ما يبدل القول لدى] أي ما يغير كلامى ، ولا يبدل حكمي بعقاب الكفرة المجرمين ، قال المفسرون : المراد وعده تعالى بعذاب الكافر ، وتخليده في النار ، بقوله تعالى : [لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين]



[وما أنا بظلام للعبيد] أي ولست ظالما حتى أعذب أحدا بدون استحقاق ، وأعاقبه بدون جرم



[يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد]؟ أي أذكر ذلك اليوم الرهيب ، يوم يقول الله تعالى لجهنم : هل امتلأت ، وتقول : هل هناك من زيادة؟ وفي الحديث : (لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد ، حتى يضع رب العزة فيها قدمه ، فتقول : قط ، قط ، وعزتك وكرمك - أي قد اكتفيت – وينزوي بعضها إلى بعض والظاهر أن السؤال والجواب على حقيقتهما ، والله على كل شىء قدير، فإن إنطاق الجماد والشجر والحجر جائز عقلا ، وحاصل شرعا ، وقد أخبر القرآن الكريم أن نملة تكلمت ، وأن كل شيء يسبح بحمد الله ، وورد في صحيح مسلم أن المسلمين في آخر الزمان يقاتلون اليهود، حتى يختبىء اليهودي وراء الشجر والحجر، فينطق الله الشجر والحجر . . الخ وقيل : إن الآية على التمثيل وأنها تصوير لسعة جهنم وتباعد أقطارها ، بحيث لو ألقي فيها جميع الكفرة والمجرمين ، فإنها تتسع لهم، وهو كقولهم : (قال الحائط للمسمار لم تشقني ؟ قال : سل من يدقنى) فهو تمثيل وليس على الحقيقة ، وكل من القولين له وجهته ودليله . . ثم أخبر تعالى عن حال السعداء بعد أن ذكر حال الأشقياء، فقال سبحانه :



[وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد] أي قربت وأدنيت الجنة من المؤمنين المتقين ، مكانا غير بعيد ، بحيث تكون بمرأى منهم ، مبالغة في إكرامهم



[هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ ] أي يقال لهم : هذا الذي ترونه من النعيم ، هو ما وعده الله لكل عبد آواب ، أي رجاع إلى الله ، حافظ لعهده وأمره



[من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب] أي خاف الرحمن فأطاعه ، دون أن يراه لقوة يقينه ، وجاء بقلب تائب خاضع خاشع



[ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود] أي يقال لهم : ادخلوا الجنة بسلامة من العذاب ، والهموم والأكدار، ذلك هو يوم البقاء الذي لا انتهاء له أبدا، لأنه لا موت في الجنة ولا فناء



[لهم ما يشاءون فيها] أي لهم في الجنة من كل ما تشتهيه أنفسهم ، وتلذ به أعينهم



[ولدينا مزيد] أي وعندنا زيادة على ذلك الإنعام والإكرام ، وهو النظر إلى وجه الله الكريم ((هذا القول مروي عن أنس وجابر بن عبد الله قالا : المزيد هو أن يتجلى الله تعالى لهم حتى يرونه وذلك فى كل جمعة )) . ثم خوف تعالى كفار مكة ، بما حدث للمكذبين قبلهم ، فقال سبحانه :



[وكم أهلكنا قبلهم من قرن] أي وأهلكنا قبل كفار قريش أمما كثيرين ، من الكفار المجرمين



[هم أشد منهم بطشا] أي هم أقوى من كفار قريش قوة ، وأعظم منهم فتكا وبطشا



[فنقبوا في البلاد هل من محيص] أي فساروا في البلاد ، وطوفوا فيها وجالوا في أقطارها ، فهل كان لهم من الموت مهرب ؟ وهل كان لهم من عذاب الله مخلص ؟



[إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد] أي إن فيما ذكر من إهلاك القرى الظالمة ، لتذكرة وموعظة لمن كان له عقل يتدبر به ، أو أصغى إلى الموعظة وهو حاضر القلب ، ليتذكر ويعتبر ، قال سفيان : لا يكون حاضرا وقلبه غائب ، وقال الضحاك : العرب تقول : ألقى فلان سمعه ، إذا استمع بأذنيه ، وهو شاهد بقلب غير غائب ، وعبر عن العقل بالقلب لأنه موضعه ، كما قال تعالى : [فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور]



[ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ] هذه الآية رد على اليهود اللعناء ، حيث زعموا أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ، أولها يوم الأحد ، وآخرها يوم الجمعة ، وأنه تعب فاستراح يوم السبت ، واستبقى على ظهره فوق العرشى، فكذبهم الله تعالى ، والمعنى : والله لقد خلقنا السموات السبع في ارتفاعها وعظمتها ، والأرض في كثافتها وسعتها ، وما بينهما من المخلوقات البديعة ، في ستة أيام ، وما مسنا من إعياء وتعب



[فاصبر على ما يقولون] أي فاصبر يا محمد على ما يقوله اليهود، وغيرهم من كفار قريش ، واهجرهم هجرا جميلا



[وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ] أي ونزه ربك عما لا يليق به ، وصل له واعبده وقتي الفجر والعصر، وخصهما بالذكر لزيادة فضلهما وشرفهما



[ومن الليل فسبحه وأدبار السجود] أي ومن الليل فصل لله تهجدا، وأعقاب الصلوات المفروضة ، قال ابن كثير : كانت الصلاة المفروضة قبل الإسراء : ثنتان قبل طلوع الشمس ، وثنتان قبل الغروب ، وكان قيام الليل واجبا على النبي (ص) وعلى أمته حولا، ثم نسخ في حق الأمة وجوبه ، ثم بعد ذلك نسخ كل ذلك ليلة الإسراء بخمس صلوات ، وبقي منهن صلاة الصبح والعصر فهما قبل طلوع الشمس وقبل الغروب



[واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب] أي واستمع يا محمد النداء والصوت ، حين ينادي إسرافيل . بالحشر من موضع قريب ، يصل صوته إلى الكل على السواء ، قال أبو السعود : وفيه تهويل وتفظيع لشأن المخبر به ، والمنادي هو إسرافيل عليه السلام يقول : أيتها العظام البالية ، والأوصال المتقطعة ، واللحوم المتمزقة ، والشعور المتفرقة ، إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء



[يوم يسمعون الصيحة بالحق] أي يوم يسمعون صيحة البعث التي تأتي بالحق وهي النفخة الثانية في الصور



[ذلك يوم الخروج ] أي ذلك هو يوم الخروج من القبور



[إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير] أي نحى الخلائق ونميتهم فى الدنيا ، وإلينا رجوعهم للجزاء في الآخرة ، لا إلى غيرنا



[يوم تشقق الأرض عنهم سراعا] أي يوم تنشق الأرض عنهم ، فيخرجون من القبور مسرعين إلى موقف الحساب ، استجابة لنداء المنادي



[ذلك حشرعلينا يسير] أي ذلك جمع وبعث سهل هين علينا، لا يحتاج إلى عناء



[نحن أعلم بما يقولون ] أي نحن أعلم بما يقول كفار قريش ، من إنكار البعث ، والسخرية ، والاستهزاء بك وبرسالتك ! ! وفيه تسلية للنبي (ص) وتهديد لهم



[وما أنت عليهم بجبار] أي وما أنت يا محمد بمسلط عليهم ، تجبرهم على الإسلام ، إنما بعثت مذكرا



[فذكر بالقرآن من يخاف وعيد] أي عظ بهذا القرآن من يخاف وعيدي . . ختم السورة الكريمة بالتذكير بالقرآن ، كما افتتحها بالقسم بالقرآن ، ليتناسق تلبدء مع الختام ، في أبدع صورة ، واروع كلام !



البلاغة:



تضمنت السورة الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :



1 - الإظهار في موطن الإضمار [فقال الكافرون ] بدل فقالوا للتسجيل عليهم بالكفر .



2 - الاستفهأم الإنكاري لإستبعاد البعث [أئذا متنا وكنا ترابا]؟ .



3 - الإضراب عن السابق لبيان ما هو أفظع وأشنع من التعجب [بل كذبوا بالحق] وهو التكذيب بآيات الله وبرسوله المؤيد بالمعجزات .



4 - التشبيه المرسل المجمل [كذلك الخروج ] شبه إحياء الموتى بإخراج النبات من الأرض الميتة .



5 - الاستعارة التمثيلية [ونحن أقرب إليه من حبل الوريد] مثل علمه تعالى بأحوال العبد ، وبخطرات النفس ، بحبل الوريد القريب من القلب ، وهو تمثيل للقرب ، بطريق الاستعارة كقول العرب : هو مني مقعد القابلة ، وهي مني معقد الازار، ففيه استعارة تمثيلية ، وهي من روائع أقسام الاستعارة .



6 - الحذف بالإيجاز [عن اليمين وعن الشمال قعيد] أصله عن اليمين قعيد، وعن الشمال قعيد، فحذف من الأول لدلالة الثاني عليه ، وبين اليمين والشمال طباق وهو من المحسنات البديعية .



7 - الاستعارة التصريحية [وجاءت سكرة الموت ] استعار لفظ السكرة للهول والشدة ، التى يلقاها المحتضر عند وفاته ، وعبر عنها بالمجيء على طريق الاستعارة.



8 - الجناس الناقص بين [عنيد] و[عتيد] لتغاير حرفي النون والتاء .



9 - الطباق بين [نحيي ] و[نميت ] .



10 - توافق الفواصل والسجع اللطيف غير المتكلف مثل [ذلك يوم الوعيد] [وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد] [فبصرك اليوم حديد] ومثل [إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير] [ذلك حشر علينا يسير] إلخ وهو من المحسنات البديعية، لما فيه من جميل الوقع على السمع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://al-qudes.yoo7.com/u30contact
 
سورة قـــــــــــــــــــــــ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة نــــــــــــــــــــــــــــوح
» سورة الجـــــــــــــــــــن
» سورة التحريم
»  سورة التوبة،
» سورة الملك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة مسجد القدس :: ¨°o.O ( ..^ القسم الإسلامي والفقهي^.. ) O.o°¨ :: القرآن والتفسير-
انتقل الى:  
free counters